ربيع سوق واقف: الدوحة تغني حتى آخر الليل


ربيع سوق واقف: الدوحة تغني حتى آخر الليل

04 يناير 2019
عادت باسكال مشعلاني بالجمهور إلى أجواء التسعينيات (العربي الجديد)
+ الخط -
يحتل مهرجان "ربيع سوق واقف الغنائي" مكانة مرموقة على خريطة المهرجانات الفنية والغنائية الخليجية والعربية، فقد استطاع خلال عمره القصير البالغ ثماني سنوات، أن يصبح "درة المهرجانات" وقد نجح في استقطاب ألمع نجوم الغناء في العالم العربي، بعضهم رحلوا وخطفهم الموت، منهم نجم الأغنية اللبنانية ملحم بركات.
احتجب المهرجان لدورتين متتاليتين، الأولى في إبريل/ نيسان 2017، عندما ألغت إدارة "سوق واقف" جميع العروض الغنائية، تضامناً مع ضحايا مجزرة خان شيخون في سورية، والثانية في يناير/ كانون الثاني 2018.
أما "مهرجان 2018" الذي عاد في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي؛ فتميزت حفلاته بتنوع الفنون الغنائية على اتساع العالم العربي، وقدم 23 فناناً وفنانة أغنيات خليجية ومغاربية وشآمية، وعراقية وسودانية، فيما غابت الأغنية المصرية وفنانون إماراتيون والنجم السعودي محمد عبده، نتيجة الحصار الجائر الذي تفرضه على قطر كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ أكثر من عام ونصف العام. يختتم المهرجان، الذي يحتضنه مسرح عبدالعزيز ناصر في العاصمة القطرية الدوحة، مساء اليوم الجمعة، بحفل للنجمين القطري علي عبد الستار واللبناني وائل جسار.
أعرب الفنان القطري غانم شاهين، عن سعادته بأنه أول فنان افتتح ليالي مهرجان سوق واقف، ليلة 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وقدم مجموعة من الأغاني الوطنية، "حنا بخير" و"يا علم"، و"شيخنا خيال العليا" و"شوميله" بالإضافة إلى الأغاني العاطفية والتراثية. افتتحت الفنانة العراقية أصيل هميم الليلة الثانية من حفلات مهرجان ربيع سوق واقف، التي تنظمها إذاعة صوت الريان، ويحتضنها مسرح عبد العزيز ناصر.
وتألقت العراقية أصيل هميم في مشاركتها الأولى بالمهرجان، بإطلالة غنائية استطاعت من خلالها أن تمتع الجمهور الذي حضر الحفل وتفاعل مع ما قدّمته عبر ما يقرب من 90 دقيقة، وغنت "يا أم العيون السود"، و"يوم ولا يومين".
وقالت هميم، في تصريحات صحافية، إنها ركزت في اختيارها لما قدمته للجمهور على التنوع والمزج بين الأغنيات الخليجية واللون العراقي، بحكم هويتها العراقية.
في ذات الأمسية، تفاعل الجمهور وتمايل على أنغام الأغنيات الخليجية التي قدمها القطري سعد الفهد. بدوره، عبّر العراقي أوراس ستار، عن سعادته بمشاركته الأولى في المهرجان، معتبراً إياه ملتقى فنياً كبيراً يجمع أسماء متميزة وأصواتاً جديدة جيدة، لافتاً إلى أن الأغاني التي قدّمها قريبة إلى قلبه واختارها بعناية فائقة، راعى فيها الجمع بين اللون العاطفي الرومانسي واللون الاجتماعي والتراثي. وأضاف أنه كان عازماً على إصدار ألبومه الجديد بأغنياته الاثنتي عشرة، لكنه ارتأى أن يصدر كل شهر ونصف الشهر أغنية، ليتيح لجمهوره فرصة الاستماع إلى أغانيه واحدة واحدة، ويعطيهم الوقت الكافي للحكم على هذه الإبداعية الفنية متفرقة.
وكانت الليلة الرابعة كويتية بامتياز، بإطلالة للشاب عبد العزيز الويس، الذي غنى "حبيت كل شيء في قطر" وسط عاصفة من الهتاف وترحيب الجمهور داخل المسرح، فيما غصّت الساحات الخارجية بجماهير لم يسعفها الحظ في الدخول.
وذكر الويس أنه قدم 14 أغنية متنوعة خلال الحفل، و"تفاعل معها الجمهور تفاعلاً يدلّ على مدى الذوق الفني الرفيع الذي يتمتع به جمهور الدوحة".
وأحيا التونسي سمير لوصيف، الليلة الخامسة، وغنّى مجموعة من قديمه وجديده، وفي تصريحات للصحافيين لفت لوصيف إلى أنه اختار أن يهدي إلى جمهوره ومحبيه باقة من الأغاني ذات الطابع الفرحي، بالإضافة إلى الأغنية التي يطلبها الجمهور أينما حل وارتحل، وهي "يا ميمتي الغالية".
أما المغربي أحمد شوقي، فقبل أن يعتلي المسرح لإحياء الليلة حيّا الجمهور من خلف الستار، بموال غنائي ووصلة موسيقية، عززهما بإطلالة مغربية الزي واللباس، بدأها بأغنية مونديال كأس العالم 2014، وأتبعها بأغنية "مونديالو"، وأشاد شوقي
بدور إذاعة "صوت الريان" في دعم وخدمة الأغنية الخليجية والعربية وتقريب الفنانين من جمهور الدوحة، وتشجيع التجارب الغنائية على اختلاف ألوانها وإشعاعها، وثمّن المستوى الفني المتميز للأصوات القطرية، معرباً عن أمله التعاون مع فنانين قطريين؛ إذ سبق أن اشتغل في "بكرا" مع فهد الكبيسي في 2011، وبمشاركة فنانين عرب وعالميين.
الأمسية السادسة، جمعت نجمين قطري ولبنانية، وبدأ عيسى الكبيسي الجزء الأول، وقدم أغنيات وطنية وعاطفية، منها "الديرة" و"يا علم"، و"أنا أدري"، و"لندن"، وحول تأثير الحصار الجائر على الفنان القطري، قال الكبيسي: " الأزمة الخليجية الأخيرة وفرض الحصار الجائر على دولتنا الحبيبة شكلا عائقاً لنا كفنانين، أمام التواصل مع جماهيرنا في الخليج، وصار هناك شرخ بيننا وبين هذه المجتمعات، وإن كان هناك قلة ما زالوا يتواصلون معنا".
وفي الجزء الثاني من الحفل، عادت باسكال مشعلاني بالجمهور إلى أجواء التسعينيات، عبر باقة من الأغاني التي يحفظها جيل تلك الفترة. وعن لقاء الجمهور بعد غياب ثلاث سنوات، قالت النجمة اللبنانية: "فاجأني الجمهور بهذا الحب المتبادل وبتقديره للفنان، رغم أنني غبت ثلاث سنوات بسبب زواجي وإنجابي لابني، وبعد عودتي إلى الحفلات اندهشت للأعداد الهائلة من الجمهور الخليجي والعربي، وأنا سعيدة جداً بهذه العلاقة المتواصلة مع الجمهور".

