الدراما المُشتركة: أسبوع المشاهدة المرتفعة

الدراما المُشتركة: أسبوع المشاهدة المرتفعة

25 مايو 2018
"ليالي أوجيني" قصة تعود إلى منتصف القرن الماضي (فيسبوك)
+ الخط -
كيف كان الأسبوع الأول على الدراما العربية المُشتركة؟ هل نجحت هذا الموسم؟ أين نقاط الضعف ونقاط القوة؟
لم يقتصر عرض المسلسلات التي تحمل جنسيات متعددة على الدول المنتجة أو تلك التي ينتمي إليها الممثلون أنفسهم، بل فتح الخليج الباب واسعًا لاستيراد وعرض هذا المحتوى، وبطريقة بدت منافسة لعرضها على بعض القنوات المحلية.
وسعت هذه الإنتاجات إلى تحقيق نسب مشاهدة عالية، وتساهم الماكينة الإعلامية المصاحبة لها في ذلك.


ليالي أوجيني
يدخل تصنيف مسلسل "ليالي أوجيني" في خانة المسلسلات العربية المُشتركة، فهو بطولة التونسي ظافر عابدين، إلى جانب الفنانة اللبنانية كارمن بصيبص، التي استطاعت أن تخترق البوابة المصرية وتتقدم كممثلة رئيسية في المسلسل، ساعيةً بكل جهد وثقة إلى تبوّؤ مرتبة جيدة تنافس بها زميلاتها؛ أمينة خليل وإنجي المقدم وانتصار وأسماء أبو اليزيد وليلى عز العزب. يلعب خالد كمال دور البطولة في المسلسل المشوق، الذي أخرجه هاني خليفة، وكتب السيناريو كل من إنجي القاسم وسماء عبد الخالق.

يقدم "ليالي أوجيني" رؤية جميلة تعود إلى منتصف القرن الماضي لحكاية ملهى "أوجيني" المُقتبسة من عمل إسباني. ويرجع أصل الاسم إلى إمبراطورة فرنسا، أوجيني دي مونيتو. يسرد العمل قصة زواج غير مُتكافئ بين أمينة خليل وخالد كمال، ما يحمل الزوجة على قتل زوجها بعدما نفذ تهديده وحرمها من ابنتها الوحيدة التي سافرت مع شقيقته إلى فرنسا. أما الزوجة، فتصل إلى بورسعيد، لتبدأ رحلة من نوع آخر في السعي وراء السفر إلى فرنسا واللحاق بابنتها المختطفة، ولقائها مع الطبيب (ظافر عابدين)، وهو من رواد الملهى نفسه الذي تعمل فيه خليل. تبدو الأجواء مشوقة، خصوصاً عبر الاعتماد على العنصر الزمني لتلك الحقبة، من خلال الأماكن والديكور، ومحاكاة الجمهور بطريقة تبدو غير متكلفة، مع مبرر وجود جنسيات مختلفة في العمل تتحدث بلهجتها، كما هو حال اللبنانية كارمن بصيبص التي غلبت لهجتها المحلية على بعض الكلمات المصرية، كونها لبنانية تزوجت من رجل فقدته، لتقرر عائلة زوجها ارتباطها بشقيقه.

الهيبة - العودة
لا تبريرات مُقنعة في "الهيبة" لاستعمال اللهجة السورية لأبناء شيخ الجبل اللبنانيين، وهم ولدوا ونشأوا في لبنان (من أم سورية) بحسب القصة، أو الجزء الأول. لكن خيال المخرج والكاتب تعدّى ذلك، ولم يقف عند حدود اللهجات، بل ذهب إلى تكريس ما سماه بالمصالحة بين عائلتي شيخ الجبل وسعيد، وزواج ابنة سعيد (نيكول سابا) من شيخ الجبل (تيم حسن) لدرء الفتنة. لا يحمل "الهيبة" جديداً في مضمونه. بعض المواقف تأتي مستخفّة بعقل المشاهد، لجهة العودة مثلاً بالزمن إلى الوراء، وعدم تغير ملامح الممثلين، أو الفترة الزمنية التي شهدت تغييرات ضمن منزل العائلة، والمحيط عموماً.



تانغو
قد يبتسم الحظ لمسلسل "تانغو" الذي كتبه إياد أبو الشامات كتبه تولى رامي حنّا إخراجه. الكاتب والمخرج عملا معاً لتقديم عمل مصور تكمن فيه الحبكة السليمة، ولو كانت مستوحاة من دراما مكسيكية، في إطار الخيانة الزوجية التي تصل إلى حدود القتل وتعاطي المخدرات. نواجه، عند مشاهدة العمل، عدداً من الممثلين المحترفين، مع تبريرات في "الخلطة" اللبنانية السورية.

تسجل دانا مارديني في "تانغو" تقدماً ملحوظاً لنضجها في نقل الشخصية التي بنيت عليها القصة، على الرغم من بعض العثرات البسيطة التي يلاحظها المتابع النقدي، ومنها حصر باسل خياط في الشكل بقالب واحد، قالب يعتليه الغموض والجدية، ما يضع خياط في خانة واحدة، ويجعله أسير هذه الأدوار بطريقة يبدو أنها أصبحت مطلوبة من قبل المتابعين، أو هم اعتادوا على ذلك.

طريق
لعل الفائز الأول في مسلسل "طريق"، (إخراج رشا شربتجي)، هو الممثل عابد فهد، أدّى دور جابر، تاجر الأغنام الذي لا يطيق التنظير ويهزأ من الإتيكيت والبروتوكولات، وحتى تقنية الهاتف المحمول. يختلف عابد فهد، أو "جابر" في مسلسل "طريق" عن شخصية الجبار التي كان يتقمصها في مسلسلات أخرى. في الأسبوع الأول، وعلى الرغم من شكاوى المتابعين من البطء في أحداث "طريق"، شكّل فهد حالة خاصة لرجل بسيط، غني، هازئ بالحياة بعد أن فقد زوجته وولده في حادث، ومن المتوقع أن تقوى سرعة الأحداث والحماس في الأيام المقبلة، وذلك بعد ارتباط جابر بأميرة المحامية (نادين نسيب نجيم)، وهي تبحث عن عمل بعد تخرّجها من الجامعة، وما سيترتب على هذه العلاقة أو الارتباط من تداعيات ومواجهات بين فهد ونجيم معًا.

جوليا

لا يعتبر مسلسل "جوليا"، بطولة قيس الشيخ نجيب وماغي بوغصن، وإخراج إيلي ف. معلوف مسلسلاً فكاهياً بمعنى الكلمة، بل هو محاولة تأتي منقوصة كما كل مرة من إنتاجات "إيغل فيلم"؛ إذ يعتمد على قفشات تصلح لعرض ستاند أب كوميدي، وليس لمسلسل مؤلّف من 30 حلقة. على الرغم من موهبتها الجيدة في الدراما العربية، لم تتقدم ماغي بوغصن على غيرها في المسلسلات المعروضة هذا الموسم، ضعف إلى حد التكلف في السيناريو ومحاولة أخرى لبوغصن للقول إن الأفلام الكوميدية التي قدمتها في السينما تستطيع أن تُعيدها بالرؤية نفسها إلى مشاهدي التلفزيون.


المساهمون