ماجد الناقولا... رحلة رسّام من دمشق إلى لندن
نيكولاي، رسّام سوري يحمل موهبة تفتّحت براعمها في باب توما في مدينة دمشق القديمة. مدينة الياسمين التي لم تكتف أن تكون فقط مقصداً ومنطلقاً للرسل والقديسين على مرّ التاريخ، بل أبهرت العالم بفنها الذي انتشر في مختلف بقاع العالم.
وبما أنّ الفن عادة ما يختبئ في الزوايا ويقبع في الأزقة الضيقة، قابلت هناك الفنان، ماجد الناقولا، المعروف باسم نيكولاي في شارع سكني في عاصمة الضباب، بعيداً عن ضجيج العالم.
كان محلّه مكتظاً باللوحات الزيتية التي تنوّعت بين رسومات الوجوه والمناظر الطبيعية والأحداث التاريخية. "فتحت المحل منذ 4 سنوات، وبدأت ميولي إلى الرسم وأنا في عمر 3 سنوات حين كنت طفلاً في سورية"، يقول نيكولاي ويتابع أنّ أهله رفضوا أن يتخذ من موهبته مهنة، حتى أنّ والده قال له في يوم من الأيام: "روح شفلك شغلة تاكل منها خبز شو لاحقلي هاي الألوان". وذات مرّة حين كان في الثانية عشرة من العمر تقريباً، رمت والدته جميع ألوانه وأعطت لوحاته إلى جارهم الحدّاد، لانّه أصلح لها قارورة الغاز.
"إحدى هذه اللوحات كانت عزيزة جداً علي، وهي لحصان يبدو حزيناً لفقدانه شريكته. أهلي لم يحاولوا منعي من خوض هذا المجال عن سوء نية. لكن كنا سبعة أولاد والله يعينهم، لأنّهم لم يروا فيها مهنة تجلب المال". يضيف نيكولاي. بيد أنّ ممانعة أهله لم تثبط عزيمته، وما لبث أن نضج واستقلّ حتى طار إلى أمستردام لتطوير موهبته وثقلها، فدرس فن الرسم بالزيت، بعد أن تخلى عن دراسة الأدب العربي وهو في سنته الجامعية الرابعة.
شارك نيكولاي بمعارض عديدة، وكتبت عن فنّه الصحافة في أمستردام، كما أجرى عدداً من المقابلات التلفزيونية. أمضى عشر سنوات في أمستردام، حيث كان الطلب يزداد على لوحاته الشرقية، إحداها تواجدت في أحد أركان محله المتواضع، وكانت لفتاة سورية من جنوب السويدا، ترتدي اللباس التقليدي، وأخرى عبارة عن طيف دمشق القديمة التي رسمها حسب رؤيته لها، حيث ولد وعاش. كذلك أتقن نيكولاي رسم سوق الحميدية الشهير في دمشق، حيث يباع السجاد والملابس وكل ما قد يخطر على البال. يعلّق نيكولاي بحسرة:" هذه المناطق الجميلة التي كانت متنفّسا لنا، حرمنا منها بسبب الحرب". ويضيف: "في الأغلب، كنت أرسم شرقيات وخطا عربيا. هذه الصورة هي للعرب أيام الأندلس وهنا زوجة زرياب المغني الشهير".
لا تزال علاقات نيكولاي في بريطانيا مقتصرة على السفارات الأجنبية بالإجمال، والطلبات هي في الأغلب على البورتريه، الذي يبلغ سعره حوالي 250 جنيها، ويختلف حسب الصورة. ويحاول شق طريقه للوصول إلى الأشخاص الذين يقيّمون هذا الفن، لأنّه يهتم بالنوعية ولا يريد أن يصبح عبداً للعمل. كما يوضح أنّ رسم البورتريه، قد يأخذ من وقته حوالي شهر، وذلك كي تجف ليضيف عليها طبقة ثانية وثالثة، لذلك يعمل على أكثر من رسم في الوقت ذاته. لا يحتاج نيكولاي إلى تواجد الشخص أمامه كي يرسمه بل هو قادر على رسم لوحة بالجماليات الزيتية طبق الأصل عن أي صورة تطلب منه.
"الجالية العربية الموجودة في بريطانيا لا تزال على غير دراية بي، وعلاقاتي هي مع السفارات الاجنبية لا العربية. هناك أساليب معينة ارسم بها، فأحياناً ارسم على الحجر، أو على ورق الشجر المجفف".
وفي محل نيكولاي نجد نماذج لوحات لمشاهير مثل ليوناردو دي كابريو وملكة بريطانيا ونيلسون مانديللا، وهو يختار المشاهير كي يدرك الناس قدرته على إتقان الملامح بما أنّها معروفة لدى الغالبية. ويقول إنّه يحب التفاصيل في فنّه، لأنّ الشرقيين يعشقونها، لذلك يرغب بالوصول إلى الجالية العربية، وهناك أقلية من العرب ممن تهتم بالفن، لأنّنا لم نتعلم في مناهجنا الدراسية الاهتمام بالفن أو تقدير الفنان.
اقــرأ أيضاً
"هدفي التواصل مع العرب من خلال مراكز ثقافية والتواصل الإنساني والاجتماعي لأنني أرغب بالمساهمة بأعمالي الفنية كوني جزءا من هذه الجالية الموجودة في بريطانيا. اشتركت بمعرض لأطفال سورية، وكان 50 في المائه من ريعه لهؤلاء الصغار، وكان معي ثلاثة فنانين إنكليز، وذلك برعاية جمعية إنسانية سورية، وتم شراء آلة لعلاج الكلى، بالمبلغ الذي تم جمعه مع مساهمة الدولة ومؤسسات".
