روتانا كافيه... أزمة ثقة

روتانا كافيه... أزمة ثقة

12 يوليو 2018
روتانا كافيه الأردن افتتح 2012 وأقفل 2015 (فيسبوك)
+ الخط -
بعد حوالي خمس سنوات من إقفال روتانا كافيه في القاهرة، أعيد أول من أمس، افتتاح المقهى ذاته في أرض المحروسة.
التاريخ يعيد نفسه، بعد 11 عاماً من اختيار القاهرة/ النيل لافتتاح مقهى الشركة السعودية (2007)، بحضور مجموعة من نجوم العالم العربي (الصف الأول يومها)، مثل عمرو دياب، ونجوى كرم، ومحمد فؤاد وغيرهم.

مُجدداً، تكابر الشركة السعودية على هزائمها، الواحدة تلو الأخرى، وتصارع لحجز مكان لها على خارطة الفن العربي بوجهة مستحدثة، لا تبتعد بالصورة عن التجارة، أو مساومة بعض الفنانين على أعمالهم، وعائداتهم المالية، في وقت يبقى ظل مالك الشركة ومؤسسها، الأمير الوليد بن طلال، حاضراً عند كل مناسبة؛ وهو ما يستغله مدير الشركة سالم الهندي للقول إن الشركة بخير، ومستمرة، خصوصاً مع موجة الانفتاح السعودي على عالم الغناء، وتنظيم الحفلات، وارتباط الهندي مع تُركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه في المملكة، بصداقة تسهم في نجاح الحفلات والمهرجانات على الأرض. حسابات تعول عليها الشركة عن طريق العائدات المالية، وتقاسم ذلك مع المنظمين داخل المملكة والفنانين على حد سواء.ع

بلغت تكاليف افتتاح سلسلة مقاهي روتانا كافيه في العالم العربي أرقاماً خيالية. منذ عام 2006، حمل رئيس المشاريع والتطور سابقاً، فراس خشمان، مشروع "مقاهي روتانا" إلى الأمير الوليد بن طلال، الذي أبدى موافقته على ذلك، واضعاً تصورات وشروطاً محدودة لبناء هذه السلسلة. وبالفعل، انطلق المشروع من قلب العاصمة اللبنانية بيروت، في محاولة لإحياء العاصمة بعد حرب تموز/ يوليو 2006. لكن من اليوم الأول لم يُكتب للمقهى الذي بلغت كلفته حوالي مليوني دولار أميركي النجاح. نجوم روتانا في تلك المرحلة لم يولوا ثقتهم بالمقهى، رغم كل الحوافز التي وضعتها الشركة بتصرفهم، كانوا يفضلون الفنادق الكبرى للإعلان عن أعمالهم ومشاريعهم. وحدهم "مغنو" الصف الثاني في الشركة، كانوا يعقدون المؤتمرات الصحافية في المقهى من باب الترويج له، أضف إلى ذلك أن الصراع الخفي الداخلي في شركة روتانا بين قسمي الشؤون الفنية الذي يقوده الهندي، وقسم الترويج والتسويق الذي كانت تترأسه في تلك الفترة مايا شمس، في محاولة لإثبات الوجود، قد أضعف سلسلة المقاهي. بيروت عانت بعد أقل من سنة من افتتاح روتانا كافيه من حصار سياسي أقفل وسط بيروت التجاري، فجاءت محاولات فراس خشمان لافتتاح مقر الشركة في القاهرة، وكان له ما أراد سنة 2007. ثم إلى سورية التي افتتح المقهى فيها سنة 2008 في فندق "فورسيزون"، ثم المغرب في 2011، فالأردن عام 2012.

معظم هذه الفروع أقفلت، بسبب سوء إدارتها وتفاقم أزماتها المالية، كما حصل في بيروت وعمان وبعدها دمشق التي عانت الأمرين جراء منع مبيع إنتاجات روتانا الغنائية في المقهى نفسه بسبب عدم سماح حقوق النشر والمبيع من قبل السلطات السورية للشركة السعودية بذلك، ما تسبب بخسائر كبيرة وقتها.

اليوم في بيروت، مقهى للشركة نفسها افتتح في شارع الحمرا، يحاول "استنهاض" ما تبقى في ذاكرة، وإغراء السياح العرب، يقوم على جهود العاملين فيه، الذين صمدوا وانتظروا، وينفصل عن أي دعم من الشركة أو قسم الصوتيات. الحالة مشابهة في الفرع الجديد الذي افتتح في القاهرة قبل أيام. يعمل جاهداً على العودة، فهل تكون المرة الأخيرة؟

المساهمون