أيام الموسيقى العربية

أيام الموسيقى العربية

21 سبتمبر 2018
نصير شمة في أحد عروضه (Getty)
+ الخط -
تسعى الجاليات العربية في منافيها الأوروبية، دائماً، إلى اقتراح فعاليات ثقافية، تلملم من خلالها شتاتها، وتقدّم فيها مقولاتها الفنية والإنسانية. وبهذا، تنطلق اليوم فعاليات الدورة الثانية من "أيامالموسيقى العربية" في برلين، والتي يحضر فيها، إلى جانب الموسيقى، الفن التشكيلي أيضاً.
تُفتتح الأيام بمعرض فرديّ للفنان التشكيلي السوريّ ناصر حسين، الذي يقدّم مجموعة من أعماله الجديدة التي لا تخرج عن موضوعه الدائم: شخصيات حزينة ومحطمة تسبح في الفراغ لشدّة ما تعاني من العزلة.
يحضر الفنان الفلسطينيّ منعم عدوان في أولى ليالي هذه الأيام.عدوان فنانٌ مسكون بالتجديد. يبحث دومًا في تراث الشعر العربي الذي يعتبره حاملًا لخلاصة جماليات اللغة العربية. إلى جانب ذلك، ينقّب في طبقات الفلكلور الشعبي سعيًا وراء أصوات الناس العاديين في التاريخ من أجل استنطاقهم. أوصلته تلك الأسئلة القلقة أخيرًا إلى العمل على أوبرا، هي الأولى من نوعها عربيًّا.
في حفلته، يقدّم عدوان مختارات من أغانٍ عربية، تتخلّلها قصائد من تلحينه لجلال الدين الرومي ومحمود درويش.
ليلة القانون، في اليوم الثاني من هذه الأيام، بمثابة حوار بين معلّم وتلاميذَ علّمهم منذ كانوا صغارًا. هذا الحوار يديره بسام عبد الستّار مع خمسة من تلاميذه.
تقدم الفرقة معزوفات كلاسيكية على القانون، بعشرة أصابع، على طريقة البيانو ونوتته، فعبد الستّار الذي يرى القانون أصل البيانو يقول: "لو فتحنا البيانو، سنجد قانونًا". كذلك، سيقدمون تقنيات جديدة في العزف، فحيث تلعب اليد اليمنى لحنًا ستعطي اليد اليسرى لحنًا آخر، كما لو أنّ الآلة الواحدة آلات متعدّدة.
اختارت الأيام أن تعرض مجموعة من الأفلام القصيرة في محورين، الأول من مهرجان سينمائي شبابي داخل العالم العربي هو المهرجان العراقيّ "3 دقائق 3 أيام"، والثاني تجربة ترصد المعاناة الإنسانية للعرب في الخارج، وذلك من خلال فيلم "لندن غدًا" للمخرج نمر راشد.
يشارك أيضاً، في إحدى الفعاليات، الموسيقي الفلسطيني يوسف زايد، المولود في القدس. يعزف زايد على الدربكة في عمر الحادية عشرة، واليوم هو حاضر دوليًا كعازف ماهر على العديد من آلات الإيقاع وكذلك كعازف عود. درس تحت إدارة يوسف حبيش وخالد جبران وأحمد الخطيب في معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في فلسطين. تعاون، سواء على المسرح أو في استديو التسجيل، مع شريحة كبيرة من الفنانين والفرق من مختلف الأساليب. يقيم منذ 2009 في فرنسا، حيث حصل على درجة الماجستير في الموسيقى وإنشاء الصوت.

يُشرف على الفعالية ويشارك فيها، الموسيقي العراقي نصير شمة. عن حفلته، في اليوم الأخير من المهرجان، التي سيرافقه فيها رباعيّ تشارك معه العديد من الحفلات خلال سنوات طويلة، يقول: "خلال أيام إقامتي في تونس تعرّفت إلى الفنان الباكستاني أشرف شريف خان الذي يعدّ من أهم عازفي آلة السيتار في العالم، وقدمنا وقتها تجربة مرتجلة، ظلّت في بالي لوقتٍ طويل، ثم بدأتُ بدعوته إلى عدة دول قدمنا فيها أكثر من عشرين عرضًا منذ عام 2000 حتى الآن. أمّا عازف الغيتار الإسباني كارلوس بنيانا فالتقيته في 2001، وكان قادمًا بدعوة من معهد ثربانتس في القاهرة، حيث تلقيت الدعوة ذاتها لكي نقدم عزفًا مشتركًا في مسرح الجمهورية.
نجح الحفل نجاحًا كبيرًا. الانسجام والتفاهم بيننا كانا عاليين. لاحقًا لعب تبادل الأفكار بيننا دورًا في أن نجمع هذا الرباعي، وأن نقدم عدّة عروض في أميركا وكندا وبريطانيا والدول العربية. آمل أن تكون حفلة أيام الموسيقى العربية إضافة نوعية لعلاقتي بالجمهور في برلين".

المساهمون