رحيل ناجي شاكر رائد فن العرائس بمصر

رحيل ناجي شاكر رائد فن العرائس بمصر

19 اغسطس 2018
الراحل ناجي شاكر (تويتر)
+ الخط -


نعى المصريون الفنان، ناجي شاكر، الذي تُوفي مساء أمس السبت عن عمر يناهز 86 عاماً، بعد صراع مع المرض، وهو أحد رموز الحركة التشكيلية في مصر، ومن أهم أعماله أوبريت "الليلة الكبيرة" و"الشاطر حسن" وغيرهما.

كان لنشأته تأثير كبير في حياته الفنية، فكان محبّاً للرسم بشكل كبير، ووقت فراغه لم يجد أمامه سوى أن يكون معه ورقة وقلم لتفريغ طاقته الطفولية وهو في عمر العاشرة. ومع مرور الأيام، حوّل حجرته الصغيرة في منزله إلى معرض دون أن يدري، فوالده أدرك ما يحبه ابنه، فملأ مكتبته بكتب مصورة مبهرة للفت نظر ابنه. وكانت الكتب تحتوي على معلومات مهمة لفنانين عالميين، ثم أودعه في مرسم إيطالي لتعليم فنون الرسم كاحتراف. أما والدته فكانت تصطحبه دوماً إلى المعارض والمتاحف لزيادة وعيه بالنواحي الفنية، وأسهم كل ذلك في تكوين شخصية ناجي شاكر فنياً. وبعد اجتيازه للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية التحق بكلية الفنون الجميلة، بدعم من والديه، وكان شابّاً متميزاً بين أقرانه في الجامعة، حتى أنه اختار مشروع تخرج غريباً وهو تحويل قصة "عقلة الأصبع" إلى فن العرائس. وكان العرض لافتاً للنظر بشكل كبير. وكانت أولى خطواته في هذا الفن بعدما شاهد العرض مدير الأوبرا المصرية وقتها، فطلبه للعمل مع بعض الخبراء الأجانب في هذا الفن. وتوالت عروضه مثل "الشاطر حسن" و"بنت السلطان"، وطلب منه الخبراء أن يسافر معهم إلى بوخارست لعرض أحد الأعمال لكن شريطة أن يكون عرضاً مصرياً أصيلاً، فكانت فكرة تحويل الليلة الكبيرة إلى عرض يشبه المولد، حيث كان بالصدفة يستمع إلى إحدى الإذاعات وهي تذيع أوبريت الليلة الكبيرة التي ألّفها صلاح جاهين ولحنها سيد مكاوي كصوت فقط، وكانت مدته عشر دقائق، فراودته فكرة أن يتم تحويلها من مجرد صوت إلى صوت وصورة، وتحدث فعليا مع جاهين حول الفكرة، وبالفعل وافق وتحمس وتم تحويلها في خلال ستة شهور إلى ما يشبه المولد الكبير باستخدام 45 عروسة متحركة بالخيوط، وحاز العرض الأول لها والذي كان في مهرجان بوخارست على إعجاب الكثيرين، وحصل على جائزة وذلك في فترة الخمسينيات.



وكانت وزير الثقافة، إيناس عبد الدايم، قد نعته في بيان صحافي، قالت فيه إن مصر فقدت أحد أهم مبدعيها في فنون الديكور ورائد فن تصميم العرائس، حيث رسم بخطوطه الإبداعية العديد من المسارات الفنية المختلفة في السينما والمسرح، ووصفت رحليه بالخسارة الكبيرة للفن المصري والعربي.

كما نعاه رئيس قطاع الفنون التشكيلية، خالد سرور، بكلمات حزينة ترصد كيف كان هذا الفنان مؤثراً في فن العرائس، فضلاً عن كونه مصوراً جميلاً ومهندس ديكور عبقرياً.

المساهمون