حاوية ذكية تخدم البيئة في غزة

حاوية ذكية تخدم البيئة في غزة

22 يناير 2019
الحاوية توفر لمُستخدميها الإنترنت (العربي الجديد)
+ الخط -
توصلت الطالبتان الفلسطينيتان، مريم الحصري وفريال عجور، إلى ابتكار مشروع جديد يخدم البيئة ويساهم في تعزيز المشاريع الصديقة للبيئة، عبر مشروعهما القائم على حاوية ذكية تقوم بمكافأة من يرمي القمامة بها بمنحه خدمة إنترنت مجانية، أو شحن هاتفه الذكي عبرها.
يعتمد المشروع الذي عملت عليه الطالبتان خلال الفترة الماضية على فرز النفايات الواصلة عبر الحاوية إلى بلاستيكية ومعدنية، بالإضافة لكونه يعمل بالطاقة الشمسية من خلال خلية مزود بها الابتكار بالإضافة إلى معدات أخرى.
حصل المشروع على دعم من حاضنة "UCAS" التكنولوجية التابع للكلية الجامعية بقطاع غزة من أجل تنفيذه والعمل على تطويره خلال الفترة المقبلة، حيث كان أحد المشاريع التي جذبت انتباه الكثيرين خلال الفترة القليلة الماضية.
وتقول مريم الحصري لـ "العربي الجديد" إن فكرة المشروع جاءت بهدف التخفيف عن عمال النظافة العاملين في القطاع وتشجيع الناس على ثقافة النظافة ويساهم في تعزيز ثقافة فرز النفايات لدى المجتمع ككل من خلال المشروع الذي يطمح إلى تطويره والمساهمة في نشره.
المشروع كان بالأساس عبارة عن فكرة كمشروع لمساق جامعي في أحد التخصصات الجامعية والذي كان يأمل منه أن يساعد المجتمع ويساهم في التشجيع على تعزيز ثقافة النظافة قبل أن يتحول لمشروع حقيقي يجري العمل على تطويره، كما توضح.
وتشير إلى أن المشروع سيستهدف فئة محددة بعينها، وهي فئة المقرّات السياسية والنوادي، لا سيما وأن هذه الفئة تواجه مشكلة في النظافة، وهو الأمر الذي تمت دراسته واستطلاع رأي هذه الفئة ضمن دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع قبيل العمل على إنجازه.
وتبين الحصري أن المشروع يعمل بالطاقة الشمسية ومزود بأجهزة استشعار تبلغ الجهة المعنية عند امتلاء الحاوية الذكية من أجل القيام بتفريغها، بالإضافة إلى كونها مزودة بشاشة خاصة لعرض إعلانات ترويجية ودعائية عبرها.
وعن الفترة التي استغرقها العمل على إنجاز المشروع، تلفت الطالبة الغزية إلى أن ابتكاره جرى العمل عليه خلال فترة ثلاثة شهور، بالرغم من الصعوبات والعقبات التي واجهتها برفقة زميلتها خلال مراحل العمل على إنجازه ضمن المرحلة الأولى له.
وبشأن الصعوبات التي اعترضت المشروع، تلفت زميلتها فريال عجور في حديثها لـ "العربي الجديد" إلى أن نقص القطع وعدم توفرها في القطاع المحاصر للعام الثاني عشر على التوالي، وانتظار وصولها إلى جانب البحث عن تمويل كانت أبرز العقبات.
وبحسب عجور، فإن المشروع كان ضمن المشاريع التي جرى احتضانها من قبل حاضنة "UCAS" التابعة للكلية الجامعية بغزة، ضمن مسابقة لاختيار أفضل المشاريع في المجالات التكنولوجية والبيئية التي يجري تنفيذها دورياً، وهو ما ساهم في احتضان المشروع وتوفير الدعم اللازم له.
وبشأن استمرارية المشروع وتطويره مستقبلاً، تؤكد الطالبة الغزية أن المشروع سيتواصل العمل عليه وتطويره، خصوصاً أنه جرى القيام بدراسة جدوى ودراسة الحصة السوقية وأخذها في الاعتبار ضمن خطة المشروع الكاملة.
في الأثناء، تقول المشرفة على المشروع المهندسة سماح حمودة لـ "العربي الجديد" إن المشروع ذو جدوى حقيقة خصوصاً أن التوجهات العالمية باتت تجاه المشاريع الصديقة للبيئة وتعزيز وجودها ومنحها التمويل اللازم.
وتبين أن مشروع الحاوية الذكية الذي جرى احتضانه من قبل الكلية الجامعية بغزة عبر حاضنتها، لفت الأنظار خلال المؤتمر الذي جرى تنظيمه من أجل احتضان الأفكار الإبداعية على صعيد المشاريع الزراعية والتكنولوجية والبيئية.

وتلفت الأكاديمية الفلسطينية إلى أن المشروع تم بناء نموذج العمل الخاص به بالإضافة إلى إعداد دراسة الجدوى الخاصة به، وكانت النتيجة أنه سيكون ذا جدوى حقيقة، ويجري حالياً العمل على إنجاز المشروع كلياً للخروج بشكله النهائي.
وعلى مدار السنوات الماضية، شهد قطاع غزة الذي يفرض الاحتلال الإسرائيلي عليه حصاراً مشدداً وخانقاً خروج العشرات من المشاريع والابتكارات الفريدة التي نجح بعض منها في الاستمرار، فيما توقف البعض الآخر نتيجة للظروف الصعبة التي يعيشها أكثر من مليوني غزي.

المساهمون