مقهى ليوان في الناصرة... فضاء بديل وسرد للرواية الفلسطينية

مقهى ليوان في الناصرة... فضاء بديل وسرد للرواية الفلسطينية

03 مارس 2018
الشركاء الثلاثة في "ليوان" في الناصرة (العربي الجديد)
+ الخط -
في السوق القديم بالبلدة القديمة، مقابل سيباط الشيخ، افتتِح مقهى ثقافي يحمل اسم "ليوان" في مدينة الناصرة. فضاء بمساحة قرابة المائة متر مع عليّة في مبنى يفوقُ عمره المائة عام. بادر ثلاثة أشخاص إلى خلق حيز ثقافي، في أعرق وأقدم مكان بالناصرة، والروح النابض للناصرة في الماضي، والذي هجره سكانه المحليون.

بين أزقةٍ وساحاتٍ ضيقةٍ وبنايات قديمةٍ وبيوت مع الحوش القديم في وسط سوق الناصرة، يطل علينا مقهى "ليوان". انطلق المقهى في شهر حزيران/يونيو من عام 2016، وذلك لخلق مساحة ثقافية عربية غنية بتنوّعها. يحتوي المكان على أثاث مستعمل "فينتيج" من طاولات وكراسي ومكتبة، وجميع معدات المقهى تم إعادة تدويرها لاستخدامها. يستقبل المقهى معرضاً مرة كل شهرين، ويعرض فيلماً سينمائيّاً مرة في الأسبوع. وتُعقَد ندوتان في الشهر في المقهى، لتوقيع إصدارات الكتب الجديدة. يحتوي المكان على بيع منتوجات فلسطينية فقط، وكتب جديدة لكتاب فلسطينيين. حلم المبادرون إلى إعادة إحياء الحياة الثقافية داخل البلدة القديمة. وبالرغم من أن جزءاً كبيراً من المتاجر خالية ومهجورة، يحرص المبادرون على تشجيع الناس على إقامة مشاريع أخرى في البلدة القديمة.

بدأنا من لا شيء
ينحدرُ المبادرون الثلاثة من خلفيات مختلفة. سامي جبالي من الناصرة، قادمٌ من مجال السياحة والثقافة، يقول لـ "العربي الجديد": "الفكرة بدأت من أن هناك نقصاً في الأماكن الثقافية بالبلدة القديمة. فأهل البلد لا يرتادون المنطقة، ونريد إعادة السكان المحليين لزيارة الأمكنة واسترجاع الذاكرة. عندما وجدنا المبنى، بدأنا تطوير فكرة إقامة مقهى بديل ثقافي في الناصرة، يعطي أجوبة ومنصة لنشاطات ناقصة. بدأنا من لا شيء بدون تمويل، وقمتُ بترميم المقهى، وتجميع الأثاث له من أحياء البلدة".



حيّز فني
أما الشريكة الثانية، سالي عزام، فهي أيضاً من الناصرة، وتعمل في مجال المجتمع المدني، وتقول: "بالنسبة لي، المكان هو عبارة عن فضاء بديل للإنتاج وتبادل الأفكار، والجنون حتى". المكان آمن، وتشعر بداخله كأنك في البيت. لكنّه في ذات الوقت مكان مشاكس يحاول التفكير خارج الصندوق بعيداً عن المألوف. "كنت أحلم بحيز فني مستقل يستوعب جميع الأفكار بدون تقديس فكرة أو نموذج". هوية المكان فلسطينية تجعله يستقطب السكان الأصليين. والمطبخ نباتي يقدم المشروبات الطبيعية فقط والوجبات المُعدّة من قبل النساء المحليات، من سكان البلدة القديمة.

سرد الرواية الفلسطينيَّة
أما الشريكة الثالثة، سيلكي فارنر، الألمانية الأصل، فهي تعمل في مجال التصميم والطباعة. وقالت: "صعب أن نجمع فنانين موهوبين من جيل الشباب، كالموسيقيين مثلاً، لأنه لا توجد جامعة في الناصرة، وهم يأتون إلى الناصرة فقط في نهاية الأسبوع. عندما جئت للعيش في الناصرة فوجِئت بأن جزءًا كبيرًا من متاجر هذه البلدة القديمة مغلقة وخالية، وهي من أجمل مناطق الناصرة". ينظم "ليوان" أيضاً جولات سياسية للسياح الأجانب عن الناصرة، ويروي لهم القصّة الفلسطينية، خاصة أنها المدينة الأكبر للفلسطينيين في الداخل.

المساهمون