ذوبان جليد القطب الجنوبي بشكل أسرع

ذوبان جليد القطب الجنوبي بشكل أسرع

22 يونيو 2018
سيكون البطريق أول ضحايا التغيّرات في القطب الجنوبي (Getty)
+ الخط -

وفقًا لاستقراء العلماء المستمرّ، تفقد القارَّة القطبيّة الجنوبيّة، الجليد بشكلٍ أسرع وأسرع. بين عامي 1992 و2012، فقدت القارّة وسطياً ما معدّله 76 مليار طنّ سنوياً. وبين عامي 2012 و2017 فقدت القارّة وسطياً 219 مليار طن سنوياً، أي أن الرقم قد تضاعف 3 مرّات على الأقل.

تسبّب هذا التغيّر، أي ذوبان الجليد في القطب الجنوبي، إلى ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار 7.6 ملم بين عامي 1992 و 2017. هذه الأرقام نشرتها مجلة "الطبيعة" Nature، بعد بحثٍ أجراه فريق دولي، بقيادة الباحث البريطاني، أندريو شيبرد، من جامعة ليدز في بريطانيا، في آخر دوريّة في المجلة العلميّة المحكّمة.

وقال شيبرد في لقاء صحافي مع صحيفة "Die Zeit" الألمانيّة: "بسبب الاحتباس الحراري، تزايد فقدان الجليد من القارّة القطبيَّة الجنوبيَّة. وهذا الذوبان، يلعبُ دوراً أساسياً في ارتفاع مستوى سطح البحر على كلّ كوكب الأرض. وإذا اختفى كل الجليد من القطب الجنوبي، فإنّ ذلك سيؤدّي إلى ارتفاع سطح البحر بمقدار 58 متراً". وأكّد شيبرد بأنَّ هذه كارثة بيئيّة لا تلتفت إليها حكومات العالم، "يجب أن يشكل هذا مصدر قلقٍ للحكومات التي نثق فيها".



وشارك في البحث 84 عالمًا من 44 منظّمة دوليّة، جمعوا وحللوا بيانات 24 ورقة قادمة من صور الأقمار الصناعيَّة التي تحسب خسارة الجليد. وتم استخدام طرق عديدة للقياس، كقياس الارتفاع والجاذبيّة ومعدل التوليد الجليدي والذوبان وسرعة جريان الماء السطحي. وفي غرب القارة القطبيّة الجنوبيَّة، فإنَّ معدل ذوبان الجليد قد ازداد من 53 بليون طن سنوياً بين عامي (1992 و2012) إلى 159 بليون طن بين عامي (2012 و2017)، وبالتالي تمتلك تلك المنطقة الخسارة الجليدية الأكبر.

ويؤكّد المؤلف المشارك من معهد (AWI) الألماني، فييت هيلم، بأنّ ثمّة عدم يقين من الناحية الإحصائيَّة من أجل قياس ذوبان الجليد في المنطقة الجنوبيّة الشاسعة. وأشار بأنّ التغيرات المقاسة في ارتفاع الجليد وانخفاضه هنالك صغيرة جدًا، ولا يمكن معرفة إذا كان ذلك تغيّراً حقيقياً أم أخطاءً في القياس. وحذّر من إهمال أخطاء القياس التي يمكن أن تضلل العلماء. وانتقد هيلم نشر الدراسة، وأكّد بأنّ الأمر بحاجة إلى مراقبة أطول باستخدام أقمار صناعية أكثر تطوّرًا، وأجهزة استشعار متطورة أكثر، وذلك لمراقبة أكثر دقة للتغيرات في الصفائح الجليديّة.
في حين يقول مارتن سيغرت من جامعة كامبردج في لندن، بأنّ التغيرات التي تحصل في القطب الجنوبي، غير قابلة للعودة، وخصوصاً فقدان الصفائح الجليديّة الكبرى، و"لكن نستطيع أن نمنع هذا الأمر من خلال تعاضد حكومات العالم من أجل التنبّه إلى هذه الظاهرة التي تهدد الإنسان والحيوان على كوكب الأرض". ونشر سيغرت دراسة تنبّئ فيها بمستقبل القطب الجنوبي في الـ 50 سنة القادمة، ومن نتائج دراسته بأنّ طائر البطريق سيكون أول ضحايا هذه التغيرات!

وانتقد الباحثون بشكل جماعي سلوك إدارة الولايات المتحدة الأميركية في الانسحاب من الاتفاق المناخي بعد وصول دونالد ترامب إلى سدّة الحكم. ووصفوا سلوك أميركا بالأنانيّ وغير المسؤول.

المساهمون