عودة هوتي آند ذا بلوفيش

عودة هوتي آند ذا بلوفيش

12 نوفمبر 2019
توقفت الفرقة عن العمل لعشرة أعوام (Getty)
+ الخط -
قبل أيام، أصدرت فرقة الروك الأميركية الكولومبية "Hootie & the Blowfish" ألبوماً جديداً حمل عنوان "Imperfect Circle"، وهو الألبوم الرسمي السادس في مسيرة الفرقة التي بدأت عام 1994. صدر الألبوم بعد أن توقفت الفرقة عن العمل لما يزيد على عشرة أعوام؛ إذ كان آخر عمل أصدرته الفرقة هو "Looking For Lucky" (2005)، وانتهت آخر جولة فنية لها سنة 2008. لم يكن أحد يتوقع لمّ شمل الفرقة مجدداً، خصوصاً بعد النجاح الكبير الذي حققه المغني الرئيس لها، داريوس روكر، منفرداً، في نطاق موسيقى الكانتري. 

ورغم أن تخلي روكر عن نجاحه الفردي للعودة والعمل مع الفرقة على إنتاج ألبوم جديد، يبدو فكرة مثيرة للإعجاب، كما هو الحال بالنسبة إلى العديد من التفاصيل المرتبطة بالمجموعة، كاسمها الذي صُنِّف بين أفضل أسماء الفرق، وعملها الخيري المرتبط بصحة الحيوانات الأليفة في أميركا الجنوبية، الذي لم يتوقف رغم تجميد الفرقة لعقد كامل، إلا أن هذه العوامل، التي تبدو عاطفية بغالبها، لا يمكنها أن تغير شيئاً. فالألبوم الذي عادت به "Hootie & the Blowfish" ضعيف للغاية، لا يمكن وصفه إلا بأنه مجموعة من الأغاني العاطفية على أنغام موسيقى الروك الخفيفة، التي تفتقد بدورها حماسة الروك أو التجديد. فالألبوم يفتقد كل العوامل التي تضمن نجاح العمل الفني في سنة 2019، إذا ما استثنينا صوت روكر المميز للغاية، وذلك ما يجعل الألبوم نسخة باهتة لا تليق باسم "Hootie & the Blowfish" والمكانة التي وصلوا إليها في العقد الأول من الألفية الجديدة وفي التسعينيات.

الثيمة العاطفية لطالما لازمت فرقة "Hootie & the Blowfish" منذ انطلاقتها، ولكن عندما تعود إلى سماع أغاني الفرقة الأولى، مثل "Hold My Hand" أو "Only Wanna Be With You"، ستشعر بأن الفرقة افتقدت جزءاً ما من روحها؛ ربما تعلق الأمر بأن الفرقة عندما بدأت، قبل 25 سنة، كانت فرقة صغيرة تقدم عروضاً محلية في كولومبيا، وكانت أغاني الحب التي تقدمها مرتبطة بتفاصيل صغيرة موجهة إلى جمهور محلي محدد.

ورغم أن الأمر اختلف بعد أن شارك أعضاؤها بعروض هوليوودية، وبعد أن وصلت الفرقة إلى العالمية، لكن تأثير ذلك لم يكن كبيراً على الفرقة قبل انقطاعها، إذ تمكنت حينذاك من المحافظة على ذات الروح. الأمر لا يختلف كثيراً بالنسبة إلى الألبومات التي قدمها روكر منفرداً، حيث إن التزامه تقديم موسيقى الكانتري ذات الطابع المحلي الحميمي ضمن له الاستمرار بالأسلوب المناسب لصوته وأدائه العاطفي.

إن فهم طبيعة نجاح روكر وفرقة "Hootie & the Blowfish"، هو أكثر ما يكشف مشاكل ألبوم "Imperfect Circle"، التي تتعلق مباشرةً بانعدام العلاقة العاطفية بين الفرقة والجمهور المحلي. والغريب أن أسلوب كتابة الأغاني لم يختلف كثيراً، فهو لا يزال مرتبطاً بالأماكن والتفاصيل الصغيرة، ولكن من دون الخروج عن الصور النمطية والبسيطة التي تتعلّق بالأماكن والمناسبات. يبدو ذلك واضحاً في أغنية "New Year's Day" التي تعنى بتفاصيل ليلة رأس السنة، وأغنية "Miss California" التي تبدو موجهة إلى فتاة من كاليفورنيا. الأمر الذي يزيد الطين بلة، أن الموسيقى لم تتمكن من التعويض عن مستوى الكلمات المتوسط، لتبدو أغاني الألبوم برمتها دون المستوى المتوسط، بإمكانك أن تستمع إليها، ولكن من الصعب جداً أن تعلق بالذاكرة.

المساهمون