وبما أنّ الفن عادة ما يختبئ في الزوايا ويقبع في الأزقة الضيقة، قابلت هناك الفنان، ماجد الناقولا، المعروف باسم نيكولاي في شارع سكني في عاصمة الضباب، بعيداً عن ضجيج العالم.
كان محلّه مكتظاً باللوحات الزيتية التي تنوّعت بين رسومات الوجوه والمناظر الطبيعية والأحداث التاريخية. "فتحت المحل منذ 4 سنوات، وبدأت ميولي إلى الرسم وأنا في عمر 3 سنوات حين كنت طفلاً في سورية"، يقول نيكولاي ويتابع أنّ أهله رفضوا أن يتخذ من موهبته مهنة، حتى أنّ والده قال له في يوم من الأيام: "روح شفلك شغلة تاكل منها خبز شو لاحقلي هاي الألوان". وذات مرّة حين كان في الثانية عشرة من العمر تقريباً، رمت والدته جميع ألوانه وأعطت لوحاته إلى جارهم الحدّاد، لانّه أصلح لها قارورة الغاز.
"إحدى هذه اللوحات كانت عزيزة جداً علي، وهي لحصان يبدو حزيناً لفقدانه شريكته. أهلي لم يحاولوا منعي من خوض هذا المجال عن سوء نية. لكن كنا سبعة أولاد والله يعينهم، لأنّهم لم يروا فيها مهنة تجلب المال". يضيف نيكولاي. بيد أنّ ممانعة أهله لم تثبط عزيمته، وما لبث أن نضج واستقلّ حتى طار إلى أمستردام لتطوير موهبته وثقلها، فدرس فن الرسم بالزيت، بعد أن تخلى عن دراسة الأدب العربي وهو في سنته الجامعية الرابعة.
شارك نيكولاي بمعارض عديدة، وكتبت عن فنّه الصحافة في أمستردام، كما أجرى عدداً من المقابلات التلفزيونية. أمضى عشر سنوات في أمستردام، حيث كان الطلب يزداد على لوحاته الشرقية، إحداها تواجدت في أحد أركان محله المتواضع، وكانت لفتاة سورية من جنوب السويدا، ترتدي اللباس التقليدي، وأخرى عبارة عن طيف دمشق القديمة التي رسمها حسب رؤيته لها، حيث ولد وعاش. كذلك أتقن نيكولاي رسم سوق الحميدية الشهير في دمشق، حيث يباع السجاد والملابس وكل ما قد يخطر على البال. يعلّق نيكولاي بحسرة:" هذه المناطق الجميلة التي كانت متنفّسا لنا، حرمنا منها بسبب الحرب". ويضيف: "في الأغلب، كنت أرسم شرقيات وخطا عربيا. هذه الصورة هي للعرب أيام الأندلس وهنا زوجة زرياب المغني الشهير".
لا تزال علاقات نيكولاي في بريطانيا مقتصرة على السفارات الأجنبية بالإجمال، والطلبات هي في الأغلب على البورتريه، الذي يبلغ سعره حوالي 250 جنيها، ويختلف حسب الصورة. ويحاول شق طريقه للوصول إلى الأشخاص الذين يقيّمون هذا الفن، لأنّه يهتم بالنوعية ولا يريد أن يصبح عبداً للعمل. كما يوضح أنّ رسم البورتريه، قد يأخذ من وقته حوالي شهر، وذلك كي تجف ليضيف عليها طبقة ثانية وثالثة، لذلك يعمل على أكثر من رسم في الوقت ذاته. لا يحتاج نيكولاي إلى تواجد الشخص أمامه كي يرسمه بل هو قادر على رسم لوحة بالجماليات الزيتية طبق الأصل عن أي صورة تطلب منه.
"الجالية العربية الموجودة في بريطانيا لا تزال على غير دراية بي، وعلاقاتي هي مع السفارات الاجنبية لا العربية. هناك أساليب معينة ارسم بها، فأحياناً ارسم على الحجر، أو على ورق الشجر المجفف".
وفي محل نيكولاي نجد نماذج لوحات لمشاهير مثل ليوناردو دي كابريو وملكة بريطانيا ونيلسون مانديللا، وهو يختار المشاهير كي يدرك الناس قدرته على إتقان الملامح بما أنّها معروفة لدى الغالبية. ويقول إنّه يحب التفاصيل في فنّه، لأنّ الشرقيين يعشقونها، لذلك يرغب بالوصول إلى الجالية العربية، وهناك أقلية من العرب ممن تهتم بالفن، لأنّنا لم نتعلم في مناهجنا الدراسية الاهتمام بالفن أو تقدير الفنان.
"هدفي التواصل مع العرب من خلال مراكز ثقافية والتواصل الإنساني والاجتماعي لأنني أرغب بالمساهمة بأعمالي الفنية كوني جزءا من هذه الجالية الموجودة في بريطانيا. اشتركت بمعرض لأطفال سورية، وكان 50 في المائه من ريعه لهؤلاء الصغار، وكان معي ثلاثة فنانين إنكليز، وذلك برعاية جمعية إنسانية سورية، وتم شراء آلة لعلاج الكلى، بالمبلغ الذي تم جمعه مع مساهمة الدولة ومؤسسات".
تصوير ومونتاج أحمد الداوودي
