اكتمال القمر... ليلة طويلة على شاطئ كوفانغان التايلاندية

اكتمال القمر... ليلة طويلة على شاطئ كوفانغان التايلاندية

6364AD4E-A2A5-4819-99F6-1BAAD0929FF0
كاتيا يوسف

صحافية لبنانية مقيمة في لندن، خريجة الجامعة اللبنانية قسم العلوم السياسية والإدارية. مراسلة "العربي الجديد"، في بريطانيا، منذ عام 2014.

18 أكتوبر 2019
+ الخط -
يتوافد ما يقارب الثلاثين ألف شخص من جميع أنحاء العالم إلى شاطئ هاد رين في جزيرة كوفانغان التايلاندية، لحضور حفل اكتمال القمر الذي يعتبر من أكبر حفلات الشواطئ في تايلاند. تجمع هذه الليلة أعراقا وجنسيات عديدة تأتي للاحتفال على شاطئ بحر يبلغ طوله 800 متر، حتى صباح اليوم التالي. نشاطات رياضية وألعاب نارية ورقص وموسيقى وأطعمة ومشروبات متنوعة، فضلاً عن القبعات الملونة والمزركشة والقمصان التي ترمز إلى هذه المناسبة، وغيرها من التحف والهدايا التذكارية، كلّها هناك؛ إذ تنتعش المبيعات على هذه الجزيرة الهادئة وتكتظ الفنادق بهذه المناسبة. حفل قد يحبّه البعض، ويبغضه آخرون، لأسباب عديدة.
لدخول الحفل ينبغي دفع مبلغ 100 بات (3.29 دولارات أميركية)، وذلك يدخل في تكاليف تنظيف الشاطئ في صباح اليوم التالي.
كل يحتفل على طريقته، هناك من يرقص وهناك من يشارك في الألعاب الرياضية، مثل القفز على حبل مشتعل أو المرور تحت حافة منخفضة مشتعلة، أو غيرها من الأنشطة. لكن بدا واضحاً أنّ معظم الحاضرين يتناولون الكحول المتوفر بكميات كبيرة.
كان لـ "العربي الجديد" فرصة اختبار عيش هذه الليلة، ومشاهدة جمال ما فيها من طبيعة خلابة بدءا من السماء الصافية والشاطئ الرملي ومياه البحر الصافية والدافئة والهادئة، إلى تصاميم المطاعم والمنتجعات التقليلدية التي لا تزال تعكس بساطة الجزيرة.
بدت الأمور ممتعة مع بداية المساء وأصوات الموسيقى وأكشاك الأطعمة وغيرها التي انتشرت على طول الشاطئ وبأسعار زهيدة. بيد أنّه مع مرور الوقت يمكن ملاحظة حالات من الغثيان والتقيؤ نتيجة الإفراط في تجرّع الكحول، فضلاً عن مشاهد لشباب في مقتبل العمر من الجنسين ممّن ارتموا على رمل الشاطئ وفقدوا وعيهم، وما يرافق ذلك من محاولة استغلال البعض لهذه الحالات.
حفل يفقد فيه كثير من الأشخاص هواتفهم المحمولة وبطاقاتهم المصرفية وما يحملونه من نقد حتى لو لم يتناولوا الكحول. كلّها أشياء تضيع إلى غير رجعة، وجل ما يمكن القيام به تبليغ مركز الشرطة. لذلك ينصح بحمل ما يحتاجه كل شخص من مال وترك الأشياء الثمينة في المنزل، أو في مكان آمن. هناك عدد من النشالين بين الحشود لذلك ينبغي الحذر.
ومن المسائل الخطيرة أن تقع في إغراء شراء المخدرات التي قد تعرض عليك أكثر من مرّة. احذر الوقوع في هذا الخطأ، فالعقوبات التي تفرضها تايلاند بهذا الشأن أعلى بكثير من أوروبا، ويمكن أن ينتهي بك الأمر بسهولة في السجن.