وفي الليلة الثامنة، ملأ الجمهور جنبات مسرح عبدالعزيز ناصر، مبكراً ليحجز مكانه انتظاراً للحفل الساهر الذي يجمع بين الصوتين الشابّين، القطري سعود جاسم، والعراقي نصر البحار، اللذين قدما باقة متنوعة من الأغاني الطربية والراقصة والفلكلورية، وقدم جاسم أغنيتين وطنيتين، الأولى بعنوان "شيخنا خيال العليا" والثانية "أميرنا المحبوب".
وتفاعل الجمهور مع الأغاني التي قدمها البحار ومن أبرزها، "بس تعال" و"ما رد لي" و"شسوي له حتى يحبني" و"عشرة عمر".
وتقاسم الليلة التاسعة القطري منصور المهندي، والعراقية رحمة رياض، واستهل الأول مشاركته متغنياً بحب قطر وشرف الانتماء للوطن، فشدا "أكبر شرف" و"لبي قطر" والأغنية الجديدة "حنا بخير"، واستهلت الثانية إطلالتها بأغنيتها التي اشتهرت بها "وعد مني"، ووصلت إلى "عبرت الشط" لتختتم بأغنية "جنة جنة".

وأوضحت الفنانة رياض، أنها في كل حفل تغني لكاظم الساهر، معربة في الوقت نفسه عن أسفها لعدم تمكنها من أداء أغنيات من إبداع والدها الفنان الراحل رياض أحمد.
وأكدت أنها تحرص على أن ترسم مسارها بثبات، وأنها تميل إلى الغناء وتجده أسهل من التمثيل، وإن كان كثير من النقاد والفنانين شجعوها على مواصلة العمل في مجال الدراما، بعد نجاحها في بطولة المسلسل الأميركي "ميدينا" بمشاركة نجوم عرب وأجانب.
وفي ليلة سودانية، أبدعت ملكة الدلوكة الفنانة إنصاف مدني، وقدمت مجموعة من الأغنيات الشعبية من بينها: "ما ودعوك"، و"بالحلال"، و"منايا ليك"، وغيرها.
وفي ما يتعلق بتمسكها واشتهارها بأداء الدلوكة، قالت: "منذ أن بدأت الغناء وأنا متمسكة بالدلوكة، وأعتمد في الحفلات الخارجية على آلات موسيقية قليلة جداً، وإيقاعات وطبلات، وأنا شخصياً لديّ آلة دلوكة أعمل عليها في منزلي، وأعتمد عليها أكثر من أيّ إيقاعات موسيقية، ومن هنا أطلق عليّ لقب "ملكة الدلوكة"".

المساهمون