يوسف وهبي... عميد المسرح الجاد في مواجهة المسرح الهزلي

في ذكراه... يوسف وهبي عميد المسرح الجاد في مواجهة المسرح الهزلي

17 أكتوبر 2019
يوسف وهبي كان ممثلاً ومخرجاً ومؤلفاً (فيسبوك)
+ الخط -
ولد يوسف وهبي في 17 يوليو/ تمّوز سنة 1898 في الفيوم لأسرة ثرية، وتوفّي في 17 أكتوبر 1982. بدأ تعليمه في الكتّاب حيث حفظ القرآن، واتجه للمدرسة السعيدية في الجيزة لتلقي تعليمه الثانوي، ثم التحق بالمدرسة الزراعية في مشتهر. أما علاقته بالفن، فقد بدأت مبكراً حين عمل مصارعاً في سيرك الحاج سليمان، كما أن عشقه للتمثيل والغناء، جعله يمثل العديد من الأدوار المسرحية ويؤدي المونولوغات في مرحلة الدراسة. وقد ورث عن والده مبلغاً كبيراً من المال، ساعده كثيراً في شق طريقه الفني كما أراد، وتكوين فرقته المسرحية الخاصة.

أغراه صديقه المخرج محمد كريم بالسفر إلى إيطاليا لدراسة التمثيل بعد الحرب العالمية الأولى، ثم عاد ليلتحق بفرقتي عزيز عيد وحسن فايق، ليشارك معهما في بعض المسرحيات. كان يوسف وهبي يرى أن المسرح يتعرض لمحنة كبيرة بسبب المسرح الهزلي الراقص الذي يقدمه نجيب الريحاني وعلي الكسار وغيرهما، لذا عزم على إنشاء فرقة "رمسيس" التي بدأت عروضها على "مسرح راديو" في القاهرة في 10 مارس/ آذار 1923، وشارك معه فيها كبار ممثلي عصره كعزيز عيد ومختار عثمان وحسين رياض وأحمد علام وفتوح نشاطي، ومن الممثلات زينب صدقي، وأمينة رزق، وفاطمة رشدي، وعلوية جميل.

بدأ مسرح "رمسيس" في تقديم عروض مترجمة أو مقتبسة من روائع الأدب العالمي الإنكليزي والفرنسي والروسي، كما استثمر وهبي المسرح في نشر الوعي الاجتماعي؛ فقدم أعمالاً تحارب الاستعمار، وأعمالاً في النقد والإصلاح الاجتماعي. وكان إلى جانب بطولته الرئيسية لمسرحيات الفرقة، يخرج ويؤلف، إذا قام ببطولة 302 مسرحية أخرج منها 185 مسرحية وألف 60 مسرحية. 


وكان ليوسف وهبي دوره الكبير في وضع تقاليد مثالية للمسرح من حيث مواعيد رفع الستار، والتزام الفنانين والجمهور باحترام تقاليد المسرح، وأمر بمنع التدخين داخل القاعة، ووجه الممثلين نحو الالتزام بالنص المسرحي واحترام تعليمات المخرجين. هذا الالتزام أنشئ مساراً جديداً مختلفاً عن المسرح الكوميدي الراقص والهزلي السائد في تلك الفترة، لذا كلفته الحكومة المصرية عام 1933 بتشكيل فرقتها المسرحية التي كانت نواة المسرح القومي فيما بعد. وقد حظي وهبي بسبب تأثيره الفني بلقب "عميد المسرح المصري"

أما في مجال السينما، فقد اقترب منه في سنة 1928 بإعلان في إحدى الصحف الإيرانية التي ادعت أن الممثل المصري يوسف وهبي سوف يمثل دور النبي محمد في فيلم من إخراج توغو مرزاحي، وهو ما قوبل برفض شديد من الأزهر الشريف، ولا يعرف على وجه الدقة ما إذا كان أمر هذا الفيلم حقيقياً أم لا.

وفي 1930 أنشأ يوسف وهبي شركة "رمسيس" للإنتاج السينمائي التي أنتجت فيلم "زينب" في نفس العام من إنتاجه وإخراج محمد كريم. ثم قام يوسف وهبي ببطولة فيلم "أولاد الذوات" سنة 1932 وهو أول فيلم مصري ناطق. بعدها انطلقت مسيرته السينمائية فقدم عشرات الأفلام المهمة في السينما المصرية.
آخر الأفلام التي شارك فيها يوسف وهبي كان فيلم "السلخانة" سنة 1982، حيث توفي بعدها، عن 84 سنة، ولم يترك مالاً ولا ولداً، فقد رحل مفلساً بسبب إسرافه في لعب القمار وخساراته المتكررة في سنواته الأخيرة، كما أنه خلال زيجاته الثلاث لم ينجب أبناءً.

دلالات

المساهمون