إليكم شكل الحياة بعد 100 عام

إليكم شكل الحياة بعد 100 عام

لميس عاصي

avata
لميس عاصي
25 يونيو 2018
+ الخط -

إنترنت. إنترنت الأشياء. الذكاء الاصطناعي. مصطلحات بدأت تشكل تفاصيل حياتنا، وبسرعة هائلة. لنعد إلى الوراء، 50 عاماُ أو 100 عام. لم يكن أجدادنا على دراية بما ستؤول إليه الحياة. لم تكن السيارات أمراً معتاداً، الهاتف، التلفاز، تقنيات لم تكن موجودة في عالمنا منذ 100 عام. ولم يكن أجدادنا يتوقعون أن الحياة ستكون عبر شاشة هاتف، أو أن السفر لن يستغرق أكثر من ساعات للانتقال من قارة إلى قارة.

اليوم وفي ظل هذا التطور الهائل والسريع لكم أن تتخيلوا كيف ستكون الحياة بعد 100 عام، روبوتات تجتاح كافة مجالات الحياة، بشر بتقنيات عالية، سرعة هائلة للانتقال من مكان إلى آخر، وربما أكثر من ذلك بكثير. هيا بنا نكتشف وجه الحياة التي سينعم بها أحفادنا بعد 100 عام.

حياة خيالية

ترسم أفلام الخيال العلمية صورة تقريبية لما ستكون عليه حياة البشر بعد سنوات، تقنيات، تكنولوجيا ذكية، خوارزميات متطورة، وغيرها من التفاصيل. وتستند بعض هذه الأفلام إلى دراسات وتقارير صادرة عن شركات متخصصة، منها تقرير صادر عن شركة سامسونغ يتعلق بالحياة بعد 100 عام، ودراسة أخرى صادرة عن شركة أي بي أم. كما يقوم العديد من الباحثين والعاملين في مجالات مختلفة بوضع سيناريوهات محتملة لشكل الحياة بعد قرن من الأن، وإليكم أبرز ما توصلت إليه الأبحاث.

منازل ثلاثية الأبعاد

بحسب تقرير صادر عن شركة سامسونغ في العام 2016 بشأن التطورات التي ستصيب البشر بعد 100 عام، فإن المنازل لن تكون كما هي الأن، ستطوى ويمكن أخذ المنزل من مكان إلى آخر. وستصنع هذه المنازل باستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد، ما يعني أن منزل الأحلام لن يحتاج لأكثر من ساعات لبنائه فقط، وستكون الطابعة ثلاثية الأبعاد من أكثر الألات استخداماً في السنوات المقبلة، حيث ستتدخل في تفاصيل البناء، الهندسة، الطب، حتى الطعام. فاستعدوا للعيش في منازل ذكية جداً، تنتقل من مكان إلى آخر بسرعة فائقة.

الأبنية الشاهقة

اليوم، تتبارى الدول في ما بينها في بناء الأبراج والأبنية الشاهقة، وخلال السنوات المئة القادمة، ستكون هذه الأبراج السمة الرئيسية في المدن والعواصم، وستتمكن هذه الأبراج من احتواء عدد كبير من العائلات، خاصة أن الدراسات تفيد بأن التعداد السكاني سيستمر في الارتفاع خلال السنوات المقبلة. ورغم أن الأبنية الشاهقة والأبراج ستكون السمة الرئيسية في عالم الهندسة، لكنها لن تكون قادرة علىى استيعاب التزايد السكاني، لذا فإن التوجه سيكون في اتجاه آخر، منها مدن تحت الماء، ومدن تحت الأرض.

مدن تحت الماء

نعم، فالتزايد السكاني سيكون مكلفاً جداً ولن تستطيع الكرة الأرضية استيعاب هذا الكم الهائل، والحل بالمدن المائية. في قاع البحر، ستبنى المدن. صدقوا. فالدراسات تفيد بأن هناك تجارب بدأت اليوم لإنشاء مدن تحت الماء، تحتوي كل ما تحتويه المدن العادية من مدارس، جامعات، مصانع، شركات.

