المسلسلات المصرية: ماذا يحمل الموسم الرمضاني للمشاهدين؟

المسلسلات المصرية: ماذا يحمل الموسم الرمضاني للمشاهدين؟

30 ابريل 2018
يترقب المشاهدون أهمّ الأعمال الدرامية (Getty)
+ الخط -

قبل أن يبدأ موسم المسلسلات الدرامية المصرية في رمضان، بدا واضحاً أن أسباباً كثيرة تجعله مختلفاً عما سبقه، على مستوى الصناعة ووسائل العرض والتلقي. أسبابٌ تدعو إلى الحماس والتفاؤل، وغيرها يدعو إلى الإحباط والتخوف وانتظار الأسوأ، بينها ما له علاقة بالعاملين أنفسهم، وأكثر منها متعلق بالظروف التي باتوا يعملون فيها. من بين أول أسباب الترقُّب والتخوفات، اتساع دائرة الرقابة. إذْ ازدادت الجهات الرقابيَّة كلجنة الدراما والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام التابعة له، إضافة إلى جهاز حماية المستهلك، ومذيعي "التوك شو"، والمحامين المدافعين عن "الأخلاق والوطن".

ثاني هذه الأسباب، هو الاتّفاق الذي عقده رؤساء مجالس إدارات قنوات "دي إم سي" و"أون تي في" و"سي بي سي" و"الحياة" و"النهار"، والذي يقضي بعدم شراء أيّ مسلسل درامي، تتعدَّى قيمته السبعين مليون جنيه، وألا يتعدَّى إجمالي قيمة المحتوى المشترى للعرض على كل قناة خلال رمضان مائتين وثلاثين مليون جنيه. هذه القرارات أدَّت إلى ارتباك وكساد شديد في الصناعة، وترقُّب لدى الصناع لرؤية ما إذا كانت تلك القنوات ستتجاوز أو تلتف على هذا القرار.

فيما ينتظر المتابعون تأثيرات ذلك على محتوى هذه القنوات والتنافس بينها. نعرض هنا أهمّ الأعمال المرتقبة:

آهو ده اللي صار

تعود روبي إلى البطولة بعد إخفاق العام الماضي في مسلسل "رمضان كريم" الذي تقلَّصت مساحة دورها فيه بشكل أثار استياءها، وهذه المرة تشارك البطولة مع أحمد داود ومحمد فراج القادمين من العام الماضي بنجاح عريض في مسلسل "هذا المساء". وتعد التجربة مثيرة للاهتمام لأنها الأولى للجميع سويًا، فالتعاون هو الأول كذلك للمخرج السوري حاتم علي مع السيناريست عبد الله كمال، الذي حقق نجاحاً طيباً في موسم رمضان، خلال السنوات الماضية.



أبو عمر المصري

يعود أحمد عزّ، للدراما بمسلسلٍ مأخوذ عن روايتين حققتا نجاحاً كبيراً "أبو عمر المصري" و"مقتل فخر الدين" للكاتب عز الدين شكري. وتمثّل تحدياً في كون المعالجة في الرواية مختلفة لتحوُّل الشباب إلى التطرُّف. كما أن تحدِّيا آخر يتمثل في كونها اختبارا جديدا لبراعة الكاتبة مريم نعوم في التعامل مع النصوص الأدبية، وتحويلها إلى مسلسلات درامية. لكن، يبقى التخوف من قدرة المخرج الشاب، أحمد خالد موسى، على إدارة كل هذه التحديات والخروج بعمل جيد.



عوالم خفية

لم يكن الجديد في مسلسل عادل إمام هذا العام ابتعاده عن منتجه المفضل تامر مرسي، وشاشة عرضه الحصرية قنوات "إم بي سي" فقط، بل إنه انفصل كذلك عن كاتبه الأثير منذ سنوات طويلة يوسف معاطي، وتعاون مع ورشة سيناريو من ثلاثة مؤلفين شباب والكثير من ضيوف الشرف، وصورة مع سمير غانم حركت مشاعر الكثير من المشاهدين.



نسر الصعيد

اختفى محمد رمضان، العام الماضي، بعد غيابه لأداء الخدمة العسكرية، حينها كان الرقم الأعلى والأبرز في نسب المشاهدة والأجر والاحتفاء الشعبي والهجوم النقدي والخلافات في التعاقدات مع المنتجين. يخوض الضابط زين صالح القناوي مواجهة مع كبار مجرمي الصعيد وأبرزهم المعلم هتلر (سيد رجب) بملامح شخصية أقرب إلى خليط من أعمال أحمد زكي. مع نفس كاتبه المفضل محمد عبد المعطي، وفي تعاون درامي أول مع ياسر سامي وبكثير من الأخبار الصحافية عن اعتراضات الممثلات على اختزال أدوارهن على حساب أخريات ننتظر اختبارا جديدا، إما يعزز مكانة الأسطورة أو يضعها في حجم آخر.




