طريق الكباش في الأقصر... 69 عاماً من المسير

طريق الكباش في الأقصر... 69 عاماً من المسير

24 ابريل 2018
يربط الطريق معابد الكرنك بمعبد الأقصر (Getty)
+ الخط -
بتكلفة تقدر بحوالي 500 مليون جنيه، استأنفت وزارة الآثار المصرية المشروع القومي لكشف طريق الكباش في الأقصر وإحيائه، في إطار العمل على تحويل الأقصر إلى أكبر متحف عالمي مفتوح. وعلى الرغم من الطموح الكبير في إنجاز المشروع الذي توقف لمدة ست سنوات، فإن العديد من العقبات تواجه مسيرته، منها كيفية التعويض عن الأضرار الناتجة من إزالة بعض المنشآت على امتداد الطريق، ومن بينها منشآت عتيقة كالكنيسة الأرثوذكسية.

وكانت وزارة الآثار قد احتفلت مؤخراً بمرور 69 عاماً على البدء في اكتشاف هذا الطريق وتماثيله، وتأمل الوزارة أن يفتتح المشروع قبل نهاية العام الحالي، إذ صدر القرار باستئناف الحفائر والتطوير واستكمال الكشف عن الطريق.
طريق الكباش هو اسم الشهرة لطريق المواكب الكبرى، كما كان المصريون القدماء يطلقون عليه اسم "طريق الإله". وهو يعد أحد أهم المواقع الأثرية في طيبة القديمة؛ ويربط معابد الكرنك بمعبد الأقصر مروراً بمعبد موت بمسافة تبلغ 2700 متر، وبعرض يبلغ 76 متراً. ويقدر تاريخ إنشائه الأول إلى حوالي 3500 سنة؛ فقد ‏أسسه الملك إمنحوتب الثالث (1411-1351 قبل الميلاد) الذي بدأ تشييد معبد الأقصر‏، لكن الجزء الأكبر من الطريق يرجع إلى عصر الملك نختنبو الأول (حكم من 380-362 قبل الميلاد)، وهو مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية، آخر أُسر عصر الفراعنة‏.

يعود الجزء الأقدم من الطريق بين معبدي الكرنك وموت إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة، ويتكوّن من رصيف من الحجر الرملي محاط على جانبيه بصفين من تماثيل أبي الهول. وهي تماثيل منحوتة من كتلة واحدة من الحجر الرملي، ذات كورنيش منقوش عليه اسم الملك وألقابه والثناء عليه، ولها قاعدة من الحجر مكونة من أربعة مداميك من الحجر، وللتماثيل هيئتان؛ الأولى: تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان (أبو الهول)، والثانية: تتخذ شكل جسم الكبش ورأس كبش.
والكبش من رموز الإله خنوم، وهو الإله الخالق الذي صنع البشرية على عجلة الفخار، طبقاً للديانة المصرية القديمة. وكانت تحيط بهذه التماثيل أحواض زهور ومجارٍ للمياه لريها، ويتوسطه أرضية مستطيلة أبعادها ‏120‏ في ‏230‏ سم من الحجر الرملي لتسهيل السير عليه، وبين كل تمثال وتمثال فجوة تقدر بـ ‏أربعة أمتار.
اكتشاف التماثيل على جانبي هذا الطريق في القرن العشرين لم يأت مرة واحدة، فقد بدأه الأثري زكريا غنيم سنة 1949 باكتشاف أول 8 تماثيل، بعده اكتشف الدكتور محمد عبد القادر 14 تمثالاً في الفترة من 1958 وحتى 1961. ثم كشف الدكتور محمود عبد الرازق 46 تمثالاً في الفترة من 1961 حتى 1964. أما الدكتور محمد الصغير فقد استطاع الكشف عن الطريق الواقع بين معبدي الكرنك وموت، وأجزاء متفرقة من الطريق بإجمالي أطوال حوالي 1100 متر خلال الفترة من 1984 حتى 2000. ولا تزال أعمال الكشف عن التماثيل جارية، منها أربعة تماثيل اكتشفت مطلع هذا العام، كانت مردومة أسفل الطريق.

أما عن العقبات التي تقف أمام إحياء المشروع؛ فقد تمثلت في وجود كنيستين على امتداد الطريق؛ أما الكنيسة الإنجيلية فقد اتفقت مع الدولة على بناء كنيسة إنجيلية جديدة، وبعدها يتم تسليم مبنى الكنيسة الإنجيلية الواقع على طريق الكباش لإزالته من أجل إتمام الطريق، في حين التهبت الأمور مع أبناء كنيسة العذراء القبطية الأرثوذكسية، إذ يعتبرون الكنيسة أثرية، لأنها تعود إلى أكثر من 115 سنة، إذ نشر بعض الأقباط هاشتاغ لإطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان: "لا لهدم كاتدرائية العذراء مريم الأثرية بالأقصر". بينما تقول الدولة إن الكنيسة غير مسجلة ضمن قائمة الآثار القبطية المثبتة في سجلات وزارة الآثار! إلا أن القيّمين على الكنيسة ما يزالوا يفاوضون المحافظة لإرجاعها عن هذا القرار، علماً أن المحافظة وضّحت أن قرار الهدم لن يشمل جميع أجزاء الكنيسة، لكن الجزء الخلفي لها يدخل في إطار المشروع الأثري بطريق الكباش في الأقصر.

المساهمون