"مهرجان السينما الأوروبية" في بيروت: عروض واحتفالات

"مهرجان السينما الأوروبية" في بيروت: عروض واحتفالات

19 يناير 2019
مارتشيلو فونتي: أفضل ممثل في "كانّ" عن "دوغمان" (Getty)
+ الخط -
تحتفل "بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان"، بين 25 يناير/ كانون الثاني و4 فبراير/ شباط 2019، بذكرى مرور 25 عامًا على تأسيس "مهرجان السينما الأوروبية"، المستمرّ في تأكيد مكانته السينمائية والثقافية والفنية في بيروت، رغم أن التأسيس حاصل في مدينة جونية، قبل انتقاله إلى الأشرفية وثباته في تنظيم دوراته السنوية في صالة سينما "متروبوليس ـ أمبير صوفيل". والاحتفال لن يكون استعراضيًا، بقدر ما يحافظ على جوهره السينمائيّ، المتمثّل بعروض 34 فيلمًا من دول الاتحاد الأوروبي. فالنشاطات المرافقة له تتوزّع على تكريم للإيطالي برناردو برتولوتشي (1941 ـ 2018)، بعرض فيلم واحد له بعنوان "أنا وأنت" (2012)، وأمسية موسيقية تُحييها فرقة Two Or The Dragon مع الثنائي اللبناني عبد قبيسي وعلي الحوت، الذي يعزف مقطوعات أصلية للفيلم الكلاسيكي "دم شاعر" (1930) للفرنسي جان كوكتو (1889 ـ 1963)، وإقامة عروض لـ12 فيلمًا طالبيًا لبنانيًا، وحلقة نقاش بعنوان حول فيلم "كتاب الصورة" (2018) لجان ـ لوك غودار، مع المنتجين فابريس آرانيو وميترا فرحاني.
أما الاحتفال بالذكرى الـ25، فيتميّز بحدثين خاصّين:
الأول بالشراكة مع "سينماتيك بيروت"، إذْ يستعيد المهرجان بعض محطات التعاون الطويل الأمد بين أوروبا ولبنان، فيعرض 3 أفلام مُنجزة بإنتاج مشترك مع فرنسا وألمانيا والسويد، ومُصوَّرة بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية (1975 ـ 1990)، وهي: "أشباح بيروت" (1998) لغسان سلهب و"الشيخة" (1994) لليلى عساف (بحضور المخرجين)، و"كان يا ما كان بيروت" (1995) لجوسلين صعب (1948 ـ 2019).


الثاني متمثّل بتنظيم معرض لـ8 رسّامين اشتغلوا على أفلام أوروبية وقدّموا أعمالهم المستوحاة من رؤيتهم تلك الأفلام ونظرتهم إلى السينما الأوروبية: ترايسي شمعون وغدي غصن وكارلا حبيب ونور حيفاوي وجوزف قاعي وكارن كيروز ومحمد قريطم ورفاييل ماكرون.
وكعادته، فإن افتتاح المهرجان لدوراته السنوية معقودٌ على فيلمٍ تختاره إدارته من الدولة التي تترأس الاتحاد الأوروبي أثناء انعقادها. لذا، فإن افتتاح الدورة الـ25، مساء 25/ 1، يشهد عرض الفيلم الروماني "6،9 على مقياس ريختر" (2016) لنائي كارانفيل، وذلك بناءً على دعوات، على أن يُعرض ثانيةً في 30/ 1.


يروي الفيلم سيرة ممثل رومانيّ متواضع الشهرة، في الأربعينيات من عمره يمرّ في مرحلة صعبة للغاية، يشعر خلالها بعدم قدرته النفسية والمعنوية والعقلية على تحمّلها، ومع هذا يواجه التحديات المفروضة عليه. فهو يؤدّي دورًا معقّدًا للغاية في مسرحية موسيقية، ويجد نفسه مُقيمًا مع زوجة كئيبة تُضفي على المنزل مناخًا مثقلًا بالهموم والتوتّر والارتباكات، ويعيش قلقًا إزاء هزّة أرضية يُتوقّع أن تحدث في أي وقت. وكأن هذا كلّه غير كافٍ له، فإنه يقع ضحية والده المخادع أيضًا.
وفي مقابل الاهتمام بآخر أفلام السويسري الفرنسي جان ـ لوك غودار، "كتاب الصورة"، المعروض للمرة الأولى دوليًا في المسابقة الرسمية للدورة الـ71 (8 ـ 19 مايو/ أيار 2018) لمهرجان "كانّ" السينمائي، والفائز بـ"سعفة ذهبية خاصّة"؛ فإن برنامج الدورة الـ25 تلك يتضمّن أفلامًا مُنتجة العام الفائت، ومُثيرة ـ عند عروضها الدولية في مهرجانات أساسية ("كانّ" وكارلوفي فاري وفينيسيا وغيرها) ـ لسجالات نقدية مهمّة، أبرزها: "حالة حرب" للفرنسي ستفان بريزيه، و"حرب باردة" للبولندي بافل بافليكوفسكي، و"دوغمان" للإيطالي ماتّيو غارّوني، و"سعيد مثل لازّارو" للإيطالية أليس رورواشر، و"نهاية سعيدة" للنمساوي ميكائيل هانيكي، و"وجه" للبولندية ماوجورزاتا شموفسكا، وغيرها.
يُذكر أن "مهرجان السينما الأوروبية" يتجوّل ببعض أفلامه المعروضة في بيروت، في عددٍ من المدن اللبنانية: صيدا (1 ـ 3/ 2) والنبطية (4/ 2) وصور (5/ 2) وجونية (4 ـ 8/ 2) وطرابلس (7 ـ 9/ 2) وزغرتا (8/ 2) ودير القمر (11 ـ 15/ 2) وزحلة (18 و19/ 2) وبعلبك (20/ 2). وهذه الجولة تُقام بالتعاون مع المكاتب المحلية لـ"المعهد الثقافي الفرنسي".

المساهمون