مرض إليسا... بين الشكّ والترويج

مرض إليسا... بين الشكّ والترويج

10 اغسطس 2018
المخرجة إنجي جمّال (فيسبوك)
+ الخط -
بعد أقل من 24 ساعة على إصدار كليب المغنية اللبنانية، إليسا، "إلى كل اللي بحبوني". والصدمة التي أحدثتها بإعلانها خبر إصابتها بسرطان الثدي، ما استدعى علاجاً وقائيًا، قالت بأنّه أسهم في شفائها. تفاعل بعض المنتقدين مع ما قامت به إليسا، وأعلنوا ذلك عبر فيديوهات نشروها على مواقع التواصل.

إليسا نقلت قصة مرضها وشفائها كاملة، بالتعاون مع المخرجة، أنجي جمّال، في "كليب" مُصور بلغت مدته سبع دقائق. تحدثت به صاحبة "يا مرايتي" بالصوت والصُورة الموثقة عن تجربتها التي استمرت حوالي عام بعد الكشف، وتشخيص الحالة، وبدء العلاج. ورغم ذلك، استمرت في عملها الفني كالمعتاد، وشاركت على مدى 3 أشهر في تصوير برنامج "ذا فويس" دون أن تُشعر الناس، ولا حتى بعض المقربين إليها في العمل، بأنها تعاني من الجرعات الوقائية التي كانت تخضع لها.
"ضربة" إليسا، لم ترق لبعض المتابعين، على صفحات التواصل الاجتماعي. في لبنان، وشكل "الفيديو كليب" صدمة لساعات، وظهر ذلك واضحاً في الساعات الأولى من نشره على موقع الشركة المنتجة "روتانا" فحقق أكبر تبادل ومشاركة. ما رفع من نسبة المشاهدة، والتي وصلت إلى مليون مشاهد خلال ساعتين فقط. واتّهم بعضهم إليسا بأنها لم تصل إلى درجة الخطورة، في الكشف عن إصابتها بسرطان الثدي. وقالوا إنّ ما مرت به لا يعدو كونه علاجاً وقائياً. وبرأيهم لا يستحق كل هذه الضجة. وكان لافتًا، أنَّ بعضهم طرحوا أسئلة كثيرة، وآخرين فتحوا باب الأسئلة لإليسا. ونقلو معاناة اللبنانيين في الدوائر الصحية. وقالوا إنّ إليسا لم تشعر بوجع الفقراء كونها مُقتدرة مادياً. ولم تتورط في تعقيد تخليص معاملات العلاج في وزارة الشؤون الصحية.

إليسا سمعت وشاهدت الفيديوهات الداعمة، وتقبَّلت النقد على غير عادتها، وأعادت نشر بعض الفيديوهات التي تدعو إلى تأمين الدولة اللبنانية للضمان الصحي لمواطنيها كحاجة مُلحة. لكنها لم تعلق أو ترد على بعض المُشككين في سردها للقصة من خلال الأغنية المُصورة.
وتقف المطربة اللبنانية اليوم الجمعة على مسرح "أعياد بيروت" لتختتم المهرجان السنوي الذي تطل به بشكل سنوي على جمهور بيروت من المتابعين. لعل ذكاء إليسا يكمن في "قنبلة" الكليب التي سبقت الحفل بثلاثة أيام، ما يستدعي بالتالي من الجمهور "المُتعاطف" معها أن يلاقيها أو يأتي لحضورها.
يؤكد الملحق الإعلامي للمهرجان، فراس حليمة، لـ"العربي الجديد"، أنّ ارتفاع نسبة الطلب على بطاقات لحضور حفل إليسا كانت مُدهشة، و"أصابتنا بنوع من الارتباك، لأن المبيعات قبل "الكليب" وصلت إلى ثمانين في المائة، ولم نعرف كيف نرد على أسئلة الناس، وكيفية حجز مقاعد لهم في الصفوف التي لم تباع بطاقاتها. وثمَّة صعوبةٌ في إقناع بعضهم بأن التذاكر نفدت". إرباك حقيقي، برأي حليمة، سينعكس على الحفل، وقد تكون أعلى نسبة جمهور ضمن مهرجان أعياد بيروت الذي انطلق قبل ثماني سنوات.

بين التشكيك وقدرة إليسا على الاعتراف والتماسك، ثمة أغنية، لاقت رواجًا كبيراً خلال أيام، واستطاعت أن تحجز للمغنية مقعداً متقدّماً على خريطة أكثر الإصدارات العربية تداولاً خلال أسبوعين، رغم الحالة الإنسانية التي شغلت الناس، والكلام عن الألم والشفاء كتجربة مساعدة لكثير من المرضى، عاشوا القصة ذاتها بعيداً عن المكاسب.

المساهمون