أبو عبد الله المصري... كُشري في بغداد

أبو عبد الله المصري... كُشري في بغداد

بغداد

محمد الملحم

avata
محمد الملحم
18 يناير 2019
+ الخط -
في شارع الرشيد وسط العاصمة العراقية بغداد، يتحول العم ناصر المصري، أو العم أبو عبد الله المصري، إلى مقصد لمرتادي الشارع وسكانه، على حد سواء، حيث يدخل هذا الشهر عامه السابع والثلاثين في بيع "الكشري" على الطريقة المصرية المعروفة، والتي لاقت استحسانا كبيرا من العراقيين.
يقول المصري إنه انتقل إلى العراق في الثمانينيات للبحث عن عمل، وهناك استقر في بغداد، وفتح "كشك" لبيع الكشري، ومنذ ذلك الحين يعمل في نفس المهنة واشتهر بها، ويتوافد إليه زبائن من كل محافظات العراق، بل وتحوّل إلى نقطة دلالة في كثير من الأحيان على سبيل المثال (قرب العم ناصر المصري أو قرب ناصر أبو الكشري).
ويضيف المصري لـ"العربي الجديد": "منذ 37 عاماً قدمت إلى بغداد، بحثاً عن فرصة عمل كأقراني المصريين".
ويبيّن أن "فرص العمل حين وصلت إلى بغداد كانت شحيحة، بدأت العمل في كشك صغير لبيع الكشري في شارع الرشيد وسط بغداد، مقابل جامع السيد سلطان علي الشهير، ولم يسبقني أحد في عمل الكشري".
ويضيف أن "الزبائن كانوا من المصريين في بادئ الأمر، أما الآن بعد عودة المصرين، صار كل زبائني عراقيين، بعدما أعجب الكشري المصري ذائقة العراقيين، وتوسع عملي الذي لم يقتصر على الكشري بعدما أضفت الفول وبعض الأكلات السريعة".
يقول: "زبائني من مختلف طبقات المجتمع العراقي ويطلبون الدليفري إلى بيوتهم، وهذا دليل على أن الكشري المصري أعجب كل أفراد العائلة البغدادية، ولم يقتصر على العاملين والمارة في شارع الرشيد"، ويبيّن أن "الكشري مكون من خلطة، أهمها العدس والحمص والرز والشعرية والمعكرونة والبصل والثوم والفلفل الحار والخل".
ويوضح العم أبو عبد الله: "من خلال الكشري، عشت في بغداد وكأنني في القاهرة، يعني شارع الرشيد هذا صار عندي مثل حي السيدة زينب بالضبط، والعراقيون ككل يحبون المصريين، وهذا ما جعلني أعيش وأبقى هنا وكأني في القاهرة".

مشيرا إلى أن مسؤولين وشخصيات عدة يأتون للأكل من الكشري الذي يعدّه.
علي كريم، أحد زبائن العم ناصر الدائمين يقول لـ"العربي الجديد"، إن "نظافة العم ناصر وطيب ترحابه باتا عامل جذب للجميع، قبل أن يكون طعامه طيبا أيضا"، ويضيف "انتقل الموضوع إلى منزلي، فأهلي باتوا يرغبون أكله، والعم ناصر شخص ودود، وهو لا يمانع في تعليم الأسر العراقية كيفية إعداده كي يقوموا بطبخه في منازلهم أيضا".
على رصيف المصري، يتجمّع العشرات يومياً من مختلف شرائح المجتمع العراقي، وهم بدورهم باتوا يثقون فيه ويحكمونه فيما بينهم في أمور العمل، أو حتى المشاكل الاجتماعية، لأنهم يرونه شخصا صادقا وطيبا.

محمد سلمان، يقول لـ "العربي الجديد" إنه "يعتبر زيارة هذا المكان طقسا واجبا عليه بين الحين والآخر"، ويضيف: "المشكلة في الأفلام المصرية أنهم يصوّرون الكشري على أنه أكل الفقراء، لكني أجده شهيا وغنيا، ولم آكل يوما الكشري في بيتنا لأنه أكلة مصرية، ولا نعرف كيف يصنعها أبو عبد الله، ويعجبني مذاقه الحار، وأنا حريص على أكله، على الأقل مرة واحدة كل أسبوع، وسعره ممتاز جداً، فهو لا تتجاوز ألف دينار عراقي (نحو 80 سنتا)".

ذات صلة

الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
نجاح سلام /فيسبوك

منوعات

توفيت المطربة اللبنانية نجاح سلام، اليوم الخميس في العاصمة بيروت، عن 92 عاماً، بعد سنوات من الاعتزال سبقتها مسيرة غنية نافست فيها صاحبة "ميّل يا غزيّل" عمالقة الزمن الجميل.
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.
الصورة
صندوق من فاكهة الرمان (Getty)

مجتمع

أفاد تحقيق صحافي عراقي بأنّ بغداد تلقّت شحنة رمّان من بيروت تبيّن أنّها محشوّة مخدّرات، علماً أنّ هذه الشحنة جزء من سداد قيمة مستحقّات النفط العراقي المخصّص لبيروت.

المساهمون