هذه الأحجار والنباتات والحيوانات قدّسها الإنسان عبر التاريخ

هذه الأحجار والنباتات والحيوانات قدّسها الإنسان عبر التاريخ

19 ابريل 2018
رأس تمثال بوذا بين جذوع الشجر في تايلاند (Getty)
+ الخط -

يقول المؤرخون المتخصصون بتاريخ الأديان إن الإنسان عبد كل ما استطاع التفكير به على الأرض أو في السماء.

وكان لفكرة "المقدس" حضور قوي ومتنوع في الديانات البدائية على وجه الخصوص، حيث كان وما يزال البعض يقدسون ويبجلون أشياء كثيرة، اعترافاً بقوتها، وتبجيلاً لها، وهي مرتبة أقل من العبادة رغم أنه يصعب تحديد الخط الفاصل بين العبادة والتبجيل أحياناً.

وذكر مؤلف موسوعة تاريخ الأديان، فراس سواح، في الجزء الأول "الشعوب البدائية والعصر الحجري"، أن الإنسان قدّس الحجارة، والنباتات والحيوانات، وما تزال هناك شعوب تؤمن بها.

وانتشر تبجيل الحجارة على نطاق واسع، وهو أمر يعود إلى أزمان ما قبل التاريخ، حجارة من أحجام وأشكال وأنواع مختلفة، سواء كانت حصى صغيرة، أو صخوراً ضخمة، أو سلسلة من الحجارة.

ويتدخل الإنسان في نحت هذه الحجارة المقدسة أحياناً، كما هو الحال اليوم في أفريقيا، وأوقيانوسيا، والهند واليابان وسكان أميركا الأصليين، وفي الفيليبين تعتقد بعض الجماعات البدائية أن أسلحة زعيم القبيلة مشحونة بطاقة حيوية تعمل من تلقاء ذاتها.

ولا يمكن إغفال الأحجار النيزكية التي تعتبر مصدراً للبركة، بالإضافة إلى تمتعها بمكانة خاصة.

كما نحت الإنسان تماثيل حجرية للآلهة في الكثير من المعتقدات عبر التاريخ.

تمثال مقدس في توغو (getty) 

















قدّس الإنسان النباتات والأشجار لأنها تمثل قوى النماء في الطبيعة، إذ يعتقد أنها تساعد المحاصيل على النمو، والقطعان على التكاثر، والإنسان على التكاثر، بحسب سواح، وقد تتزوج الامرأة بشجرة لتساعدها على الإخصاب إذا كانت عاقراً، كما في الهند.

وأضاف أن شجرة الميلاد ليست إلا بقايا من طقوس قديمة ما تزال مستمرة في المجتمعات المتطورة، ويقال إن الحطابين في بعض المقاطعات الألمانية، يهمسون للشجرة قبل قطعها، طالبين الصفح منها.

ويمكن بسهولة ملاحظة القدسية التي يتمتع بها الخبز في بعض المجتمعات العربية، حيث كانت الجدات يعلمن الأحفاد الانتباه من تناثره على الأرض، أو رميه، أو الدوس عليه، كما تنتشر عادة توزيع الخبز كنوع من الصدقة على أرواح الأموات.

وقد تعود جذور هذا الاعتقاد إلى مصر القديمة حيث كان القمح والشعير مقدسين، ويعتقد أنهما مرتبطان بإله الزراعة والإنبات، وكانوا يقدمون الخبز قرباناً للآلهة.

المصريون القدماء قدسوا القمح (فيسبوك)

















قصة الإنسان مع الحيوانات وتقديسها مليئة بالتفاصيل عبر تاريخه الحافل بالقصص والأساطير.

ولطالما اعتقد الإنسان القديم إنه سيحصل على القوة والبراعة إن استطاع مشاركة بعض الحيوانات قدراتها الهائلة، ومن جانب آخر بدأ تقديس بعض الحيوانات من شعور بعض أفراد الجماعات بالقرابة معها، ومن هنا كانت بعض الشعوب تعتقد أن روح الإنسان تنتقل لتسكن في حيوان ما، بعد وفاته، وربما العكس أحياناً.

كما تزخر الأساطير بقصص عن أشخاص ممسوخين على شكل حيوانات متنوعة.

ومن الحيوانات التي قدسها الإنسان الثور في مصر القديمة واليونان، النمر في ملايو، الدب والنسر والقندس في أميركا الشمالية، البقر في الهند وإسكندنافيا، الثور في جنوب الهند، بالإضافة إلى تبجيل الإوز والحمام والثعبان بأشكال مختلفة.

بقرة تجلس وسط طريق في منلي بالهند (getty)

















(العربي الجديد)

دلالات

المساهمون