آلاف الجزائريين يحضرون عيد ميلاد شاب... وانتقادات للسياسيين

آلاف الجزائريين يحضرون عيد ميلاد شاب... ومطالبات للسياسيين: تعلموا منه

25 سبتمبر 2018
على المثقفين أن يعيدوا النظر في علاقتهم بالمجتمع(تويتر)
+ الخط -


تصدر المراهق الجزائري فاروق بوجملين الشهير على وسائل التواصل الاجتماعي باسم "ريفكا"، العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام والتواصل العربية، بعد أن تمكن من حشد الآلاف ظهر يوم السبت، للاحتفال بعيد ميلاده في ساحة رياض الفتح بالعاصمة الجزائرية، في حادثة فريدة وغريبة من نوعها.

ويعرف الشاب البالغ من العمر 21 عامًا، بتقديم المقاطع المصورة الكوميدية والمقالب، مما حقق له شهرة كبيرة على تطبيق "سناب شات"، كما يتابعه على "إنستغرام" أكثر من 483 ألف شخص، لبى 10 آلاف منهم الدعوة لحضور عيد ميلاده، في الوقت الذي تكاد تخلو مؤتمرات الأحزاب السياسية الجزائرية من الشباب.

ونشر "ريفكا" على حسابه على "إنستغرام" مقطعًا مصورًا، يظهر الحشد الغفير الذي أخذ يهتف باسمه، وتسبب بشغب وفوضى استدعت تدخل الشرطة، وأوضح الشاب الجامعي الذي يعيش مع عائلته، أنه لم يتوقع حضور أكثر من 500 شخص، وعبر عن شكره وامتنانه لكل من شاركه المناسبة، مؤكدًا أن الشرطة حضرت لحماية الناس، ووعدته بتنظيم حفل آخر في وقت لاحق.

 

وتفاعل ناشطو وسائل التواصل الاجتماعي مع قصة "ريفكا" بطرق مختلفة، إذ اعتبره البعض نجمًا نجح بالوصول إلى قلوب الناس وقدم لهم الفرح، في حين انتقده البعض على المحتوى الذي يقدمه من دون أن يحمّله أي قيمة أو هدف بحسب زعمهم، وأكدوا أن مقابلته بهذا النوع من الاستجابة إنما تدل على انخفاض السوية الفكرية بين الشباب الجزائري، كما قارن آخرون بين شعبية مشاهير التواصل الاجتماعي، وعدم اكتراث الشباب بالأحزاب السياسية أو المثقفين.

ونشر وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، تغريدة على حسابه على "تويتر" اليوم، يهنئ فيها ريفكا على محبة الناس له، ويدعوه للمشاركة في فيلم سينمائي يحضر له، وقال: "لا يمكننا إلا أن نبدي كل الإعجاب بالشاب ريفكا (فاروق بوجملين) الذي نجح في استقطاب الآلاف من شباب الجزائر، الذين قاسموه فرحة عيد ميلاده في ساحة رياض الفتح، برافو ريفكا، مرحبًا بك في فيلم سينمائي يجري الإعداد له منذ عام، لا يشارك فيه إلا نجوم مواقع التواصل الاجتماعي، أنت واحد منهم".



في حين قالت آن: "هذا الجيل ليس تافهًا بل يهرب من تفاهاتنا، لقد خلق لنفسه فضاء جديدًا مختلفًا، بعيدًا عن السياسة والحروب والمشاكل، فضاء اللهو والفرح والمرح، نحن المربين منشغلون بالتفاهات، مثل الحوارات العقيمة والشتم والسب والحروب، ولم نعلمهم الرجولة، ريفكا عيد ميلاد سعيد كل عام وأنت بخير ولدي".


 

وكتبت هاجر: "هؤلاء الشباب كما ترون لم تحركهم البطالة، لم يحركهم الاقتصاد المتهاوي ولا التعليم الهابط ولا المعيشة الغالية ولا المستقبل المجهول ولا الرشوة والمحسوبية الموجودة في الجزائر، فقط حركهم عيد ميلاد من يدعى ريفكا، إنه الجيل المستقبلي للجزائر" في حين قالت مس أو تي بي: "١٠ آلاف لو تحركوا لنصرة القضية لحرروا الأقصى".


 

 



وانتقد كمال رزوق طريقة ترويج السياسيين لأفكارهم، وعلاقتهم مع الشعب قائلًا: "سألت صحافية جزائرية السياسي كريم طابو عن عدد معجبيه على حساباته فرد أنهم 15000 وأنه لا يهتم كثيرًا بشبكات التواصل، جمع ريفكا في عيد ميلاده أكثر من 10000 شخص وهم جزء فقط من معجبيه عبر شبكات التواصل الاجتماعي، على السياسيين القيام بدورة تدريبية عند ريفكا".

في حين تجاوز حبيب بوزادة مسألة انتقاد السياسيين، ليوجه إصبع الاتهام للمثقفين والأكاديميين قائلًا: "في الوقت الذي تتآكل فيه سلطة الأستاذ الجامعي، ويتراجع دوره التنويري في المجتمع، يتمكن ريفكا من حشد عشرات الآلاف من الشباب حوله في رياض الفتح بمنشور واحد، على المثقفين أن يعيدوا النظر في علاقتهم بالمجتمع".

المساهمون