إليسا في السعودية... أين أنغام؟

إليسا في السعودية... أين أنغام؟

13 يونيو 2018
تحظى إليسا بدعم كبير من شركة روتانا (فيسبوك)
+ الخط -
لا يكاد يمر حفل واحد في أرجاء المملكة العربية السعودية إلا ويتخذ بعداً مغايراً لما يجب أن تتحلى به هذه الحفلات، بعيداً عن هاجس الاتهامات بالسياسة واستبعاد مطربين عرب على غرار ما حصل مع شيرين قبل أشهر والكلام عن منعها من الغناء، أو منع مروان خوري لمبررات لم يعرف سببها الحقيقي، إلى آخر سبحة الإدانات التي يدرك الجميع أنها مجرد مواقف لا تعبر إلا عن آراء مطليقها. تبقى الشروط المفروضة على هذا النوع من النشاطات تشغل بال المعنيين، خصوصاً تلك المتعلقة بالجمهور وكيفية حضوره وجلوسه في الحفل، وتخصيص أماكن خاصة بالنساء، وأخرى بالرجال.

يظهر واضحاً أن السعودية تحاول الاستفادة من عصر الانفتاح الفني الذي بدأته في الخريف الماضي، والواضح أيضاً أن بعض القرارات العاجلة أصبحت مرهونة بيد بعض قدامى المنتجين الذين يسيطرون على سوق الإنتاج والحفلات، كما أن الكفة تميل إلى "روتانا" التي تضع إمكاناتها بتصرف رئيس لجنة الترفيه، تركي آل الشيخ، الذي لم يخلص بعد من تداعيات الفيديو "الفضيحة" الذي التقط أثناء توقيع الإعلامي المصري عمرو أديب عقد انضمامه إلى شبكة MBC السعودية، كأغلى مقدم برامج، كما وصفه آل الشيخ، مشبها أديب بـ"لاري كينغ".

بعيداً عن الاستعراض والتعالي الذي يفرضه ممولو الإعلام السعودي على بعض الإعلاميين أو المتعاونين معهم، والاستخفاف بالجمهور، تجدنا أمام حفل آخر، سيُقام في عطلة عيد الفطر، في الرياض، ويجمع بين الفنانة المصرية أنغام واللبنانية إليسا. المعروف أن إليسا في السنوات الأخيرة تحظى بدعم كبير من قبل شركة روتانا السعودية التي انضمت إليها سنة 2005، واستطاعت مع الوقت أن تخرج معظم نجمات الشركة، ومنهن نوال الزغبي ونجوى كرم، وتصبح الفنانة شبه الوحيدة التي تُنتج لها الشركة اليوم، وتتولى إدارة أعمالها.

من هنا، جاء ترشيح إليسا لتكون ضمن حفل العيد، ورغم معارضة بعض المسؤولين في هيئة الترفيه على اسم إليسا، إلا أنه اتخذ القرار بشأن مشاركتها في حفل العيد إلى جانب زميلتها المصرية أنغام، والواضح أن الحفل هو نتيجة جهد وتنسيق بين إدارة روتانا المتمثلة بـ سالم الهندي، وبين تركي آل الشيخ، خصوصاً أن أنغام تنتسب هي أيضاً للشركة السعودية ولديها مجموعة من الأعمال الغنائية الخليجية، كما تنعم بشعبية خليجية جيدة.

لكن اللافت، هو التوجّه من قبل السعوديين أنفسهم؛ إذ ذهبوا إلى الدعم والترويج لحفل إليسا أكثر منه للفنانة أنغام، في وقت تتهم فيه إليسا أنها "فنانة العري"، لكن الحال تحول إلى ترحيب من قبل جهات مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، واحتل هاشتاغ إليسا المرتبة الأولى في السعودية أول من أمس بعد الإعلان عن الحفل، وعلق المغردون مرحبين بقدوم إليسا إلى الرياض، في وقت لم يأت أحد على ذكر مشاركة الفنانة أنغام في الحفل نفسه، واكتفى البعض بنشر صورة "بوستر" تجمع إليسا وأنغام معًا من دون تعليق، أو الالتفات إلى الكلام عن أنغام، خصوصاً أن للأخيرة حصة أكبر من إليسا في الحفل ذاته، كونها قدمت للخليج ألبومات غنائية كاملة لها جمهورها، بينما لم تغن إليسا اللحن الخليجي وهي تكتفي بالتعاون مع المصريين واللبنانيين من شعراء وملحنين وتعترف أنها لا تتقن اللهجة الخليجية.

لم تقف حدود التغريدات المرحبة بإليسا على هذا النحو، بعض المسؤولين داخل ما يسمى هيئة الترفيه، اشترطوا على النساء الحاضرات عدم ارتداء السراويل وأن يحافظن على الرصانة من على المدرجات والامتناع عن الرقص، بل الجلوس باحترام.

إليسا التي أعادت تغريدات كثيرة تروج لحفلها الأول في المملكة العربية السعودية، ستشهد على أول حضور مباشر مع الجمهور السعودي في الرياض بعد أيام، فهل ستتفاعل بصراحتها المعهودة مع وقائع ما يجري، أم تكتفي بالتهليل؟

المساهمون