لماذا لا يحب معظم الناس أصواتهم؟

لماذا لا يحب معظم الناس أصواتهم؟

14 سبتمبر 2018
يسمع الإنسان صوته بطريقة مختلفة عن الآخرين (Getty)
+ الخط -
الصوت هو وسيلتنا للتعبير عن أنفسنا والتواصل مع الآخرين، حتى إن كلمة "شخص" باللغة الإنكليزية اشتُقت من كلمة يونانية قديمة لقناع كان يرتديه الممثلون لإيصال أصواتهم إلى مسافة أطول في المسرح، وليتمكنوا من أداء شخصيات مختلفة أيضاً.

وعلى هذا، يبدو أن الصوت هو أبسط تعريف للشخص. وتقول الباحثة الصوتية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ريبيكا كلاينبرغر، "أحب أن أفكر في الصوت كإسقاط لأنفسنا، وهو أيضاً علامة للهوية المتغيرة، يعبّر عمن نكون نحن، وكيف نتقبل أنفسنا". 

وعلى الرغم من هذه العلاقة القوية بين الجسد والصوت، كثيرون منا لا يحبون سماع أصواتهم في التسجيلات، ويميل البعض إلى التساؤل: "هل هذا ما أبدو عليه حقاً؟".

وأوضحت كلاينبرغر، في حديث لموقع "بزنس إنسايدر"، أن السبب الذي يجعلنا نسمع أصواتنا بشكل مختلف في التسجيلات عما نسمعه في رأسنا، يعود للمرشحات أو الفلاتر بالدرجة الأولى.

وقالت إن الفم قريب جداً من الأذنين، وإننا نسمع صوتنا من خلال عظامنا، بينما نسمع أصوات الآخرين من خلال الهواء، حيث إن كثافة العظام تختلف كثيراً عن الهواء، وهذا يعني أن يترشح الصوت بشكل مختلف عبر كل منهما، "إنه أمر فيزيائي بسيط" بحسب قولها.

فعندما تسمع صوتك الخاص، يقوم العظم بفلترة بعض الترددات الأعلى ويحافظ على المزيد من الترددات المنخفضة، لذلك يمكنك أن تسمع نفسك بشكل أكثر انسجاماً مع الموسيقى من الآخرين الذين يسمعونك.

في حين أن صوتنا ينتقل عبر الهواء إلى آذان الآخرين، ويقوم الهواء بتصفية الأمواج الصوتية بطريقة مختلفة، تماماً كما يحدث عندما تتغير الأصوات تحت الماء.



الأمر الآخر أن الشخص يفقد التركيز على صوته، فأنت بعد مرور وقت طويل لن تشعر بصوت مروحة الكمبيوتر، وهو ما يحدث مع صوتك الخاص الذي تسمعه طوال الوقت، وهو أكثر صوت تسمعه خلال حياتك، حيث تقل حساسية الخلايا في أذنك تجاه صوتك، على خلاف تنبّهها للأصوات الأخرى.

دلالات

المساهمون