ولكن كيف سيعيش الناس في قاع البحر؟ ومن أين سيأتون بالهواء؟ يشير العلماء إلى أن مسألة الأوكسيجين سهلة جداً، حيث سيتم استخراج حبيبات الأوكسيجين من الماء، وفصلها عن الهيدروجين.

مدن تحت الأرض

من أجل استيعاب التزايد السكاني، سيتم بناء مدن هرمية، تحتوي المدارس والجامعات والمؤسسات إضافة إلى مجموعة من الفنادق والمطاعم، كما سيتم حفر قاع الأرض، وإقامة العديد من المدن، وسيتم بناء هذه المدن بطريقة قادرة على التأقلم مع درجة الحرارة وغيرها من العناصر المناخية.

الإجازات على الكواكب

لن يفكر المرء في السفر إلى دول مجاورة لقضاء الإجازات، ولن تكون الجهات البعيدة نسبياً مقصداً للمغامرات والترفيه، فالسفر سيأخذ أشكالاً مختلفة، يقصد الناس كوكب المريخ والقمر لقضاء إجازاتهم السنوية.

 

وسائل النقل السريعة

بطبيعة الحال، فإن وسائل النقل ستتغير كلياً. السيارات الذاتية القيادة ستكون أكثر وسيلة مستخدمة لنقل الناس، إضافة إلى السيارات الكهربائية، والسيارات التي يتم شحنها بالطاقة الشمسية، الهيبرلوب، وغيرها من الوسائل المتطورة.

الشمس مصدر الطاقة

يعمل الباحثون وفق تقارير صادرة عن شركة سامسونغ بشأن الحياة في المستقبل، على تنويع مصادر الطاقة، بحيث سيتم وضع ألواح ضخمة في الفضاء تستمد الطاقة من الشمس، وبحسب شركة سامسونغ فإن احتياجات البشر من الطاقة الشمسية ستتم عن طريق الاندماج النووي ومجموعات هائلة من الألواح الشمسية المركبة في الفضاء.

البشر بعد 100 عام

البشر بعد 100 عام ليسوا كما سبق. إليكم أبرز التغيرات، وعلى سبيل المثال، فإن الأهل سيتمكنون من اختيار جينات معينة في أبنائهم، والتحكم بلون البشرة، العينين، وغيرها من التفاصيل. كما سيتم حقن البشر بالعديد من التقنيات والشرائح الذكية للتعريف عنهم. وقد بدأ فعلاً تطبيق هذه التقنية في بعض الدول الاسكندنافية، حيث تم زرع شرائح إلكترونية لبعض الاشخاص، تدل على هوية الشخص، وتفاصيل بياناته بدلاً من حمل الأوراق الرسمية معه. وتشير الدراسات إلى أن الإنسان والروبوت سيتحدان معاً، وربما سيتم زرع العديد من التقنيات في جسم الإنسان حتى يستطيع أداء المزيد من العمل بوقت قصير، كما أن الدماغ البشري سيتم ربطه بالحواسيب، وسنكون أمام ثورة جديدة من التكنولوجيا المتطورة.

وبحسب كتاب "العالم بعد 100 عام" الذي قام بتأليفه عدد من خبراء الاقتصاد والاجتماع الحائزين على جوائز نوبل، فإن البشر سيتمكنون من العيش لأكثر من 100 عام في الدول النامية، حيث يتم توجيه الكادرات الطبية لمعالجة العديد من الأمراض المزمنة، ويضيف الكتاب أن متوسط سن البشر في الدول المتقدمة سيتجاوز 100 عام، نظراً للثورة الهائلة في عالم الطب.

كما سيحظى البشر برعاية شخصية -طبية في منازلهم، حيث ستزود المنازل بحجرات أو كبسولات طبية على شكل آلات التصوير الشعاعي الموجودة في المختبرات، التي من شأنها أن تكشف العديد من الأمراض المبكرة عند الناس.

أيضاً، سيتمكن البشر من السكن في أماكن يصعب العيش بها اليوم، حيث سيؤدي التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة إلى ذوبان الجبال الجليدية في القطبين، ما يعني أن الناس سيتمكنون من العيش في سيبيريا، كندا الشمالية وغيرها من المناطق التي يصعب العيش فيها.

 

المساهمون