أفغانستان ترمم آثاراً بوذية دمرتها طالبان


أفغانستان ترمم آثاراً بوذية دمرتها طالبان


15 أكتوبر 2019
هنا كان تمثال بوذا قبل تدميره (فرانس برس)
+ الخط -
يشبه العمل على ترميم الآثار البوذية التي دمرتها حركة طالبان في أفغانستان قبل 18 عاماً حل أحجية يعود تاريخها إلى 1500 عام.. هكذا يقول الخبراء المشاركون في أحدث مشروع للترميم بالبلاد.

في عام 2001، دمرت طالبان آثاراً يرجع تاريخها إلى القرن الثالث الميلادي، عندما كان كثير من الأفغان يدينون بالبوذية.

وكان من بين الآثار المدمرة تمثالان عملاقان لبوذا في إقليم باميان، والعشرات من التماثيل الأصغر التي عثر عليها في معابد، ووضعت في المتحف الوطني بالعاصمة كابول.

وبعد سقوط حكومة طالبان في ذلك العام، بدأ المتحف بترميم ما تبقى من تاريخ أفغانستان البوذي. ويهدف مشروع هو الأحدث في هذا الصدد وتدعمه الولايات المتحدة إلى إعادة تجميع آلاف القطع لتصبح تماثيل مرة أخرى على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

وقال محمد فهيم رحيمي، مدير المتحف الوطني في أفغانستان، الذي يعود تاريخه إلى مئة عام: "هذا العمل مهم جدا، لأنه يعني فعليا ترميم تراثنا وهويتنا وماضينا".


وأضاف "ظلت البوذية تُمارس هنا لأكثر من ألف عام. هذا جزء كبير جداً من تاريخنا".

وتسببت حروب على مدى 40 عاماً، من الاحتلال السوفييتي في الثمانينيات إلى الاقتتال الداخلي والحرب على طالبان، في تدمير الكثير من الأعمال الفنية والأثرية والمعمارية في أفغانستان. وسرق زعماء حرب قطعا أخرى وباعوها في الخارج.

وقال شيراز الدين صيفي (62 عاماً)، وهو مرمم يعمل في المتحف منذ أن كانت طالبان في الحكم عام 2001: "أرادوا أن نطلعهم على عدد القطع الأثرية، وتجاهلنا طلبهم لكنهم جاؤوا بعد ذلك بأيام وبدأوا يحطمون الآثار".

وأضاف "هذه الآثار هي كنز بلادنا الوطني وتاريخها وتوضح من كان يعيش في هذا البلد".

وفي قاعة بالمتحف، يعمل مرممون أفغان بجانب خبراء من المعهد الشرقي التابع لجامعة شيكاغو الأميركية. وقال رحيمي إن العون الأميركي لا يقدر بثمن، لأن المرممين الأفغان يفتقرون إلى الخبرة والمواد الكيميائية والصموغ المطلوبة لأعمال الترميم.

ويستند المرممون أحياناً إلى صور من الأرشيف للتماثيل قبل تحطيمها. وفي حالات أخرى تكون هناك حاجة للتصوير ثلاثي الأبعاد وللخيال حتى يتسنى وضع تصور لقطع صغيرة من الجص وإعادة تجميعها في هيئة تماثيل لبوذا.

وقال متحدث باسم طالبان، التي ظلت حتى الشهر الماضي تجري محادثات مع الولايات المتحدة، إن الحركة لا تعتزم تدمير الآثار.

وأضاف المتحدث سهيل شاهين: "جميع القطع الأثرية ستكون مصانة في مكانها. ينبغي الحفاظ عليها من أجل التاريخ والثقافة وتعليم الأجيال القادمة".

لكن احتمالية مشاركة طالبان في اتفاق لتقاسم السلطة تثير انزعاج رحيمي الذي يدرس خيارات لنقل الآثار إذا أصبحت مهددة مرة أخرى. وقال "لا يمكننا أن ندع هذا يحدث مرة أخرى لتراثنا".
(رويترز)

المساهمون