علي الحجّار: إلى اليمين دُر

علي الحجّار: من "ضحكة المساجين" إلى "احنا شعب وانتو شعب"

25 يناير 2019
الحجّار في ميدان التحرير عام 2011 (فيسبوك)
+ الخط -
كان المغني علي الحجار من أوائل من أعلنوا تأييدهم لثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011 من الفنانين المصرين، وكان أيضاً من أوائل من غنّوا لها، فسجل بعد نحو شهرين من اندلاع الثورة ألبوماً غنائياً عنها ضم 15 أغنية من إنتاجه الخاص، لكنه سرعان ما انقلب مع المنقلبين في الثلاثين من يونيو/ حزيران عام 2013، عندما نفّذ الجيش انقلاباً على أول رئيس منتخب في تاريخ مصر.
أنشد الحجار للثورة أغانيَ كثيرة، مثل "ضحكة المساجين" و"الشهيد"، اللتين كتبهما الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، واعتبره الثوار أحد فناني الانتفاضة الشعبية، لكنه تنازل عن تلك المكانة عندما غنى "احنا شعب وانتوا شعب" والتي كانت تحريضاً صريحاً ضد المعارضين للانقلاب على الرئيس محمد مرسي والمدافعين عن الشرعية.



أثارت أغنية الحجار موجة انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، واتهمت بالدعوة إلى الانقسام بين أبناء الشعب الواحد من مؤيدي ومعارضي الرئيس المعزول محمد مرسي، وبأنها تنزع عن فريق من المصريين الدين والوطنية. وكتب كلمات الأغنية الكاتب مدحت العدل، ولحنها أحمد الحجار، وتم بثّها على موقع "يوتيوب"، ونقلها عدد من القنوات المصرية، وتقول في مطلعها: "إحنا شعب وإنتو شعب.. رغم إن الرب واحد لينا رب وليكو رب". وكأنّه نسي تماماً ما جاء في "ضحكة المساجين": "الثورة نور واللي طفاها خبيث".
ودفعت الأغنية الناشط السياسي علاء عبد الفتاح للتغريد على تويتر بقوله مستنكراً: "بالنسبة لأغنية إحنا شعب وإنتو شعب.. هنسمع عن حق تقرير المصير قريب يعني؟". ووصف حاتم عزام نائب رئيس حزب الوسط الأغنية بـ"السقطة التاريخية". وقال في تغريدة له: "حتى الفن لم يسلم من التحريض ودعاوى شق الصف وهدم السلم المجتمعي في زمن الانقلاب".

لم يكتفِ الحجار بذلك، بل أنه تبرأ بعد الثلاثين من يونيو 2013 من أغنياته التي غناها بعد الثورة، وقال في تصريحات صحافية إن أغنيته الشهيرة "ضحكة المساجين" من أشعار عبد الرحمن الأبنودي، التي تغنّى بها عام 2011 أثناء الفترة الانتقالية التي حكم فيها المجلس العسكري بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي البلاد، لم يتغنَّ بها ضد الجيش المصري رفضاً منه لخارطة الطريق، مشدداً على إيمانه بـ"ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الفاشية الدينية"، على حد قوله، واصفاً "الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالرجل الشجاع الذى لبّى إرادة جموع الشعب المصري ووقف ضد باراك أوباما والإدارة الأميركية بثقة ودون زعزعة أو خوف".
كما أعلن الحجار رفضه القاطع لمبدأ "التصالح" مع جماعة الإخوان المسلمين، قائلًا: "لا
تصالح مع الخونة، والتخابر مع جهة أجنبية يعتبر خيانة عظمى للبلاد عقوبتها الإعدام". وانتقد موقف الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق عندما أعلن استقالته بعد مذبحة ميداني رابعة العدوية والنهضة، قائلًا: "صُدمت في مواقف البرادعي، وكنت أعتقد أنه أذكى مما فعل بانسحابه من منصب نائب رئيس الجمهورية في هذا الوقت الحرج، خاصة أنه على علم بما سيجري من فض الاعتصامين".


المساهمون