صالون متنقل في باريس: إلى النساء المشردات

صالون متنقل في باريس: إلى النساء المشردات

23 أكتوبر 2019
لا أرقام عن حالات الاعتداء ضدّ النساء (فيسبوك)
+ الخط -
يمنح صالون تجميل متنقل في فرنسا فرصة للنساء اللواتي يعشن في ظروف صعبة، ساعة من العناية المجانية، ويستهدف المشروع سيدات يعانين من العزلة، أو يعشن في ظروف صعبة داخل المستشفيات، أو أنهن بلا مأوى.
وقالت الخبيرة الاجتماعية التي تدير المشروع لصحيفة "لوباريزيان" إن الهدف هو "أن تشعر تلك النساء بالجمال ويستعدن تقديرهن لذواتهن". هذا المشروع أطلقته شركة لوريال، وترأسه كوثر أديمي التي تقول إن هذه "السنة العاشرة التي تواكب فيها حملتنا النساء المعزولات، أو اللواتي يعانين من ظروف خطيرة في المستشفيات على سبيل المثال، لكن هذه السنة فكرنا في الحافلة المتنقلة، حيث نقدم ساعة من العناية بالوجه للسيدات".
يستقبل صالون التجميل المتنقل قرابة أربعين امرأة يومياً، في ضواحي باريس، ويتلقين العناية من قبل خبراء تجميل تلقوا تدريبات خاصة لمساعدة المستضعفين.
برازاو، تبلغ من العمر 19 عاماً، جاءت من جمهورية الرأس الأخضر في أفريقيا، ووصلت إلى فرنسا قبل عدة أشهر فقط، وعبرت عن سعادتها بتجربة الصالون المتنقل. ومن السيدات اللواتي استفدن من هذه الخدمة هاجر، وهي مصرية تبلغ 25 عاماً، ومعها طفلها الرضيع.
من ناحيته، قال يايسين إنوماني، منسق جمعية Banlieue Santé الشريكة في هذا المشروع: "في عدد ليس بقليل من المؤسسات، مثل ملاجئ السكن الطارئ، سألنا الناس عما يمكننا فعله لمساعدتهم بطريقة مختلفة، وكانت العناية بالجمال أحد مطالبهم، إن مصاعب الحياة مثل فقدان الوظائف تجعل الناس يفقدون الثقة، إن مشروعنا هو محاولة لاستعادة الثقة بالنفس".
شانتال إحدى تلك السيدات اللواتي فقدن وظائفهن، كانت تعمل كبائعة، لكنها منذ عام 1995 باتت عاطلة من العمل.
تشكل النساء 38 بالمائة من المشردين بلا مأوى ثابت في فرنسا، وتبلغ شريحة الشابات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 إلى 29 سنة نسبة 48 بالمائة من أولئك المشردات.
وكان رئيس جمعية سامو سوسيال، إيريك بليز، قد صرح لإذاعة "أوروبا1" قبل عدة أيام، بأن هناك 1300 شخص يتصلون يومياً بالرقم 115 يطلبون ملجأ، من دون أن تكون المنظمة قادرة على الاستجابة لهم، ولفت إلى أن هذا الرقم قد تضاعف منذ العام الماضي، ومن بينهم نساء وضعن قبل أسابيع قليلة في المستشفيات ولا يعرفن أين يذهبن مع مواليدهن الرضع، ليجدن أنفسهن في الشارع دون حليب أو حفاضات، وتضطر الكثيرات للنوم في الشارع بانتظار أن يحين دورها في دخول مركز للإيواء.

تحصل النساء عادة على الأولوية في الدخول إلى مراكز الإيواء المؤقتة، وهذا يعني أنهن قد يقضين وقتاً أقل في الشوارع، لكنه لا يؤمن لهن الحماية الكافية، لأنهن معرضات لخطر الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي. لا توجد أرقام واضحة عن حالات الاعتداء التي تتعرض لها النساء المشردات، لكن جمعية Entourage تقدّر أن امرأة بلا مأوى تتعرض للاعتداء كل ثماني ساعات، ويحدث ذلك داخل مراكز الإيواء أحياناً. وكثيراً ما تجد هؤلاء النساء أنفسهن أمام شخص مستغل، يعرض عليهن السكن مقابل الجنس، أو أي شكل آخر من أشكال الحماية.

دلالات

المساهمون