رعاية الصبار في غزة... هواية "النَفَس الطويل"

رعاية الصبار في غزة... هواية "النَفَس الطويل"

23 يوليو 2018
نوعان من الصبّار، الشوكيات والعصاريات (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
شَدّت الزخارف والأشكال الهندسية الخاصة بأشتال الصبار نظر الفلسطيني محمود الدبس (44 عاماً) من الفالوجا غربي مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة، فاشترى عدداً منها وبدأ بمراقبة نموها البطيء لحظة بلحظة حتى تحول هذا الأمر إلى شغف.

ذلك الشغف والذي بدأ قبل نحو خمسة عشر عاماً، دفع صاحبه إلى التعمق أكثر فأكثر بمختلف أنواع وأشكال وألوان أشتال الصبار، ومقايضة الأنواع الموجودة مع أصدقائه بأخرى غير متوفرة، إلى أن أصبح يمتلك مجموعة تتجاوز 150 صنفاً متنوعاً، وبأحجام متفاوتة.

ويتزين مدخل بيت أبو فاروق الدبس بمختلف أصناف الصبار والتي يزيد عمر أحدها عن 20 عاماً، كذلك مرافق بيته، وسطح منزل عائلته، في محاولة منه لإيجاد أصناف تلك النبتة المُحببة أينما وجه نظره، إذ يعتبرها مصدراً للراحة النفسية، والطاقة المتجددة.
ويقول أبو فاروق لـ "العربي الجديد" إن عشقه للصبار بدأ قبل عقد ونصف، عندما اشترى عدداً من أشتال الصبار، وبدت بينه وبينهم صداقة، راقب خلالها نموها البطيء، والذي اكتسب منه الصبر، مضيفاً: "ليس بإمكان أي شخص تربية هذا النبات، إذ يحتاج إلى صبر، ونفس طويل".

وعن سبب اهتمامه الكبير بزراعة الصبار تحديداً، يبين: "تأخرت لسنوات طويلة عن الإنجاب، لكنني لم أيأس للحظة واحدة، إلى أن وهبني الله ابنتي جود قبل شهر، هذا الصبر اكتسبته من تربية الصبار، الذي ينمو بشكل لا يذكر، مقارنة بباقي الورود والأشتال الموسمية، سريعة النمو، وسريعة الموت أيضاً".
وفي البداية كان أبو فاروق يزرع الورود، ومختلف الأشتال، لكن موسميتها كانت تزعجه، إذ كان يهوى النباتات ذات الأعمار الطويلة، والتي لا تحتاج إلى موسم محدد، وهذا ما زاد من تمسكه بزراعة الصبار، والبحث عن مختلف أصنافه وأنواعه، إلى أن أصبح يملك باقة متنوعة منه.

ويوضح أبو فاروق لـ "العربي الجديد" أن الصبار نبتة حساسة، تحتاج إلى رعاية طيلة الوقت، عبر تغيير التربة بشكل دائم، إلى جانب توفير مختلف أنواع الأدوية اللازمة ومنها دواء PNK، ومضاد الحشرات سبيرم، كذلك توفير بيئة ملائمة ومغطاة لتلك النباتات، مضيفاً: "الصبر بده صبر".

ويقسم الدبس سطح منزل عائلته إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول خاص بأشتال الصبار التي تحتاج إلى شمس الصباح والإضاءة القوية والحارة، أما القسم الثاني، فهو القسم المظلل بمظلة تسمح بدخول الضوء والحرارة فقط، دون السماح للشمس المباشرة بالوصول، بينما القسم الثالث، فهو قسم نباتات الصبار التي تحتاج إلى شمس آخر النهار، حيث تكون الشمس باردة، وبضوء خافت قليلاً.

وينقسم الصبار إلى نوعين، ويضم كل نوع منهما باقة من الأصناف، النوع الأول هو "الشوكيات" وفيه أصناف "الصنارة، مخلب النسر، السايكس، يوغار، رجل الحمامة، ذقن الشايب، ضلوع، كريستال، وغيرها من الأصناف، بينما يضم النوع الثاني وهو "العصاريات" أصناف "الملعقة، الملون، صبرة الجبل، المسبحة، الحلبوب، الحما وكنتها، الوفيرا، الثلجة البيضاء، المخ، تم التسماح، المنشارة، الشوفار، الخنشار، وغيرها".

وزراعة واستنساخ الصبار يمران في عدة مراحل. وهذه المراحل يتم عبرها "شلخ" الشتلة عن أمها، وزراعتها في وعاء بلاستيكي صغير، لفترة حضانة، وبعد ذلك يتم نقلها إلى وعاء متوسط، ومن ثم إلى وعاء كبير، يتناسب كل وعاء من تلك الأوعية مع حجم النبتة.

دلالات

المساهمون