الدراما اللبنانية... المقياس الجماهيري يُبعد عن الحرفية

الدراما اللبنانية... المقياس الجماهيري يُبعد عن الحرفية

20 يونيو 2018
من مسلسل "كل الحب كل الغرام" (LBCI)
+ الخط -
انتهى موسم دراما رمضان 2018، نهاية اتسمت بالضعف العام لأبرز صنّاع الدراما العربية، قلة من الأعمال لاقت رواجًا كبيراً، اختلف التصنيف باختلاف جنسية المسلسل، وانقسم الجمهور بين مؤيد أو متابع أو مشجع للأعمال وفق أهوائه. 

في لبنان، لا تقدم يُذكر، لا يزال الوضع على ما هو عليه، ويفتقد لمخرجي دراما ينقذون هذه الصناعة. الواجب أن تتحلى بالحرفية العالية، وأن تصبح مع الوقت صناعة تنافس الجنسيات الأخرى التي تتحدى نفسها وتفرض على المنتج وعلى المحطات التلفزيونية نفسها، وتشتريها القنوات من دون شروط أو قيود، ولا حتى تساهل مادي، بل تدفع كامل المستحقات للمنتجين المتسلحين بعمل جيد. هنا، إطلالة على المسلسلات اللبنانية التي عرضت في رمضان.


الحب الحقيقي
في ملاحظة سابقة، جرى تسجيل أن مسلسل "الحب الحقيقي"، وبعد عرض الحلقات الأولى، يعاني من حالة ضعف كان بإمكان فريق الإنتاج تداركها لجهة الممثلين الذين لا يُدركون معنى أن تنقل بحرفية الدور المطلوب، والواضح أن مخرج "الحب الحقيقي" لم يبذل جهداً إضافيا في تحريك أو دفع الممثل للانصهار بالدور بطريقة مقنعة، فسقط في فخ النجاح الذي حصده المسلسل جماهيرياً، وهو ما يقوي من ثقة المنتج على قاعدة الإحصاء التي تتبناها المحطات اللبنانية، ويجعله يفرض شروطاً على المحطة في مشاركته هذا الإنتاج لأنه ببساطة يحظى بمتابعة جماهيرية عالية. الواضح أن ضعف المسلسل والسيناريو وحتى الإخراج لم يقف عقبة أمام بعض المواهب التي اختبرها المتابعون لوجوه جديدة جسدت الأدوار بمهنية عالية؛ أندريه ناكوزي، ونيكولا معوض، كانت تجربتهما في العمل جيدة، وكذلك بطلة المسلسل باميلا الكيك التي تفوقت على السيناريو الضعيف والمماطلة في الأحداث (60 حلقة)، وكانت جيدة في تجربتها الأولى كبطولة لبنانية مطلقة.


كل الحب كل الغرام
تفاءل المتابعون بأن القصة التي كتبها الراحل مروان العبد، "كل الحب كل الغرام"، ستتحول إلى مسلسل يليق بمستوى الحكاية. العودة إلى زمن الانتداب الفرنسي، لم تكن على قدر التوقعات، وشهدت القصة مزيداً من المغالطات في سرد تلك الحقبة التاريخية، وواجهت انتقادات لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها تفوقت بنسبة المتابعة، هذا النقيض، يضعنا أمام أسئلة باتت مكررة، ومنها لماذا لا يستعين المنتج بمخرج أو "سيناريست" مهني لإنقاذ القصة التاريخية التي لم يكملها الكاتب مروان العبد بسبب رحيله؟ فأمسكها بعض الهواة وقللوا من شأنها درامياً.


موت أميرة
محاولة تعتبر الأضعف دراميًا كانت لمسلسل "موت أميرة" رغم بعض الأسماء المشهود لها بالمهنية، مثل كارمن لبس. لم يكن المسلسل الذي على قدر الآمال المتوقعة، وحقق نسبة مشاهدة متوسطة قياساً بباقة المسلسلات اللبنانية في رمضان. اعتمد الكاتب طوني شمعون على مقتل امرأة نافذة في رسم خيوط القصة، وقيل إن الأحداث مشابهة لحياة الأميرة البريطانية الراحلة ديانا؛ ما نفته المغنية (البطلة) شيراز، في وقت لم تنته حكاية "موت أميرة" في رمضان، ويقال إن جزءاً جديداً أُعد لموسم الخريف متابعة لأحداث الجزء الأول أصبح جاهزاً.

المساهمون