"هذا الانتصار كلّه" لأحمد غصين: عن حربٍ ماثلة فينا

"هذا الانتصار كلّه" لأحمد غصين: عن حربٍ ماثلة فينا

06 يوليو 2018
أحمد غصين (فيسبوك)
+ الخط -
يدفع حصول "هذا الانتصار كلّه"، المشروع الجديد للّبناني أحمد غصين، بـ"جائزة قيد العمل" في الدورة الـ53 (29 يونيو/ حزيران ـ 7 يوليو/ تموز 2018) لـ"مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي"، إلى استعادة بعض المسار السينمائي لشابٍ يُقدِّم فيلمه الروائي الطويل الأول، بعد اختبارات قصيرة ووثائقية، يميل بعضها إلى التجريب البصري. الجائزة مالية (100 ألف يورو)، تمكّنه من إكمال مشروعه هذا، المحتاج حاليًا إلى اشتغال فني ـ تقني على الصوت. 

وغصين ـ المُشارك في "فاكتوري لبنان" بفيلم قصير بعنوان "وايت نويز" مع الفرنسية لوسي لا شيميا، والمعروض في افتتاح برنامج "نصف شهر المخرجين" في الدورة الـ70 (17 ـ 28 مايو/ أيار 2017) لمهرجان "كانّ" السينمائي ـ يُعتبر أحد أبرز السينمائيين اللبنانيين الشباب، وأكثرهم امتلاكًا لحسّ السخرية المريرة في قراءة أوضاع وحالات وانفعالات لبنانية، في ظلّ الانهيارات الجمّة التي يُعانيها البلد وناسه واجتماعه ومسالكه. لكن هذا الحسّ غير مانعٍ له لقولٍ أو بوحٍ أو تفكيكٍ يُصيب حالة جماعية عبر قصص فردية.

يخوض أحمد غصين تجارب سينمائية مختلفة، تصنع من الروائي القصير مدخلاً إلى معاينة بيئة بناسها وشجونها وخيباتها، وتحوّل الوثائقي إلى مرايا ذاتٍ ونبض حميمي في استعادة شيءٍ من الذاكرة العائلية، لتبيان بعض الخصوصية العامّة.

فـ"وايت نويز" مثلاً ـ المُنجز ضمن مشروع جماعي مؤلّف من 4 أفلام قصيرة يُخرجها 4 لبنانيات ولبنانيون مع 4 مخرجين أجانب ـ يضع واقعًا لبنانيًا بيومياته القاتلة والعنيفة والمتفلّتة من كل شيء، في مقابل مرارة السخرية اللاذعة في نهايةٍ معلّقة على التباسات مفتوحة على احتمالات تفسير كثيرة. فالحارس الليلي، المُكلَّف بحماية جسر، يتابع وقائع العيش الليلي في مدينة مقيمة في خرابها، ويُصرّ على ممارسة مهنته رغم ضعف شخصيته، قبل أن يكتشف في نهاية الأمر أن "هناك" من "سرق" الجسر".

أما الوثائقي "أبي ما زال شيوعيًا، أسرار حميمة للجميع"، فينتمي إلى وثائقيات لبنانية تدخل إلى ماضي البلد ومجتمعه وتحوّلاته وحكاياته عبر قصص فردية للأهل. فبعد عثوره على أشرطة "كاسيت" قديمة في منزل الأهل، يتبيّن له أنها تحتوي على رسائل موجّهة من والدته إلى أبيه المسافر للعمل خارج لبنان، في زمن الحرب الأهلية، فيُحوّل الأشرطة إلى بناء سينمائي يكشف أهوال تلك الحرب في مقابل رغبات فردية بحتة، ويصنع من الأشرطة صُورًا عن ماضٍ وحاضر.

أما "هذا الانتصار كلّه" (إنتاجٌ لبناني فرنسي ألماني)، فيختار "حرب تموز" الإسرائيلية على لبنان عام 2006، عبر حكاية مروان العائد إلى قريته الجنوبية أثناء فترة وقف إطلاق النار للبحث عن والده، لكنه يجد نفسه محاصرًا مع نجيب، صديق والده، في منزل نجيب نفسه، رفقة عدد من الرجال أصدقاء الوالد أيضًا، بعد تجدّد المعارك. لكن المأزق الأكبر كامنٌ في دخول جنود إسرائيليين إلى الطابق الأول من المبنى، ما يدفع إلى مزيد من التوتر داخل المنزل وخارجه.

المساهمون