سباق ستورجيس: 10 أيام من الدراجات النارية

سباق ستورجيس: 10 أيام من الدراجات النارية

6364AD4E-A2A5-4819-99F6-1BAAD0929FF0
كاتيا يوسف

صحافية لبنانية مقيمة في لندن، خريجة الجامعة اللبنانية قسم العلوم السياسية والإدارية. مراسلة "العربي الجديد"، في بريطانيا، منذ عام 2014.

15 سبتمبر 2018
+ الخط -
يتوافد الآلاف من عشّاق الدراجات النارية كل عام إلى ستورجيس، وهي منطقة في داكوتا الجنوبية، للمشاركة في أكبر سباق سنوي للدراجات النارية في العالم. بدأ هذا السباق في 14 أغسطس/ آب 1938، وشارك فيه آنذاك تسعة فقط من راكبي الدراجات النارية مع جمهور صغير. كذلك تم تعليقه خلال الحرب العالمية الثانية بسبب نقص الغاز. بيد أنّه يستقطب اليوم زواراً من جميع أنحاء العالم، ويشارك ما يقدر بنحو 500 ألف شخص في هذا السباق الذي يستمر لمدة عشرة أيام في شهر أغسطس سنوياً. وتحتدم المنافسة في هذا السباق بين دراجات هارلي دافيدسون ودراجات الهندي، آخر شركات الدراجات النارية الأميركية المتبقية.
تأسست دراجات الهندي في عام 1901، أي قبل عامين من دراجات هارلي دافيدسون، وحاربت العلامات التجارية واستحوذت على قلوب الأميركيين من سائقي الدراجات النارية حتى عام 1954، عندما أغلقت الشركة. وبعد محاولات عديدة لإنعاش دراجات الهندي، عادت محركاتها تهدر مع شركة بولاريس إندستريز، وهي شركة لتصنيع عربات الثلوج وعربات التضاريس التي تتخذ من مينيسوتا مقراً لها.




