خشب الزيتون... إعادة تدوير الشجرة لتصبح تحفة

خشب الزيتون... إعادة تدوير الشجرة لتصبح تحفة

16 مايو 2018
أعمال يدويّة دون استخدام الآلات الصناعية (العربي الجديد)
+ الخط -
الحفر على الخشب وصناعة لوحات تذكارية وتحف، يعتبران من الحرف القديمة، والتي تحتاج إلى الوقت والجهد والدقة في التصميم. عادةً، تُستخدم أنواع عدّة من الأخشاب، لكن أكثر الأخشاب استخداماً هي من شجر الزيتون.
ريّا غندور، من مدينة النبطية في جنوب لبنان، تقوم بالأعمال الحرفيّة منذ 15 عاماً؛ لكنها افتتحت مشغلها الخاص منذ عشرة أعوام. في حديثٍ إلى "العربي الجديد"، تقول: "أقوم بالأعمال الحرفيّة المصنوعة من الخشب، وهي كلها أعمال يدويّة من دون استخدام الآلات الصناعية. أنا أقوم بالعمل كله ولا أستخدم قطعاً خشبية للتعديل عليها. هذه الحرفة كانت في البداية هواية إلى أن طوّرت نفسي بنفسي وصارت صنعة أقوم بها".

تلفت غندور إلى أنها تقوم بصناعة التحف واللوحات من خشب الزيتون الذي تحصل عليه عندما يتم قص الأخشاب التالفة من الشجرة، وبدلاً من أن يتم حرقها أو استخدامها للمدافئ، تقوم باستخدامها لصناعة التحف واللوحات.
تضيف: "أقوم بصناعة أي فكرة أو تصميم من الخشب، لتصبح صالحةً كلها هدايا للمناسبات؛ لأن منها ما تكون لوحات خاصة للأم أو للحبيب، أو تحمل أبيات شعر، أو أسماء معينة، وبحسب طلب الزبائن الذين يحبون اقتناء هذه الأخشاب".
تؤكد غندور، في حديثها: "أستخدم آلات يدوية من المنشار إلى الشاكوش (المطرقة) والمبرد ومواد أخرى لازمة للعمل، وهذه المشغولات اليدوية تستغرق وقتاً طويلاً لإنجازها، كما أنها تحتاج إلى جهد ودقة، وإذا لم تكن هواية للشخص الذي يعمل بها فقد يمل من العمل عليها بسرعة، لأن أجمل ما في هذه الحرفة هو عشقها والإحساس بها".
وعن مراحل عملية الحفر على الخشب، توضّح: "يتم تنظيف الخشب أولاً، ثم تبدأ عملية التأسيس قبل الحفر؛ حيث يتم حفر الشكل أو الاسم أو الجملة التي ستتكون منها اللوحة، تليها عملية اللصق على الخشب بواسطة الغراء، وبعد أن يجف، يتم تنظيفه مرة أخرى ورشه بمادة لامعة حافظة وننتظر إلى أن تجف".
لا تملك ريّا معرضاً لمنتوجاتها، بل تسوّق المنتوجات عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي، وقد فوجئت بعدد الذين يطلبون ما تنتجه من أعمال حرفيّة. حول هذه النقطة، تقول: "صرت مقصداً من مختلف المناطق اللبنانية؛ لأن هذه القطع تعتبر من الهدايا المميزة والخاصة بالشخص المعني، وعادة ما يطلب الزبائن هدايا عليها اسم شخص معين لمناسبة زفاف أو عيد ميلاد، وأحياناً فقط للذكرى الشخصية".
أما بالنسبة للأسعار، فهي تختلف بحسب القطعة والعمل والجهد المبذولين عليها؛ إذ تبدأ من دولار أميركي واحد، وقد تصل إلى ثلاثمائة دولار. وتشير إلى أن الطلب على هذه الهدايا التذكارية يزدهر في المناسبات وفي فصل الصيف بشكل عام. 
عموماً، تجدر الإشارة إلى أن الحفر على الخشب هو حرفة قديمة جداً، عرفتها حضارات عديدة، مثل البيزنطية والساسانية، وكذلك عرفتها حضارات وعصور عربية وإسلامية أيضاً، مثل العباسية والمملوكية والفاطمية، وكانت هذه الحرفة تُستخدم بشكل أساسي لحفر الزخارف الإسلامية والآيات القرآنية في المساجد، ولاحقاً راحت تُستخدم، أيضاً، لتزيين أثاث المنازل.

دلالات

المساهمون