مهرجان المأكولات: صيدا تعود إلى جذورها

مهرجان المأكولات: صيدا تعود إلى جذورها

10 ابريل 2018
شوي الحمّص الأخضر (العربي الجديد)
+ الخط -
مدينة صيدا الواقعة في جنوب لبنان بناها الفينيقيون منذ حوالي 6000 سنة، ورغم التطور العمراني ومرور السنوات إلا أن مدينة صيدا القديمة ما زالت تحافظ على تراثها وعاداتها وتقاليدها، ومن ضمنها المأكولات الشعبية التراثية التي تُقدّم في المناسبات والفاعليات الثقافية في المدينة.
لجنة السياحة والتراث في بلدية صيدا ومفوضية الجنوب في الكشاف المسلم نظمتا يوماً تراثياً للتعريف بالمأكولات التراثية التي كانت سائدة في المدينة منذ أكثر من مئتي عام والتي لا يعرفها أبناء الجيل الجديد، ويهدف المهرجان إلى إعادة احياء هذه المأكولات والحفاظ عليها للأجيال القادمة.
ضم المهرجان أكشاكاً لعرض المأكولات التراثية والشعبية التي تشتهر صيدا بها حيث كانت فرصة لتذوق هذه المأكولات ومنها: رشتاي بالحليب، كبيس العيد مع خردل، مناقيش ماوي، كنافة بجبنة، سنيورة، فول مشوي وفول متبل وحمص، حلاوة راحة ونعومة، سحلب، زردة، حراق أصبعه، أسحا، تمرية، شوينا، سفرجل مشوي وغيرها، كما تخلل المهرجان إعداد أطول حبة راحة حلقوم بطول 12.5 مترا وهو رقم غير مسبوق.

منسق المهرجان المدرب الفندقي محمد عبد المنعم قال: التحضيرات لهذا النشاط بدأت منذ شهرين بإشراف بلدية صيدا وأردنا من خلاله اعادة تنشيط الحركة السياحية والتجارية في المدينة ولإبراز جمال المدينة القديمة المشهورة بمقاهيها وساحاتها وأحيائها التراثية المميزة ولتعريف السياح والزائرين عن المأكولات الشعبية التي تشتهر بها المدينة، لافتا إلى أن هذا النشاط هو مقدمة لنشاطات ستقام في شهر رمضان المبارك.
وينفرد أهل المدينة بأطباق وحلويات غير موجودة إلا في صيدا منذ القدم ومنها ما بدأ بالاختفاء، لذلك تقام مبادرات عدّة للتذكير بها لأنها تعتبر جزءاً من التراث الصيداوي.
ومن المأكولات الشعبية "التمريّة" وهي تحتوي على حشوة السميد غير المُحلى داخل عجينة تقلى بالزيت، ويضاف إليها القطر، أما طبق "الزردة" التي يعتبر القمح المنقوع هو المكون الأساسي لها الذي يضاف إلى الحليب بعد غليه، ويضاف الدبس وماء الزهر، وكانت هذه الحلوى تشكل فطوراً أساسياً لأهالي صيدا في المدينة القديمة، فيأكلها العمال مع الخبز قبل ذهابهم إلى عملهم.
وأيضاً من المأكولات الشعبية القديمة "رشتاي بحليب" وهي تتكوّن من العجين الممزوج مع الحليب المغلي بالإضافة إلى السك، حيث تُرق العجينة المؤلفة من الطحين والماء وتقطع إلى أن تصبح كـ "عيدان الكبريت". بعد أن يغلي الحليب، ويفضّل أن يكون حليب بقر طبيعيا وطازجا، تضاف إليه العجينة وماء الزهر. وهي تؤكل ساخنة وتعتبر وجبة فطور أو عشاء.

أما "النعّومة" المكونة من القضامة الطرية المطحونة المضاف إليها السكر، فتعتبر حلوى الأطفال التي كانت شائعة قديماً، كذلك "شوينا" وهي تسمية تطلق على الحمّص الأخضر الذي يتم شويه على الفحم أو بالفرن وكان أهالي صيدا القدامى يرسلونها إلى الأفران لشويها قبل تناولها.
وتخلل المهرجان عروض في لعبة السيف والترس وأغان وموسيقى تراثية قديمة.

المساهمون