بيد أنّ دراجة هارلي دافيدسون النارية، تبقى الدراجة الرسمية في سباق ستورجيس. ويستمتع المشاركون بركوب دراجاتهم النارية على طول الطرق المتعرجة في منطقة بلاك هيلز، كما يتسوقون ليشتروا جميع أنواع المعدات للدراجات.
وللتعرّف عن كثب إلى هذا الحدث، التقت "العربي الجديد" في منطقة ريدينغ البريطانية مع بيتر براون (64 عاماً)، من جنوب أفريقيا، الذي شارك هذا العام للمرّة الأولى في سباق ستورجيس. يقول براون إنّه ربما يكون هذا السباق الأكبر في العالم للدراجات النارية، وهو مستمر منذ 78 عاماً، أي أنّ سباق الجولة الثمانين سيكون في عام 2020، وسيكون أكبر من غيره، كما كان سباق الجولة الـ75 الذي جذب ما يقارب المليون شخص من راكبي الدراجات النارية، مضيفاً: "اللافت أنّنا توقعنا أن نقف في طوابير لشراء الطعام أو استخدام المرحاض أو أي مكان آخر، لكنّنا في الواقع لم ننتظر وقتاً للحصول على أي خدمة، إنّها المنظمة الأكثر روعة. استمتعنا كذلك بحضور فرق موسيقية جيدة، استمعنا إلى عدد منها، حتى أنّنا دخلنا إلى باحات البعض منها على دراجاتنا النارية حيث يقدّم العرض".
ويضيف: "أمّا قيادة الدراجات في تلك الأماكن، فكانت أكثر من رائعة، خاصّة حين يتسنى لنا رؤية الثيران تتجوّل أمامنا على الطرقات. وطبعاً لم تؤذنا، لأنّنا حين اقتربنا منها التزمنا الهدوء وأوقفنا محركات دراجاتنا حتى ابتعدت".
يتابع: "المنطقة بأكملها تعرف باسم بلاك هيلز، والنصب الرائع هو لغوتزون بورلغوم، الفنان البلجيكي الذي نحت على جبل رشمور وجوه أو رؤوس أربعة رؤساء أميركيين". ويعتقد براون أن سبب جذب ما يزيد عن نصف مليون شخص إلى السباق، هو أنّه يغطي عدداً من المدن، ومنها كيستون ودادوود ومنطقة كاستر.
يتابع براون أنّهم ذهبوا أيضاً إلى الينابيع الساخنة، التي تنبع من باطن الأرض. كذلك شاهدوا بقايا الماموث، التي لا تزال جماجمها صامدة. ويلفت إلى أنّهم مروا بمدينة ميلووكي في ولاية وسنكسن التي تبعد ولايتين فقط عن بلاك هيلز، لزيارة متحف هارلي - دافيدسون الذي يروي المحاولة الأولى لابتكار دراجة نارية من دراجة هوائية وذلك عبر التخلص من الدواسات وإضافة محرك صغير: "كانت رحلة من العمر. سأعود إلى بلاك هيلز في عام 2020، ولا أعتقد أنّ كلفة الرحلة باهظة، لقد قضينا أسبوعين وأنفقت ما يزيد عن خمسة آلاف دولار أميركي، لكنّنا اتجهنا أيضاً إلى أوش كوش حيث يقام أكبر عرض للطيران في العالم. وأنصح أي شخص يعشق الدراجات النارية بأن يسافر إلى بلاك هيلز ويشارك في هذا السباق".
بدوره، يقول دوغلاس رودجرز (56 عاماً)، وهو بريطاني رافق صديقه براون في الرحلة، إنّ الأمور الأكثر إثارة كانت في رؤية هذا التنوع الكبير من الدراجات النارية الذي غلبت عليه دراجات وملابس هارلي - دافيدسون، لأنّ الناس لا يستمتعون فقط بركوب دراجاتهم، بل بما يرتدونه، فضلاً عن اختبار تجربة ركوب هارلي - دافيدسون. يضيف: "جزء من الاستمتاع كان المجتمع الذي اختلطنا فيه، وذلك التوازن بين جولاتنا على الهارلي وشراء أدوات ومعدات قد لا نجدها في أي مكان آخر في العالم، كذلك قدرتنا على شراء كل شيء بأسعار أرخص كوننا ندفع ضريبة إضافية عليها في بريطانيا، قيمتها 25 في المائة. وتباع في ستورجيس أيضاً معدات مستعملة للدراجات النارية التي قد نعثر عليها هناك فقط، لأنّه كلّما كانت الدراجة النارية أقدم كلّما تعذّر إيجاد قطع لها، وقد تكون ستورجيس واحدة من الأماكن القليلة أو النادرة التي تجد فيها ما تحتاجه لدراجتك".




يكمل رودجرز أنّ المشاهد بذاتها كانت خلابة، وجولاتهم في المحيط ذكرته بأفلام الكاوبوي التي كان يشاهدها حين كان طفلاً، ولم يستوعب معناها سوى حين اختبر هذه المتعة بذاته؛ حيث تختلف الطرقات من أرض مسطحة إلى تلك التي تتعرّج فيها هضبات.
دراجة هارلي - دافيدسون التي يعشقها الكثيرون حول العالم، بدأت بتجربة بسيطة مع الشاب ويليام هارلي (20 عاماً)، في عام 1901، حين وضع خططًا لمحرك صغير بتشكيل 7.07 بوصات مكعبة (116 سي سي)، وأربعة بوصات (102 ملم) من الحذافات. وتم تصميم المحرك للاستخدام في إطار دواسة الدراجات العادية. عمل هارلي وصديق طفولته آرثر دافيدسون لعامين متتالين على دراجتهما النارية باستخدام متجر آلة ميلووكي. وتم الانتهاء منها في عام 1903 بمساعدة شقيق آرثر، والتر دافيدسون.


ذات صلة

الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.
الصورة
تظاهرة ووقفة بالشموع أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن

سياسة

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن وقفة بالشموع وتجمّعاً للمئات من الناشطين أمام السفارة الإسرائيلية تأبيناً للجندي آرون بوشنل و30 ألف شهيد فلسطيني في غزة.
الصورة

سياسة

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال الأميركية" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لإرسال قنابل وأسلحة أخرى "نوعية" إلى إسرائيل.
الصورة
مسيرة وسط رام الله (العربي الجديد)

سياسة

شارك عشرات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، في مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، نصرةً لغزة ودعماً للمقاومة الفلسطينية.

المساهمون