الرقابة على الدراما... للتبليغ يُرجى الاتصال على الرقم الآتي

الرقابة على الدراما... للتبليغ يُرجى الاتصال على الرقم الآتي

22 مايو 2018
محمد رمضان في لقطة من "نسر الصعيد" (فيسبوك)
+ الخط -
لم تمرّ إلا أيام قليلة من شهر رمضان، حتى ارتفعت الأصوات الناقدة لبعض الأعمال التي تقدم محتوى خِلافياً، تتنازع أطراف عديدة على سويته الأخلاقية والدينية والسياسية. ويعترف "أصحاب المقص" بأن ازدحام الخريطة الدرامية في رمضان يمثل عائقاً كبيراً أمام الجهات الرقابية كي تقوم بدورها البوليسي على كافة الأعمال قبل عرضها؛ ولذلك تكثر المناوشات مع بدء العروض المتزامنة بين أطراف ثلاثة: صناع العمل، والرقابة، والجمهور. 

يقول خالد عبد الجليل، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات: "إن العديد من المسلسلات المقرر إذاعتها خلال شهر رمضان لم تصل إلى الرقابة كاملة، لكنها تصل بعد أن يتم التعاقد عليها من قبل الفنانين ووكالات الإعلانات بالتعاون مع القنوات، وتقدم للرقابة منقوصة؛ لأن معظمها يكون ما زال قيد التصوير". ومن أطرف ما أبدعته قريحة الفكر الرقابي هذا العام؛ ما أعلنته "لجنة الدراما" في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، عن رقم هاتف لتلقي بلاغات وملاحظات المواطنين على الأعمال الدرامية الرمضانية.

تحدي الرقابة
يزداد الطين بلة أن يرى الرقابيون أنفسَهم عاجزين، بعدما أدوا ما عليهم وقاموا بالحذف والتقطيع والتشفية اللازمة لجثة بعض الأعمال، حيث يتم عرض الأجزاء المحذوفة، بشكل منفصل، مع عنوان تشويقي على وسائل التواصل الاجتماعي، لتحقق تلك المقاطع عدد مشاهدات أعلى من مشاهدات المسلسل نفسه.
نشر محمد رمضان، مشهداً محذوفاً رقابياً من مسلسل "نسر الصعيد"؛ لأنه يحتوي على عبارات فجة ذات دلالات جنسية واضحة، يجمع المشهد رمضان بالممثلة وفاء عامر، وقد كتب معلقاً على هذا المقطع: "المشهد المحذوف لصالح القناوي من الحلقة الأولى".
لم يكن هناك أي رد فعل رسمي من الجهات الرقابية المصرية على هذا السلوك المتحدي؛ ما أشاع رأيين متناقضين نقلتهما الصحافة عن مسؤولين (مجهولين)، بعضهم أكد أنّ دورهم يتعلق بمراقبة الأعمال التي تعرض عليها، فتمنع ما لا يلائم منها من العرض على الشاشة التي تتحكم بها، وأنها ليس لها الحق في التحكم في ما ينشر على شبكة الإنترنت. بينما ذكر آخرون أن دور الرقابة على المسلسلات يتجاوز العرض التلفزيوني، وسيقع أي شخص من صناع الدراما تحت طائلة القانون إذا نشر أي مشهد عبر الإنترنت من المشاهد المحذوفة من المسلسلات.
لا يتوقف السلوك الرقابي على الجهات الفنية الرسمية؛ فالكنيسة المصرية أيضاً اعترضت على مسلسل "خفة يد"، بحجة ازدرائه للدين المسيحي، ما دفع عادل شفيق، أمين الخدمة بكنيسة مار جرجس، أن يخرج على بعض الفضائيات ويقول إن "تجسيد شخصية نصاب يرتدي ملابس رجل دين مسيحي في دراما رمضان أمر لا يليق وغير مقبول".
تفاعل ناشطون أقباط مع هذا الاعتراض الكنسي، ثم توّج الأمر ببلاغ رسمي للنائب العام ضد صناع مسلسل "خفة يد". وقال المحامي سمير صبري الذي تقدم بالبلاغ إن هذا المسلسل يحتوي على مشاهد ظهر خلالها الممثل محمد ثروت، متنكرا في زي قسيس أثناء ممارسته النصب والاحتيال، وتدخين السجائر، ما يتعارض مع قدسية ملابس الكهنوت.

الاعتراض على الأعمال الدرامية المعروضة في رمضان بلغ آفاقاً بعيدة عن الأخلاق والدين، إذ وصل إلى مضمار السياسة، فبعد عرض الحلقات الأولى من مسلسل "أبو عمر المصري"؛ استدعت الخارجية السودانية السفير المصري لتبلغه احتجاجها على بعض المشاهد في المسلسل. وأعقبت ذلك ببيان رسمي ينتقد فيه إصرار البعض على اختلاق وتكريس صورة نمطية سالبة تلصق تهمة الإرهاب ببعض المواطنين المصريين المقيمين أو الزائرين للسودان. إضافة إلى إيهام المشاهدين بأن بعض أجزاء السودان كانت مسرحاً لبعض أحداث المسلسل، واستخدمت العديد من الوسائل كلوحات السيارات السودانية التي تعد رمزاً سيادياً لا يجوز التعامل به إلا بعد الحصول على موافقة من السلطات السودانية المختصة.

واستجابة لهذا الإجراء السوداني الحاد؛ أعلن مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام حذف مشاهد من مسلسل مصري احتجّت عليه الخرطوم.

دلالات

المساهمون