هيام ذياب: المسرح ثورة

هيام ذياب: المسرح ثورة

09 سبتمبر 2018
هيام ذياب (العربي الجديد)
+ الخط -
على الرغم من مرور 70 عاماً على نكبة فلسطين إلا أن الفلسطينيين لا يزالون متمسكين بتراثهم، ويحاولون بشتى الطرق حماية تاريخهم الذي ينقلونه من جيل إلى جيل.
هيام أبو رومي ذياب فلسطينية من مدينة طمرة الواقعة في الجليل الغربي، ممثلة ومعلمة مسرح ومرشدة في مجال المسرح الجماهيري، ومركزة مسرح للأطفال، تقول لـ "العربي الجديد": درست اللغة العربية والمسرح في جامعة حيفا وحصلت على اللقب الأول، ومن ثم التحقت بالمدرسة الصيفية في جرش للتدرب على برنامج الدراما في التعليم بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان في رام الله، أنهيت بعدها اللقب الثاني تخصص المسرح الجماهيري، والآن على وشك التحضير لبحث الدكتوراة في موضوع المسرح.

وأضافت، بدأت مسيرتي الفنية في سنة 2001 على منصات مسرح المركز الجماهيري في طمرة، بدعم ومرافقة الكاتب المسرحي علي صالح ذياب، وفِي سنة 2005 بدأت العمل في مسرح الأطفال في بلدي طمرة، ومنذ ذلك الحين وأنا هناك.
مع افتتاح المسرح القروي بطمرة بدأت مسيرتي في مسرح الكبار، مسيرةٌ مهنية اعتدنا على اختيار الأعمال التي تناسب مبادئي التي كانت تعرقل اختياراتي، فلا مساومة مع مبادئ ترسخت في كياني، أعظمها عدم المساومة على هويتي الفلسطينية، وكان المسرح القروي البيت والوطن لقيم الانسان، في هذا المسرح اتفقنا على اختيار قضايا مجتمعية جديّة لنعرض فيها واقع المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل بمستوى يليق بكلمة "مسرح"، لنستفز المشاهد ونثير تفكيره وننفض مشاعره لينتفض ويحدث التغيير، فكانت الفاتحة عرض جاهلية 21، كوميديا سوداء تزيل القناع عن فكرنا الجاهلي المتجذر، كل التطورات كانت سطحية شكلية أما على مستوى الفكر العائلي العشائري فهو الغالب على قرارات المجتمع، وبالتالي عاداتنا مثل الأخذ بالثأر التي ما زالت موجودة رغم كل التغييرات في القرن ال21، وبعدها كانت درّةٌ أخرى لأعمال المسرح، مسرحية "حكايا قرية يربوب" عن قصص ميخائيل نعيمة، وهذه السنة كان تتويج المسرح بالعمل الغنائي الراقي المؤثر "مسرحية جفرا" من وحي قصة جفرا الحقيقية من التراث الفلسطيني.
ولفتت إلى أنه تخليداً لتراثنا الجميل والعريق وتوريثه لأجيال تتلوها أجيال، بادر الفنان علي صالح ذياب البحث عن رواة التراث من أجداد وحافظي تراث، بحث عن أصول الجفرا التي كانت تسكن في قرية كويكات القريبة من بلدي طمرة، حتى وجد ابنتها أزهار أم عبد الله، التي كانت المصدر الأول في تفاصيل الحكاية، فكتب ما جمع في عملٍ مسرحي الأول في المجتمع العربي الفلسطيني المحتل الذي يعرض قصة الجفرا.

بالنسبة لي هذا العمل المسرحي كان بمثابة حلم تحقق، ثمانية أشهر من العمل المستمر والبحث والحفر في شخصيات العمل، كانت نتيجته فورية على الجمهور، حتى بكى وضحك وعبّر ورقص وغنّى، وسأل "من يوم ما خلقت وأنا أغني جفرا وَيَا هالربع... بس اليوم عرفت مين وكيف وليش".


المساهمون