السلطات المصرية تسجن بطل ومؤلف مسرحية "سليمان خاطر"

السلطات المصرية تسجن بطل ومؤلف مسرحية "سليمان خاطر"

07 مارس 2018
(فيسبوك)
+ الخط -

في اليوم الذي كان مسرح دار الأوبرا المصرية يتأهب لاستقبال عبد الفتاح السيسي وضيفه محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، لمشاهدة مسرحية عنوانها "سلّم نفسك"، كانت النيابة العسكرية تحقق مع فريق مسرحية "سليمان خاطر" وتقضي بحبس الفنان أحمد الجارحي بطل المسرحية، ومؤلف العرض ومخرجه وليد عاطف، 15 يوماً على ذمة التحقيق، بتهمة "إهانة المؤسسة العسكرية".

وعُرضت مسرحية "سليمان خاطر" في نادي الصيد بقلب العاصمة المصرية لمدة يومين، منتصف فبراير/شباط الماضي. وسبق أن عُرضت في قصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية في 2016، ولم تلفت ما يثير أي شبهة حول "إهانة المؤسسة العسكرية" يومها.

لكنّ محامياً مصرياً موالياً للأجهزة الأمنية يُدعى سمير صبري تقدم، الخميس الماضي، بثلاثة بلاغات إلى النائب العام ضد أعمال فنية يتهمها بإهانة المؤسسة العسكرية، وهي مسرحية "سليمان خاطر"، وديوان "خير نسوان الأرض" للشاعر جلال بحيري، وأغنية "بلحة" للمطرب رامي عصام. وجاء ذلك بعد يوم واحد فقط من حديث السيسي الذي اعتبر فيه "إهانة الجيش خيانة عظمى".

وعقّب رئيس نادي الصيد على ما أثير حول المسرحية بأنها "صُنفت من أفضل 11 مسرحية، من بين 156 عرضاً مسرحياً حين قدمت قبل عامين". مشيراً إلى أنه لم يشاهد فيها أي شيء فيه تطاول يستدعي هذه الضجة". لكنه على الرغم من ذلك أمر بإيقافها بعد يومين فقط من عرضها.



وسليمان خاطر الذي تدور حوله المسرحية، شخصية حقيقية، هو جندي مصري وُلد في محافظة الشرقية سنة 1961. كان يقوم بنوبة حراسة في موقعه بسيناء، يوم 5 أكتوبر/تشرين الثاني 1985، على الحدود مع الكيان الصهيوني، وقد فوجئ بمجموعة من الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته، فأطلق رصاصات تحذيرية، وحين لم يستجيبوا للتحذير أطلق عليهم الرصاص الحي، وهو ما أسفر عن مقتل سبعة إسرائيليين.




وأحيل خاطر إلى النيابة العسكرية، وتطوع للدفاع عنه المحامي حازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح الرئاسي لاحقاً والمعتقل السياسي حاليا، والذي رفضت المحكمة طلبه بأن يحاكم موكله أمام القاضي الطبيعي. وقد صدر بحق سليمان خاطر حكم عسكري بالسجن المؤبد، في 28 ديسمبر/كانون الأول 1985. وبعد تسعة أيام من هذا الحكم، أعلنت السلطات المصرية أن سليمان خاطر وُجد مشنوقاً في محبسه، يوم 7 يناير/كانون الثاني 1986، وقام الإعلام الرسمي بالترويج بأن ما حدث كان مجرد عملية انتحار، وهو ما لم تتقبله الأوساط الشعبية في مصر، باعتبار سليمان خاطر بطلاً وطنياً، قام بأداء دوره على الصورة المُثلى!

دلالات

المساهمون