سجن دنماركي 45 يوماً بعد قتله ذئباً

حكمت محكمة دنماركية في هيرننغ (غرب البلاد) على مزارع ستيني بالسجن 40 يوماً بعد قتله ذئباً بإطلاق النار. الحكم الذي يعد سابقة فيما يتعلق بقتل الذئاب تحديداً، يأتي على خلفية انتشار الذئاب في مزارع شبه جزيرة جوتلاند (يولاند)، الأرض الدنماركية الوحيدة المتصلة برياً بدولة أخرى، وهي ألمانيا. ويعتقد الخبراء أن الذئاب تأتي إلى هذه الأرض قادمة من غابات شمال ألمانيا.

ووفقا للائحة الاتهام التي وجهت لمزارع دنماركي، اشتكى من نهش الذئاب لماشيته، شملت مخالفته لقانون حماية الحياة البرية ولمنع انقراض حيوانات معينة، وخصوصاً الذئاب، في قوانين الاتحاد الأوروبي.

وأصدرت المحكمة حكمها القاضي بسجن الرجل، وتغريمه تكاليف المحاكمة، وسحب رخصة الصيد، وبنادقه منه، لاستخدامها خارج موسم الصيد بعد أن قام في إبريل/نيسان الماضي بإطلاق النار من سيارته على الذئب. وعرضت المحكمة ووسائل الإعلام فيلما يوثق "الجريمة".

ووفقا لقرار المحكمة المتشدد فإن "الذئاب حيوانات برية مهددة بالانقراض وقيامه بإطلاق النار على ذئب بقصد القتل، يعتبر مخالفة صريحة لقوانين آداب التعامل مع الحيوانات".

واستخدمت الأدلة الجنائية شريط الفيديو وفحص بندقيته والاستماع إلى الشهود، باعتبار "هدفه كان القتل حيث أطلق 3 طلقات من تلك البندقية".

محامي المزارع الدنماركي حاول منع صدور الحكم، بالاحتجاج وطلب فحص دي ان آي (الحمض النووي) لجثة الذئب "للتأكد ما إذا كان بالفعل ذئباً أم شبه ذئب وأنه معرض للانقراض". وجرى رفض طلب المحامي لتجد المحكمة أن المزارع مذنب، رغم محاولته القول إن "ما قمت به لم يكن سوى دفاع عن النفس وحاولت إبعاده بالطلقات الأولى، لكنني خفته وخفت أن ينتقم مني بنهشي أو مهاجمة أحفادي، لأنه لم يخش البشر فقتلته".

لم تنتهِ القصة عند هذا الحكم، فقد تعرض الرجل ومحاميه أمس الجمعة لموجة غضب غير مسبوقة من قبل المدافعين عن حقوق الحيوان، فهؤلاء اعتبروا الحكم "مخففا"، لأن قانون العقوبات يقضي بالسجن عامين على كل من يقدم على قتل حيوان خارج موسم الصيد أو حيوانات محمية بالقوانين.

ويهتم المدافعون عن حقوق الحيوان بعودة الذئاب إلى براري الدنمارك بعد أن اختفت منها لعقود، فيما المزارعون يرون فيها "تهديدا للماشية".

وشهد الشارع المقابل لمحاكمة الستيني تظاهرة من "جمعية أصدقاء الذئاب" ضد الرجل ومحاميه، داعين إلى "إنزال أقصى العقوبة بحق القاتل". وانتشرت هذه القضية منذ انكشاف فيديو القتل في وسائل الإعلام المحلية وأثارت الكثير من الجدل.