ما بسترجي... فوزية وأبو بدر

ما بسترجي... فوزية وأبو بدر

20 اغسطس 2018
شكران مرتجى (تويتر)
+ الخط -
قبل أيام، أطلق النجمان السوريان، شكران مرتجى ومحمد خير الجراح، أغنية بعنوان "ما بسترجي". وفي الأغنية قام النجمان بتقمص شخصيتي "فوزية" و"أبو بدر"، اللتين اشتهرا بهما في مسلسل البيئة الشامية الأشهر "باب الحارة"، الذي كان أول عمل يقدمهما كثنائي؛ وذلك بعد أن حلت مرتجى بديلةً للممثلة ليلى سمور، التي كانت قد لعبت شخصية "فوزية" في الجزأين الأول والثاني. والأغنية من كلمات الشاعر صفوح شغالة وألحان الموسيقار نوبلي فاضل الجزائري، ومن توزيع هاني طيفور، ومن إنتاج "نغم ساوند". 

وأُصدرت الأغنية بصيغة فيديو على قناة محمد خير الجراح على "يوتيوب"، وترافق الأغنية لقطات اقتطعت من مسلسل "باب الحارة" تجمع الشخصيتين. ولكن الجراح صرح بأنه سيتم تصوير كليب للأغنية قريباً! كما أنه صرح بأن الأغنية سجلت قبل فترة طويلة، وكان من المقرر إطلاقها قبيل رمضان الماضي، ولكن ظروف العمل حالت دون ذلك، ليتأخر إصدار الاغنية حتى الآن. 


وتدور الأغنية حول الخلل الكائن في العلاقة بين شخصيتي "أبو بدر" و"فوزية" في مسلسل "باب الحارة"، تلك العلاقة التي تجمع بين الرجل ضعيف الشخصية و"فاقد الرجولة" (أبو بدر)، وبين زوجته المتسلطة المتحكمة (فوزية). واستطاعت هذه العلاقة أن تشكل مصدراً للإضحاك في المسلسل عبر أجزائه؛ وهو الأمر الذي دفع القائمين على العمل إلى زيادة مساحة دور الثنائي في الأجزاء الأخيرة. وخصوصاً أن أغلب نجوم العمل تخلوا عن المسلسل، أمثال: سامر المصري وأيمن زيدان ووائل شرف. لكن أغنية "ما بسترجي" لا تتمكَّن من عكس تلك الكوميديا في العلاقة بين الشخصيتين؛ فعلى الرغم من محاولات الثنائي اليائسة لإثارة الضحك من خلال اللجوء لـ"التنشيز" والصراخ والتلاعب بالأصوات وربط الدعابات بمشاهد كانت قد أضحكت الجمهور في المسلسل، إلا أن تلك المحاولات لا تزيد الطين سوى بلة، لتقدم في نهاية المطاف ثلاث دقائق ونصف دقيقة من الإزعاج الخالي من أي قيمة جمالية أو معنى.



وجدير بالذكر أن طاقم عمل مسلسل "باب الحارة" دخل في خلافات كبيرة في الأعوام الأخيرة، أدت إلى غياب المسلسل عن الشاشة في رمضان الماضي؛ إذ إن الخلاف بين شركة "قبنض" للإنتاج الفني والمخرج بسام الملا على حقوق الملكية لا يزال سارياً. ويبدو واضحاً أن غالبية المشاركين في العمل يتنافسون على احتكار نجاح العمل والاستفادة من شعبيته بشكل تجاري، بما في ذلك محمد خير الجراح وشكران مرتجى؛ فهما يستندان إلى شعبية "باب الحارة" ليسوقا للأغنية، وليروجا لنفسيهما كفنانين شاملين، ولا ضير في ذلك، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في مستوى الأغنية الفني وضعفها ورداءتها، وليس بآلية التسويق لها. فمن الواضح أن النجمين يتعكزان على شعبية "باب الحارة" لتقديم ما يحلو لهما، والأسوأ من ذلك أن رداءة الأغنية يتم تبريرها من خلال إدراجها ضمن خانة الكوميديا!

في الفيلم المصري "حملة فريزر" يدور حديث بين شيكو وهشام ماجد في مشهد التعارف، فيقوم شيكو (الذي يؤدي دور ممثل) بالتكهن بنمط الأفلام التي يخرجها ماجد (الذي يؤدي دور مخرج مزيف)، فيقول له: "باين أنو حضرتك مخرج كوميدي"، فيتنصل ماجد من هذه التهمة، ويقول: "لأ، أنا مخرج مهم"؛ وفي الحقيقة إن الكوميديا فن نبيل، ولكن إطلاق وصف الكوميديا على أعمال "فنية" مثل أغنية "ما بسترجي" ومسلسل "كل شي ماشي" وغيرها، هو الذي يحول كلمة كوميديا إلى تهمة.

دلالات

المساهمون