مخاوف بـ"عاصمة الصراصير" من معمل ينتج المليارات منها سنوياً

مخاوف بـ"عاصمة الصراصير" من معمل ينتج المليارات منها سنوياً

26 ابريل 2018
قد يسبب هروب المستعمرة كارثة بيئية (فيسبوك)
+ الخط -
يعمل متخصصون في أحد المصانع في الصين، على إنتاج الصراصير وتنميتها باستخدام برامج الذكاء الصناعي، حيث نجحوا بإنتاج أكثر من 6 مليارات من هذه الكائنات كل عام، لاستخدامها في صناعة الأدوية الشائعة في الطب الصيني التقليدي، مما ولّد مخاوف كبيرة من تطوير سلالات جديدة متفوقة.

ويشكل المصنع متعدد الطابق، الذي تفوق مساحته امتداد ملعبين رياضيين، في مدينة Xichang الشهيرة باسم "عاصمة الصراصير"، خطرًا على 800 ألف شخص يسكنون بجواره، بسبب الكارثة المحتملة في حال هربت مستعمرة الصراصير، إذ ينتج أكثر من 28000 صرصار كامل الحجم، لكل قدم مربعة، كل عام، وفقًا لموقع "ديلي ميل".

ويعتبر المصنع أيضًا كابوسًا واقعيًا لا يوجد مثله في أي مكان في العالم، لمن يعانون رهاب الصراصير، لأنه ينتج هذه الكائنات بأعداد لا تصدق، من خلال تسريع عملية تكاثرها، بتوفير الظروف المثالية لذلك، مما يولد قلقًا كبيرًا من احتمالية إنتاج طفرات جديدة، قد تدمر المناطق المحيطة في حال هربها.

ونفى البروفيسور تشو تشاودونغ، المتخصص في دراسة تطور الحشرات في الأكاديمية الصينية للعلوم ببكين، إمكانية هرب مستعمرة الصراصير، إلا أنه أكد أن حدوث ذلك بسبب خلل ما في المصنع، قد يشكل كارثة بيئية خطيرة، وأضاف: "يجب أن تكون خطوط الدفاع في المعمل مدروسة بشكل دقيق، لتجنب حادثة لا تحمد عقباها".

كما أكد البروفيسور تشو، أن كل صرصار هو كائن متفوق، وأن الطبيعة الأم قامت بعملها بالفعل، لذلك لم يبق لدى العلماء الشيء الكثير ليقوموا به من أجل تحسين السلالات، وأشار إلى أن هذه الكائنات ذات الأرجل الست، التي يعتقد وجودها منذ عصر الديناصورات، تتمتع بقدرة كبيرة على الانتشار، مما يمكنها من تدمير بلدة كاملة إذا كانت الظروف الجوية مناسبة لذلك.

ويقع المصنع في مدينة Xichang، في مقاطعة Sichuan الجنوبية الغربية في الصين، وصمم بنظام وصول صعب جدًا لداخله، حيث يحافظ المتخصصون والذكاء الصناعي على شروط بيئية محددة ومناسبة لتكاثر الصراصير، التي تعيش فيه بظلام دامس، وتتمتع بحرية التنقل والتكاثر والتغذية كما يحلو لها.

ولا يوجد الكثير من التفاصيل عن الجزء الداخلي من المبنى الغامض، المليء بالكائنات ذات الأرجل الست، بسبب محدودية صلاحية الدخول إليه، وقلة عدد البشر الذين يعملون في داخله، لتجنب احتمالية انتقال أي ملوثات أو مسببات للمرض إليهم، رغم ارتدائهم السترات العازلة.

وصمم المعمل الضخم لإنتاج الصراصير بكميات كبيرة، تضمن تزويد الصينيين دائمًا بالأدوية المصنوعة منها، حيث تؤخذ هذه الكائنات بعد بلوغها النضج، وتضخ إلى آلات الطحن، ثم تستخدم مساحيقها لتصنيع جرعات العقاقير التقليدية، ويعتقدها الصينيون العامل الرئيسي لشفاء أمراض عدة، بما فيها آلام المعدة.

وتستخدم أكثر من 4000 مستشفى في الصين، الأدوية المصنوعة من مساحيق الصراصير ، وتكلف الزجاجة الواحد التي يبلغ حجمها 100 مل من هذه الأدوية، حوالي 8 دولارات.

 (العربي الجديد)


 

دلالات

المساهمون