اكتشاف مومياء قد تحل لغز اختفاء جثمان ملك إيراني

اكتشاف مومياء قد تحل لغز اختفاء جثمان ملك إيراني قبل نصف قرن

25 ابريل 2018
اعتقدوا أن عائلة الشاه أخذت جثته حين فرت (فيسبوك)
+ الخط -

عثر مؤخرًا على جثة محنطة في إيران، يعتقد أنها قد تكون جسد والد الشاه الأخير، الذي أدخل تحديثات كبيرة على البلاد في الثلاثينيات من القرن الماضي، من خلال السماح للنساء بالسير في الأماكن العامة.

وذكرت العديد من التقارير الإعلامية، أن رفات رضا شاه بهلوي المحتملة، عثر عليها خلال أعمال بناء في مزار شيعي بالقرب من موقع ضريح ملكي سابق في طهران، وانتشرت صورة الجثة الملفوفة بالشاش، على نطاق واسع على مواقع التواصل في إيران، وخاصة بعد أن صرح حسن خليل عبادي، رئيس لجنة التراث الثقافي والسياحة بمجلس مدينة طهران، أن المومياء قد تكون جثة رضا البهلوي.

وأكدت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، أن حفارًا كان يزيل الحطام في مزار عبد العظيم الشيعي، كشف النقاب عن الجثة، التي ستجرى عليها اختبارات الحمض النووي للتأكد من هويتها، مما سبب ضجة كبيرة، بسبب أهمية رضا شاه في التاريخ الإيراني، إذ يعتبر مؤسس إيران الحديثة، فهو من أمر الدبلوماسيين الأجانب بالتوقف عن تسميتها "بلاد فارس"، وفقًا لموقع "إندبندنت".




وكان مؤسس سلالة بهلوي، أصدر مرسومًا عام 1936 يمنع فيه النساء من ارتداء الملابس السوداء الطويلة المعروفة باسم "الشادور"، إلا أنه أقيل في وقت لاحق وتوفي في المنفى خلال الحرب العالمية الثانية، ثم أصبح ابنه محمد رضا شاه آخر شاه في إيران، قبل خلعه من منصبه بقيام الثورة الإسلامية عام 1979.

ووصل رضا شاه البهلوي إلى السلطة عام 1925 وحكم إيران بطريقة مستبدة، إذ استخدم الضرائب وعائدات النفط لتطوير البلاد، وقاد حملات تطهير واعتقالات جماعية لخصومه، كما أمر الرجال بارتداء ملابس غربية، وترك زوجاتهن يعملن في الدوائر العامة مكشوفات الشعر، مما سبب غضبًا جماهيريًا، إذ اعتبر البعض قراراته العلمانية مصدر إهانة للنساء المسلمات المتدينات، وهذا ما أطلق شرارة الثورة الإسلامية لاحقًا.


وأجبر رضا شاه على التنازل عن الحكم لصالح ابنه محمد رضا بهلوي، أثناء الحرب العالمية الثانية، بضغط من القوات البريطانية، بسبب علاقاته المزدهرة مع ألمانيا، ومخاوف الغرب من تزويده النازيين بالنفط، ثم نفي إلى جنوب أفريقيا حيث مات هناك عام 1944، ونقل جثمانه المحنط إلى القاهرة قبل أن يعاد بعد سنوات إلى إيران، ويدفن في ضريح كبير بالقرب من طهران.

وهدم الضريح بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، باعتباره إهانة للثوار، بأمر من رجل الدين الإيراني آية الله صادق خلخالي، الذي أعدم المئات في ذلك الوقت، وكتب في مذكراته لاحقًا، أنه يعتقد أن أفراد عائلة الشاه أخذوا جثته حين فروا من البلاد، فيما نفت عائلة الشاه الأمر، وأكدت أن جثمانه ما زال في إيران، وهذا ما بقي لغزًا حتى اكتشاف المومياء في يومنا هذا.

 

(العربي الجديد)

دلالات

المساهمون