شبّاك التذاكر الأميركي 2018: مفاجآت النجاح الجماهيري

شبّاك التذاكر الأميركي 2018: مفاجآت النجاح الجماهيري

16 يونيو 2018
من "مكان هادئ" لجون كْراسينسكي (فيسبوك)
+ الخط -
لم يكن أكثر المتفائلين في شركة "مارفيل" يتوقّع النجاح الخارق الذي حقّقه الجزء الـ18 من سلسلة أفلام أبطالها الخارقين، "بلاك بانثر" (2018) لراين كووغلر. لكن عوامل الاختلاف العديدة في الفيلم، خصوصًا على مستوى الصورة في دولة "واكاندا" الممتلئة بالألوان، بالإضافة إلى الموسيقى الأفريقية المستخدمة في شريط الصوت، وطبعًا البطل الخارق الأسود للمرة الأولى على الشاشة، والشخصيات الأخرى الجاذبة بما فيها الشرير، هذا كلّه جعله أكثر الأفلام حصدًا لإيرادات السوق الأميركية فقط، في النصف الأول من عام 2018، إذْ بلغت تلك الإيرادات 699 مليونًا و223 ألفًا و857 دولارا أميركيا بين 16 فبراير/ شباط و6 يونيو/ حزيران 2018 (علمًا أن إيراداته الدولية في الفترة نفسها بلغت مليارًا و345 مليونًا و501 ألف و631 دولارا أميركيا)؛ كما جعله ثالث أنجح فيلم على المستوى المحلي في التاريخ، وذلك بعد "حرب النجوم: نهوض القوة Star Wars: The Force Awakens" (2015) لجي. جي. أبرامز و"أفاتار" (2009) لجيمس كاميرون.
الفيلم الثاني في قائمة الأنجح في النصف الأول من هذا العام، وإنْ يكن متوقّعًا، هو جزء جديد من عالم "مارفيل" أيضًا: "آفنجرز: الحرب اللانهائية" لأنتوني وجو روسّو، الملحمة الأضخم والأكثر كلفة في تاريخ السينما، إذْ تُقدَّر ميزانيته بـ321 مليون دولار أميركي (بحسب الموقع الإلكتروني IMDb)، بينما ذكرت "ويكيبيديا الإنكليزية" أن الميزانية تراوحت بين 316 و400 مليون دولار أميركي، و"ويكيبيديا الفرنسية" أشارت إلى أن الرقم يُساوي 420 مليون دولار أميركي.



أما الملصق الرسمي للفيلم فضمّ 22 شخصية ظهرت في أفلام سابقة لـ"مارفيل"، لها مريدون، عوضًا عن آخرين يظهرون في الفيلم. لذلك، فإن تحقيقه 646 مليونًا و798 ألفًا و749 دولارا أميركيا كإيرادات حصل عليها في السوق الأميركية بين 27 إبريل/ نيسان و6 يونيو/ حزيران 2018، لا يُعدّ مفاجأة بأي حال من الأحوال، خصوصًا مع القبول الفني من المشاهدين، الذي جعله يحتلّ المرتبة الـ19 في قائمة موقع IMDb، المعتمِدة على تصويت الجمهور. ولا عجب كذلك (نظرًا إلى تلك الضخامة) في أن "آفنجرز" أنجح عالميًا من "بلاك بانثر"، إذْ اقتربت إيراداته الدولية من ملياري دولار أميركي (بلغت تحديدًا، في الفترة نفسها لإيراداته الأميركية، مليارًا و969 مليونًا و923 ألفًا و792 دولارا أميركيا).
أما Deadpool 2 لديفيد ليتش فيأتي ثالثًا، بعد 3 أسابيع فقط من عروضه التجارية، محقِّقًا ـ بين 18 مايو/ أيار و6 يونيو/ حزيران 2018 ـ 262 مليونًا و828 ألفًا و947 دولارا أميركيا إيرادات محلية (مقابل ميزانية تبلغ 110 ملايين دولار أميركي)، ما يعكس فجوة كبيرة جدًا بين عائداته وعائدات الفيلمين السابقين. ورغم أن الفيلم ـ الذي كلّف ضعف ميزانية جزئه الأول ـ كان أقلّ نجاحًا من سابقه، إلا أنه على الأقلّ يؤكد أن حماسة الجمهور لم تفتر إزاء شخصية البطل الخارق الساخر "ديدبول". واللافت للانتباه أيضًا أن الممثل الذي يؤدّي دور الشرير الرئيسي وكذلك "آفنجرز" هو جوش برولين، أحد نجوم عام 2018 لغاية الآن.
في المركز الرابع، تأتي أبرز مفاجآت الأشهر الأولى: "مكان هادئ (A Quiet Place)"، الذي أخرجه جون كْراسينسكي بميزانية تبلغ 17 مليون دولار أميركي فقط، مع 4 ممثلين، هو أحدهم إلى جانب إيمي بلانت والطفلين نواه جوب وميليسنت سيمّوندس. بالإضافة إلى أن الخيار الفني "ثوريٌّ" بالنسبة إلى هوليوود: أن يكون الفيلم شبه صامت.
النجاح النقدي لـ"مكان هادئ" لم يكن مفاجئًا، لكن احتلاله هذا المركز في شبّاك التذاكر، بإيرادات محلية بلغت 184 مليونًا و271 ألفًا و457 مليون دولار (بين 6 إبريل/ نيسان و6 يونيو/ حزيران 2018) ربما يكون "ظاهرة العام"، لغاية الآن على الأقلّ.


على نقيض هذا كلّه، فإن احتلال "سولو: قصّة حرب النجوم Solo: A Star Wars Story" لرون هاورد المرتبة الخامسة، بعد 3 أسابيع من عروضه التجارية، يُعتبر فشلاً تجاريًا ضخمّا لمنتجيه، الذين وضعوا ميزانية تساوي 300 مليون دولار أميركي، لاعتقادهم أن سمعة "حرب النجوم" وجاذبيتها، بالإضافة إلى شخصية هان سولو (أدّاها هاريسون فورد في 4 أفلام من السلسلة) ستضمن بالتأكيد ضعف ذلك الرقم. لكن، وبشكل مفاجئ، ورغم الاستقبال النقدي غير السيئ، وجد صنّاعه أنفسهم في مواجهة خسارة ضخمة، بعد تحقيقه 158 مليونًا و485 ألفًا و879 دولارا أميركيا فقط (علمًا ان إيراداته الدولية تساوي 115 مليونًا و397 ألفًا و526 دولارا أميركيا بين 25 مايو/ أيار و6 يونيو/ حزيران 2018).
الفشل التجاري لـ"سولو" وضعه في مرتبة تالية لـ"مكان هادئ"، ذي الميزانية التي لا تمثّل أكثر من 7 بالمئة من ميزانية جديد سلسلة "حرب النجوم".

دلالات

المساهمون