أيوب


من خلال الإعلان التشويقي للمسلسل، يبدو أن أحدهم نصح مصطفى شعبان بالخروج من جلباب نور الشريف، وتعدد الزوجات، وخلافات معلمي وتجار المخدرات. واتجه إلى أجواء السجون والانتقام التي عادة ما تجذب الجمهور المصري لما فيها من صراعات وتشويق. موظف مكافح يدخل إلى السجن ظلماً، فيواجه الكثير من المصاعب في الداخل. وبعدها يخرج للانتقام، فكرة جديدة جداً كما نرى!




لدينا أقوال أخرى 


خلال العامين الماضيين، جربت يسرا أدواراً مختلفة، شريرة وقاتلة في "فوق مستوى الشبهات"، ومديرة مكتب لتشغيل العاملات في المنازل في "الحساب يجمع". هذه المرة تعود إلى قواعدها وتقدم شخصية مستشارة في القضاء، لكن التحدي هذه المرة في التأخر الشديد في تصوير أحداث المسلسل بعد تعرّض يسرا لإصابة عطلت العمل لمدة أسبوعين، وغاب حتى الإعلان التسويقي للمسلسل حتى وقت متأخر.




طايع 

عمرو يوسف في شخصية صعيدي. والثلاثي محمد وخالد وشيرين دياب كمؤلفين، وعمرو سلامة مخرجًا. كثير من العناصر والمكونات التي تدفع للترقب وانتظار النتائج. تدور أحداث المسلسل في الظروف المعتادة لأعمال الصعيد. كثير من تجارة الآثار والثأر.



أرض النفاق 


ما الذي دفع محمد هنيدي إلى الإقدام على هذه التجربة، الفيلم الذي قدَّمه فؤاد المهندس عن عمل يوسف السباعي في أذهان الجميع، والمقارنة بين الأعمال التي أعيد تقديمها بصورة عصرية لم تنته لصالحها مطلقًا، والعام الماضي شهد ذلك مع "لا تطفئ الشمس". يقول صناع العمل إن الرؤية التي أعاد بها السيناريست أحمد عبد الله صياغة الفكرة هي التي حمست الجميع. لكن الاختيارات كاختيار الصحافي إبراهيم عيسى وهنا شيحة ونجوى فؤاد، وكذلك مخرج العمل محمد العدل الذي أكمله بعد حبس المخرج الأول سامح عبد العزيز، تبدو غير مبشرة على الإطلاق.




بالحجم العائلي

يقول يحيى الفخراني إن ما شجعه على التعاون مع هالة خليل في تجربتها في فيلم "أحلى الأوقات"، وقدرتها على صناعة فيلم خفيف الظل إخراجياً، وكذلك تجربة السيناريست محمد رجاء مع يسرا، وهو تغيير كبير يقدم عليه الفخراني بعد مسلسلات غلب عليها الجانب الحكمي والأبوي. لكنه هذه المرة يؤدي دور سفير متقاعد يتجه للطبخ في إحدى المناطق الساحلية.




اختفاء

خدعت نيللي كريم المشاهدين، في بداية العام الماضي، بنشرها صوراً لها تضحك على الشاطئ، معلنة أنها قررت تغيير خطتها وهجرت النكد، إلا أن مسلسلها "لأعلى سعر" كان جرعة كثيفة من الخيانة الزوجية ومشاعر الهجر والمؤامرات. هذا العام تتنقل بين عصور مختلفة، وبين مصر وروسيا في رحلة بحث عن زوجها. لا نظن أنها ستكون خالية من النكد.




كلبش 2

فور انتهاء موسم رمضان الماضي بنجاح مسلسل كلبش بشكل غير متوقع ألحّ بطله أمير كرارة في نفي نية تقديم جزء ثان، رغم الاعلان عن ذلك في نهاية الحلقات، لارتباطه بعقد مع شركة أخرى. لكن الرغبة في استثمار هذا النجاح أزالت الخلافات بين الشركتين ليبقى تحدي تقديم الجديد في العمل. خصوصا مع تقديم العديد من المسلسلات الأخرى لشخصية ضابط الشرطة الشريف الذي يصارع من أجل نصرة المظلومين والقضاء على الفساد.




عزمي وأشجان

باسم مأخوذ من المسلسل المثير للسخرية عن قصة حب تجمع بين الروائية "أشجان" وفيفي عبده وكمال أبو رية يعود حسن الرداد وإيمي سمير غانم لتعاون أول بعد زواجهما في وقت تغيب فيه دنيا سمير غانم التي أحبط مستوى مسلسلها العام الماضي الكثيرين. تدور أحداث المسلسل حول جرائم نصب واحتيال يرتكبها الإنسان عن طريق التنكر في شخصيات مختلفة.



طبعاً ليست هذه كل الأعمال المنتظرة، وربما يثير غيرها اهتمام وترقب المتابعين، لكن يبقى علينا الانتظار لنرى ما سيفعله هذا الموسم بصناعة الدراما، وبمشاهدين يترقبون جديداً كل عام فلا يجدون سوى عملين حقيقيين بين كل هذا الطوفان.

المساهمون