أمّا عن الوصول إلى الحفل، إن كنت موجوداً في جزيرة كوفانغان؛ فمن الأفضل استخدام التاكسي المتوفر بكثرة بشكل شاحنات صغيرة في الغالب عوضاً عن قيادة دراجتك النارية الخاصة التي يستخدمها السياح والمحليون بكثرة في المنطقة، وذلك حفاظاً على سلامتك من ذاتك أو من أشخاص يقودون تحت تأثير الكحول أو المخدرات. وعن المشاركة في الألعاب الرياضية النارية، من الأفضل ألا تحاول القفز على حبل النار، إذ يمكنك تعريض نفسك إلى الإيذاء.
على الرغم من كل ما قد تواجهه من متاعب في حفل اكتمال القمر، لا تزال هذه المناسبة تستقطب الآلاف كل شهر، وهي على لائحة كل من يزور تايلاند تقريباً. أمّا أقرب الجزر إلى كوفانغان فهي جزيرتا كو تاو وكو ساموي، حيث يأتي السياح عبر القوارب وبأسعار معقولة. ومن الضروري حجز غرفة في فندق لحضور هذا الحفل قبل أسبوع تقريباً للتأكّد من توفّر مكان للإقامة، إن كنت تنوي البقاء على الجزيرة.

تعود جذور حفل اكتمال القمر إلى الثمانينيات؛ حيث تجمّع قرابة 30 شخصاً ممّن كانوا على شاطئ هاد رين آنذاك واحتفلوا طوال الليل. هو حفل يبدأ قبل أو بعد اكتمال القمر كل شهر. واليوم بعد مرور نحو 30 عاماً، يعد حفل اكتمال القمر أكبر حفلة شاطئ في تايلاند ويعرفها كل مسافر من جنوب شرق آسيا. وتختلف أعداد الحضور وفق الموسم والطقس بين خمسة آلاف وثلاثين ألفا.

يتم الاحتفال مع اكتمال القمر كل شهر في معظم الأوقات، لكن، نظرًا لوجود عطلات بوذية مهمّة في بعض الأحيان، تتزامن مع هذه الأيام وتحظر استهلاك وبيع الكحول، يتم تأجيل تاريخ حفلة اكتمال القمر من يوم إلى يومين.
ومن الممكن أيضًا في حالات نادرة أن يلغى الحفل تلقائيًا. وهو ما حدث على سبيل المثال في إحدى المرّات بعد وفاة الملك التايلاندي بوميبول أدولياديج في عام 2016.



ذات صلة

الصورة
عُروض بهلوانية لأطفال غزة (عبد الحكيم أبو رياش)

مجتمع

لَفَت الرجُل الطويل (المُهرّج) نظر الطفلة راما أبو عصر بحركاته البهلوانية، بينما كانت تلهو مع رفيقاتها في مجموعة من الألعاب التنشيطية، التي تُحاول الترفيه عن أطفال قِطاع غزة، في ظل الأوضاع الصعبة التي يمُر بها سُكانه منذ منتصف عام 2007.
الصورة
الفلسطيني توفيق الجوجو

منوعات

لا تزال فكرة مُرافقة السُياح والوفود الأجنبية وتعريفهم على بحر غزة عالقةً في ذهن السبعيني الفلسطيني توفيق الجوجو من مُخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، غربي مدينة غزة، فطبّقها على قوارب صغيرة، مُجسمة يدوياً باستخدام أدوات بدائية بسيطة.
الصورة
الألعاب الشعبية في مدينة الدانا السورية (عدنان الإمام)

مجتمع

في ظل غياب الحدائق العامة في مدينة الدانا، شمال إدلب، وارتفاع ثمن تذكرة الدخول للحدائق الخاصة، يلجأ الأطفال للألعاب الشعبية المنتشرة في الشوارع، حيث يصعب عليهم الذهاب إلى مدن الملاهي بسبب الأسعار المرتفعة لدخولها.
الصورة

منوعات

سيتمكن محبو "سوبر ماريو" من دخول قلعة جديدة، مع الافتتاح المرتقب لأول متنزه أميركي مخصص للعبة الفيديو الشهيرة في لوس أنجليس في فبراير/ شباط، قبل أسابيع قليلة من طرح فيلم هوليوودي عن هذا السباك الشهير ذي الشارب المفتول.

المساهمون