موسم رمضاني جديد لعروض التنورة بمصر

وكالة الغوري تبدأ الموسم الرمضاني لعروض التنورة في مصر

21 مايو 2018
تكونت الفرقة سنة 1988 (أورهان أكنات/الأناضول/Getty)
+ الخط -
تبدأ مساء اليوم، تحت إشراف صندوق التنمية الثقافية في مصر، حفلات فرقة التنورة التراثية بوكالة الغوري بقلب القاهرة الفاطمية، على أن تستمر العروض طوال شهر رمضان، أيام السبت والاثنين والثلاثاء والأربعاء، في تمام التاسعة.

وتعد فرقة التنورة للفنون التراثية، التي يديرها الفنان محمود عيسى، إحدى الفرق الفنية التابعة لوزارة الثقافة. وتكونت الفرقة سنة 1988 بمقر قصر الغوري للتراث، وتقدم عروضها بصفة دورية طوال العام، بالإضافة إلى مشاركاتها الدولية. ويعد شهر رمضان موسماً استثنائياً نظراً للإقبال الجماهيري على الأمسيات الفنية.

وبالرغم من الأصول العثمانية الصوفية لرقصة التنورة؛ فإن الفرقة تصبغ أداءها بالروح المصرية، حيث تقدم الفرقة عرضها بمصاحبة الآلات الموسيقية الشعبية كالربابة والسلامية والمزمار والصاجات والطبلة، في حين يقوم أحد المنشدين الشعبيين بالغناء الديني والشعبي المصاحب لرقص الفرقة.

وتهدف رقصة التنورة لإظهار مهارات الراقص في استخدام التنانير وتشكيلها وإبراز لياقته البدنية مع استخدام الجمل الموسيقية والإيقاع السريع المتنوع، إذ تعتمد العروض على راقص التنورة (اللفيف) والراقصين (الحناتية) الذين يرقصون بانتظام وفي أيديهم آلة الإيقاع (المزهر). وجميع أفراد الفرقة من راقصين وموسيقيين هم فنانون شعبيون تلقائيون تعلموا بالوراثة.

أما عن البعد الفلسفي والتاريخي لهذه الرقصة الدائرية؛ فيعود إلى المفهوم المولوي (نسبة لمولانا جلال الدين الرومي) القائل بأن الحركة في الكون تبدأ من نقطة وتنتهي عند ذات النقطة، ولذلك تكون الحركة دائرية. وعندما يدور راقص التنورة حول نفسه فكأنه الشمس يلتف حوله الراقصون الذين يمثلون الكواكب. كما أنهم يرمزون من خلال الدورات المتعاقبة، عكس اتجاه عقارب الساعة وباتجاه طواف الحجاج والمعتمرين بالكعبة، إلى تعاقب الفصول الأربعة، وحين يقوم راقص التنورة برفع يده اليمنى من أعلى ويده اليسرى إلى أسفل فهو يعقد الصلة ما بين الأرض والسماء؛ وكأنه بدورانه حول نفسه يتخفف من كل شيء قاصداً الصعود إلى السماء.

جدير بالذكر أن وكالة الغوري مبنى أثري، يقع ضمن مجموعة معمارية بنيت في آخر العصر المملوكي، زمن السلطان قنصوة الغوري، آخر السلاطين المماليك، الذي تولى حكم مصر حتى سنة 1516. وقد افتتحت وكالة الغوري سنة 2005 أبوابها باعتبارها موقعاً أثرياً ومركزاً ثقافياً، تحت إشراف وزارة الثقافة، حيث يقوم بالعديد من الأنشطة الفنية والتنموية والثقافية طوال العام.


المساهمون