أول مهرجان دولي للكسكسي في الجزائر

أول مهرجان دولي للكسكسي في الجزائر

11 مايو 2018
يستعرض المهرجان لزواره كيفية تحضير الكسكسي(فيسبوك)
+ الخط -



يحتضن قصر المعارض "رياس البحر" بباب الواد في الجزائر العاصمة، فعاليات الطبعة الأولى من المهرجان الدولي للكسكسي، الذي يعتبر من الأكلات الشعبية، وقد خصص له ثلاثة أيام من أمس الخميس وحتى يوم السبت المقبل، بمشاركة 15 ولاية، إلى جانب مشاركين من تونس والمغرب ومصر.

وشمل برنامج التظاهرة المخصصة لطبق الكسكسي خلال اليوم الأول، معرضاً للكسكسي التقليدي من مختلف المناطق، واستعراضاً أمام الزوار لكيفية تحضير الكسكسي، ثم مسابقة وطنية لتحضير الكسكسي بمشاركة ممثلي عدة ولايات، تسلم خلالها خمس جوائز للفائزين ستوزع يوم الاختتام.

أما برنامج اليوم، فيتضمن مسابقة دولية في تحضير الكسكسي مع مواصلة معارض الصناعات التقليدية التي ترافق الحدث، والتي قدمت مختلف الأواني وأدوات تحضير الكسكسي عبر مختلف الأزمنة.

ويستضيف المهرجان زواره في اليوم الثالث، بمائدة ضخمة للتذوق بساحة البريد المركزي وسط العاصمة، لاكتشاف أنواع مختلفة من أطباق الكسكسي، وأيضا استعراض للطبخ الكسكسي المغربي.

ويسدل الستار على الفاعلية، التي بادرت بتنظيمها وكالتا تنظيم الفعاليات الفنية (Nexus corp) وشهرة للإنتاج (Chohra PROD) تحت رعاية وزارتي الثقافة والشباب والرياضة، بتكريم المشاركين الفائزين في المسابقات التي يتم تنظيمها.

ويجمع الباحثون على أن الكسكس ذو أصول أمازيغية، وهو ملك مشترك لشعوب المنطقة، وُجد قبل أن تظهر الدول الموجودة حالياً. وامتدت شهرة طبق الكسكس إلى جميع أنحاء العالم وأصبح كل بلد يعده بطرق مختلفة. والكسكسي له مسميات عديدة منها "الكسكس"، وبالأمازيغي ينطق "سيكسو"، وهي كلمة أمازيغية ذكرها ابن دريد في جمهرة اللغة في القرن العاشر للميلاد.



وهناك تنافس مغاربي على هذا الطبق، حيث يدرس خبراء في دول المغرب العربي، تقديم مشروع مشترك لإدراج طبق الكسكسي في قائمة التراث العالمي التي تعدها اليونسكو، وسيكون التصنيف لهذا الموروث كتراث عالمي "اعترافاً وأداة لتعزيز الروابط المتينة بين الشعوب التي  تستجيب لنفس التقاليد، من خلال نفس التعابير المتعلقة بالطبخ، من حيث إن الكسكسي، عنصر ثقافي، يُعدّ وسيلة لتقريب الشعوب من بعضها بعض" بحسب تعبير ويزة غاليزي، الباحثة بالمركز الوطني للأبحاث فيما قبل التاريخ وعلم الإنسان بالجزائر.

وأشارت الباحثة إلى أن طبق الكسكسي يمثل "مركباً من مركبات الهوية الثقافية، ويرمز إلى كل ما هو قرباني، ويميز الأحداث الهامة في السعادة أو المأساة، على مستوى العائلات والجماعات".

وتختلف طريقة عمل الكسكسي بين المدن والمناطق وبين البلدان، فالكسكسي الجزائري له أسراره، وأيضا الكسكسي المغربي له ما يميزه. والكسكسي التونسي مختلف وله نكهته، وخاصة الكسكسي بالسمك الذي ينفرد به المطبخ التونسي.

ويصنع الكسكسي من سميد مع الطحين، وتبل اليد بالماء والملح وتفرك عليه بطريقة دائرية إلى أن تتشكل كرات الكسكس في شكل حبيبات صغيرة، ويطبخ بالبخار ويضاف إليه اللحم، أو الخضار، أو الفول الأخضر المقور، أو الحليب، أوالزبدة والسكر الناعم حسب الأذواق والمناسبات، ويتناول بالملاعق أو باليد.


ويحضر الكسكسي دائماً في أيام العطل والأعياد وعلى المائدة الرمضانية في أغلب مناطق شمال أفريقيا، (المغرب – الجزائر - موريتانيا - تونس – ليبيا)، وبجزيرة صقلية بإيطاليا وحتى في فرنسا، حيث يمثل ثاني أكلة مفضلة لدى الفرنسيين.

المساهمون