ربيع السينما الامازيغية

ربيع السينما الامازيغية

22 ابريل 2018
محمد عبازي (Getty)
+ الخط -
أصبح الحديث عن الفيلم الأمازيغي والسينما الأمازيغية من المواضيع الكثيرة التداول في الملتقيات الفكرية ذات الصبغة السينمائية، في الجزائر وبلدان المغرب العربي. هناك تظاهرات كثيرة أولت اهتماماً ملحوظاً للإبداع السينمائي الأمازيغي من خلال تنظيم مهرجانات أو ملتقيات خاصة بالفيلم الأمازيغي. آخر هذه التظاهرات هي الدورة الثانية لمهرجان "ربيع السينما الأمازيغية"، الذي أنطلقَ يوم الخميس الماضي بالجزائر العاصمة، وذلك بعرض الفيلم الوثائقي التونسي "أزول".
يسلط فيلم "أزول" (عام 2013)، للمخرج التونسي وسيم القربي، الضوء على واقع المجتمعات الأمازيغية في الجنوب الشرقي التونسي، والتحديات التي تواجهها في الحفاظ على لغتها وثقافتها الأصلية. عاد المخرج في فيلمه إلى التاريخ وإلى فكرة الوجود الأمازيغي بتونس، ليكشف عن معالم الحضارة الأمازيغية على مستويات كثيرة، منها: مقاربته للمعمار الأمازيغي الأصيل، والزي الأمازيغي وخصوصيته. كما قارب الفضاء الثقافي والرمزي، مثل طقوس الزواج والتراث الغنائي الأصيل والعصري بالجنوب التونسي.

وتستمر فعاليات المهرجان إلى يوم 21 إبريل/ نيسان الجاري، مع مشاركات لأفلام ناطقة بالأمازيغية روائية ووثائقية من الجزائر وتونس والمغرب. ومن بينها فيلم "إيمنيغ"، لمبارك مناد، أي "المهاجر" بالعربية. يتناول الفيلم موضوع الهجرة إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط. قصة شاب يشتغل نجاراً، يجد نفسه محتارا في أمره، كونه يرغب في الهجرة إلى فرنسا للالتحاق بأبيه الذي أرغمته الظروف الأمنية خلال العشرية الدموية على الفرار، أو البقاء مع أمه المريضة التي تلازم الفراش بعد حادث مأساوي. موسى يصارع أحلامه تحت وطأة التزاماته تجاه والدته المقعدة في الوقت الذي لا يفكر أقرانه سوى بالهروب. وسيعرض أيضاً فيلم "الموجة" لعمار بلقاسمي، ويتناول قصة شاب جزائري مثقف مقيم بأوروبا يدعى رضوان، يشتغل كاتباً وصحافياً، وبعد تفكير منه يقرر العودة إلى وطنه الأم ومسقط رأسه من أجل الكتابة عن العديد من عمليات الانتحار التي وقعت إثر عمليات طرد تعسفية واسعة طاولت شريحة العمال، أثناء سنوات العشرية السوداء؛ ولكن تجارب مؤلمة وأحداثا مأساوية تجعله يتخلى في النهاية عن مشروع الكتابة. وكذلك سيعرض فيلم "فاطمة نسومر" لبلقاسم حجاج الذي يقترب سينمائياً من سيرة أبرز وجوه المقاومة الشعبية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي.

كما يعرض أيضاً الفيلمان المغربيان "إيتو تيتريت"، لمحمد عبازي، والذي يحكي عن كفاح طفلة أمازيغية من أجل العلم حتى تنجو من الزواج المبكر، ويقدم لمحة تاريخية عن تطور حقوق النساء بالمغرب، وفيلم "هذا الحصان لي وحدي"، لفضيل عبد اللطيف، بالإضافة إلى العمل الجزائري "يوم تحت الشمس"، لأرزقي مترف.
وتحتفي هذه التظاهرة، المنظمة في إطار الاحتفاء بالذكرى الـ38 للربيع الأمازيغي المصادف لـ20 إبريل/ نيسان، بالمخرج عبد الرحمن بوقرموح، صاحب أول إنتاج سينمائي أمازيغي، وذلك بعرض فيلمه الروائي الطويل "الربوة المنسية" (عام 1996)، والذي يعتبر أول فيلم جزائري ناطق بالأمازيغية، ويعالج مسألة "قناعة مرتبطة بالهوية"، أي البُعد الأمازيغي المعاش والمعبّر عنه في جبال بلاد القبائل.

المساهمون