لاجئ ينشر رواية من مركز احتجازه بواسطة واتساب

"لا صديق سوى الجبال"... رواية لاجئ محتجز سرّبها للنشر عبر واتساب

15 اغسطس 2018
ساعدته الطبيعة على تحمّل الاحتجاز (تويتر)
+ الخط -

اتبعت أستراليا، لسنوات، سياسة مثيرة للجدل بحق المهاجرين القادمين إليها عن طريق البحر من دون وثائق قانونية كافية للدخول إليها، إذ تحتجز البحرية الأسترالية المهاجرين الذين تعترض قواربهم في مخيمات لفترة غير محددة من الوقت، ومن هناك ترحّل أغلبهم إلى بلدانهم الأصلية.

هذه الإجراءات وضعت مئات الأشخاص في مأزق قانوني، ومن بينهم الصحافي الكردي الإيراني، بهروز بوشاني، الذي احتجز 5 سنوات على جزيرة مانوس في بابوا غينيا الجديدة، حيث كتب روايته "لا صديق سوى الجبال"، من خلال رسائل نصية أرسلها إلى صديق على تطبيق "واتساب".

وهرب بهروز من إيران خوفًا على سلامته، في مايو/أيار عام 2013، بعد أن داهمت القوات الإيرانية مبنى مجلته "ويريا" المؤيدة للأكراد، وألقي القبض عليه من قبل السلطات الأسترالية بينما كان يحاول العبور من إندونيسيا إلى أستراليا طلبًا للجوء السياسي، ثم احتجز لفترة من الوقت في جزيرة كريسماس، لينقل بعدها إلى جزيرة مانوس، حيث أمضى 5 سنوات في مركز احتجاز المهاجرين هناك، من دون أن يتمكن من المضي قدمًا أو العودة من حيث أتى.



وعاش بهروز في مركز الاحتجاز الذي وصفه بالسجن، في غرفة صغيرة مع 5 مهاجرين آخرين، ووثق ذكرياته في ذلك المكان مع مضيّ الوقت، من خلال العديد من المقالات والفيلم الوثائقي "شوكرا، من فضلك أخبرنا كم الوقت" الذي نشره العام الماضي بعد تصويره باستخدام هاتف نجح في تهريبه من دون علم السلطات، وفقًا لموقع "إن بي آر".



استخدم بهروز تطبيق "واتساب" على الهاتف نفسه لإرسال مقاطع كتابه "لا صديق سوى الجبال" إلى صديقه في أستراليا، لمساعدته في ترجمتها من اللغة الفارسية إلى اللغة الإنكليزية ثم ترتيبها في فصول، وقال: "كنت قلقًا دائمًا من الكتابة على الورق، خوفًا من أن تعثر عليه السلطات وتمزّقه، هذا ما دفعني إلى الكتابة على الهاتف، وكان واتساب بمثابة دفتر ملاحظاتي". وأضاف: "كنت أنجح في بعض الليالي في كتابة صفحة أو اثنتين ثم أرسلهما إلى المترجم، كان الأمر شاقًا وطويلًا".




وتضمّن الكتاب الذي نُشر في 31 تموز/يوليو مزيجًا من الشعر والنثر والأسطورة والفلكلور والتحليل السياسي والنفسي، إذ علق عليه أحد نقاد صحيفة "غارديان" قائلًا: "لا يمكن تقييد كتاب بوشاني بتصنيف محدد". في حين قال بهروز: "أتمنى ممن يودّون قراءة كتابي أن يقرؤوه كقطعة فنية". وأضاف: "لا يعنيني المال، ربما أفكر بطريقة مختلفة في المستقبل، إلا أن كل ما يهمني اليوم هو تأدية واجبي كروائي وصحافي، وإطلاع الناس على حقيقة المكان الذي سجنتنا فيه الحكومة الأسترالية، والطريقة السيئة التي عوملنا بها".



وأكد بهروز أن الطبيعة الجميلة في جزيرة مانوس هي التي ساعدته على احتمال القسوة التي عومل بها والبقاء على قيد الحياة. مشيرًا إلى أن هذا دفعه للتطرق إلى وصف الكثير من الأشياء حوله في كتابه، وأضاف: "لا أستطيع العودة إلى إيران حتى لو أتيح لي ذلك، لأن دافعي كان قويًا للرحيل منها، كل ما أتمناه اليوم بعد 5 سنوات من السجن هو الحصول على حريتي في بلد مثل أميركا أو ما يشبهها".

ويذكر أن المحكمة العليا في بابوا غينيا الجديدة حكمت عام 2016 بأن معسكر الاحتجاز على جزيرة مانوس "غير دستوري ولا قانوني"، إلا أن الحكومة الأسترالية لم تفصح حتى اللحظة عن جدول زمني لنقل المهاجرين المحتجزين من هناك.

 

المساهمون