"جوكر"... الشرُّ الذي لا يُفنَى

"جوكر"... الشرُّ الذي لا يُفنَى

05 أكتوبر 2019
واكين فينيكس بطل "جوكر" (ريتش فيوري/Getty)
+ الخط -
في ولاية كولورادو الأميركية عام 2012، دخل إلى صالة السينما رجلٌ يرتدي زي شخصية "جوكر"، أثناء عرض فيلم "باتمان، ذا دارك نايت رايزز" Batman The Dark Knight Rises، وأطلق القنابل المسيلة للدموع وفتح النار على المشاهدين. أدى ذلك إلى موت 12 شخصاً من الجمهور، وإصابة العشرات بحروق، قبل أن تتمكن الشرطة من اعتقال الجاني، المدعو جيمس هولمز، ليفاجئ الشرطة عندما فسر سبب ارتكابه للجريمة بقوله: "أنا الجوكر".

محتوى عنيف
واليوم، تعود تفاصيل هذه المأساة إلى الواجهة من جديد، مع اقتراب موعد عرض فيلم "جوكر" الذي أخرجه تود فيليبس وأنتجته شركة "وارنر برذرز" بالتعاون مع "دي سي"؛ إذ أعلنت روزي سيرفانتس، الناطقة الرسمية باسم شرطة لوس أنجليس، أن الشرطة الأميركية عزمت نشر المزيد من عناصرها حول دور السينما التي ستبدأ بعرض الفيلم، بسبب المخاوف المتزايدة المتعلقة بمحتواه الذي وُصف بـ "العنيف". وكذلك قررت سلسلة دور عرض "لاندمارك" حظر دخول مشاهدين يرتدون أزياء وأقنعة خلال عروض الفيلم. مع العلم أن هذه التصريحات والقرارات جاءت كاستجابة للرسائل التي أرسلها أقارب بعض ضحايا حادثة 2012 لشركة "وارنر برذرز" المنتجة، أعربوا فيها عن قلقهم إزاء محتوى الفيلم الجديد وتداعياته.
أكثر الشخصيّات الشعبيّة شرّاً
من الممكن أن نفهم هذا القلق، لأنَّ شخصيَّة "جوكر" تعتبر أكثر الشخصيات الشريرة شعبية في عالم الأبطال الخارقين، ولأنَّ الفيلم الجديد سيعطي هذه الشخصية دور البطولة لأول مرة بتاريخ السينما، بعد أن كان "الجوكر" دائماً يؤدي دور البطل المضاد في الأفلام والمسلسلات التي تتناول حكايات "باتمان". ويعود تاريخ الشخصية إلى سنة 1940، عندما ظهرت في سلسلة القصص المصورة التي تحمل اسم "باتمان"، ويعود الفضل في اختراعها إلى جيري روبنسون الذي صوّر "جوكر" كشخصية مهووسة بالقتل. وكان من المقرر إنهاء حكاية شخصية "جوكر" في الظهور الثاني لها في القصة المصورة، لكن المحرر ويتني إيليزورث عدّل هذا التفصيل، بإضافته مشهدٍ يدل على أن "جوكر" استطاع أن ينجو بعد مشهد يصور موته. وتكرر موت شخصية "جوكر" في القصص المصورة، وعودته للحياة والظهور، لتعطي تلك الحكايات التي تعتبر الأساس المتين الذي بنيت عليه أفلام الأبطال الخارقين، بعداً أسطورياً لشخصية "جوكر"، ساهم في ازدياد شعبيتها، لتصبح مع مرور الوقت الشخصية التي ترمز للشر الذي لا يفنى.
تحدٍّ فنّي
ومنذ الظهور الأول لشخصية "جوكر" في السينما سنة 1989، بأداء الممثل جاك نيكلسون، حظيت بإعجاب المشاهدين، لتطغى شخصية البطل المضاد على شخصية البطل "باتمان". وبفضل أداء نيكلسون الأسطوري، أصبحت شخصية "الجوكر" تحديّاً كبيراً أمام أي ممثل يرغب بأدائها في الأفلام التالية. وتمكن هيث ليدجر من الارتقاء بالشخصية، إذْ كان أوَّل من يتفوق على نيكلسون، عندما أدى الدور في فيلم "ذا دارك نايت" (2008). ومن بعدها تحولت شخصية "الجوكر" إلى لعنة، بسبب ما أصاب ليدجر عقب أدائه الدور، إذ عانى من الكثير من الأمراض والهلوسات التي انتهت بموته.
هذا التاريخ الغريب المرافق لحكاية تجسيد شخصية "جوكر" زاد من المخاوف المتعلقة بعرض الفيلم، ووضع الشركة المنتجة التي رغبت بإعطاء "الجوكر" دور البطولة، في موضع الدفاع عن النفس، لتصدر تصريحات دفاعية غريبة من نوعها، تؤكد فيها أنها لا تسعى لتمجيد الشخصية، ولتؤكد أن حكاية الفيلم لا تشجع بأي شكل من الأشكال على العنف، وتنهي تصريحاتها بأنها تريد فقط أن يستمتع المشاهدون بالفيلم، باعتباره إنجازاً سينمائياً.

دلالات

المساهمون