"مساحات": تشكيليون سوريون ينقلون أوجاع الحرب

"مساحات": تشكيليون سوريون ينقلون أوجاع الحرب

23 مارس 2018
يختتم المعرض فعالياته اليوم الجمعة (العربي الجديد)
+ الخط -
افتتح معرض "مساحات" الذي أقامته الجمعية العربية بالتعاون مع اتحاد الكتاب الأتراك، فرع السلطان أحمد بإسطنبول، يوم السبت الفائت بمبنى اتحاد الكتاب بحي السلطان أحمد بإسطنبول، بمشاركة 22 فناناً سورياً، تنوعت أعمالهم المعروضة بين الرسم والنحت والفسيفساء. وتقول الفنانة السورية، تمارا داغستاني لـ "العربي الجديد": "لقينا اهتماماً خاصاً من الأتراك خلال الافتتاح وأيام المعرض، وإن تأخرنا وتأخروا بإقامة هكذا معارض وملتقيات، من شأنها مد جسور الفن ليكون حاملاً إضافياً لتوطيد العلاقات، على الأقل بين الشرائح المثقفة". وتضيف داغستاني: "شاركت عبر معرضي الأول في تركيا، بثلاث لوحات، وهو العدد المحدد لكل فنان، بعد انقطاع لست سنوات عن المعارض التي كنت لا أنقطع عنها بسورية". مشيرة إلى أنها رسمت نحو 30 لوحة خلال وجودها في تركيا منذ عام 2012 وتأسف للوحات التي لم تستطع إخراجها من سورية وتزيد عن 40 لوحة. وعما إذا كان المعرض قد فتح أبواباً للتعاون مع الأتراك أو مهد لبيع لوحاتها، تضيف الفنانة السورية: "كثر من الزوار تكلموا حول التعاون، منهم فنانون وأصحاب محال بيع لوحات، وتم الاتفاق على بيع إحدى لوحاتي". 

مواهب وإمكانات
رأى رئيس فرع اتحاد كتاب إسطنبول بحيِّ السلطان أحمد، محمود بيوكلي، أنّ لدى السوريين المقيمين بتركيا، مواهب وإمكانات كبيرة، وقلما يتم تسليط الضوء عليها. بل يؤثّر البعض، للأسف، تصوير السوريين على أنَهم متسوّلون، أو جاؤوا فقط لمشاطرة الأتراك أرزاقهم. في حين يثبت السوريون بتركيا، يوماً تلو الآخر، أنهم شعب حي وينبض بالحياة ويضج بالإبداع. ويضيف بيوكلي في حديث خاص لـ"العربي الجديد": "آثرنا إقامة معرض "مساحات" الخاص بالسوريين، كخطوة أولى وأولية، ليرى الأتراك والعرب، وحتى الأجانب، بعض الجوانب الفنية والإبداعية لدى إخوتنا السوريين". مشيراً إلى أن معارض أكبر سيقيمُها الاتحاد قريباً، وبالتشارك بين الأتراك والسوريين.

دعم حكومي
يشير رئيس فرع اتحاد الكتاب الأتراك، إلى أن المعرض كان لافتاً، رغم سرعة التحضير له، سواء من حيث اللوحات أو المنحوتات، وإن غلب على معظم الأعمال طابع الحزن والألم بنقل معاناة السوريين الذين يناضلون للحصول على حريتهم وكرامتهم. وعن الأفق الذي يمكن أن يفتحه المعرض للفنانين السوريين، خاصة أنهم بلا تنظيم مهني وقانوني، ويعاني بعضهم من ظروف معيشية سيئة، يجيب بيوكلي: "سنقدّم تقريراً مفصلاً عن المعرض لـ"المعنيين" بإسطنبول والحكومة. ونثق أن شرحنا سيلاقي آذاناً، لأن التوصية بالسوريين وتقديم الدعم لهم، تأتينا من أعلى المستويات. كما أن الرئيس رجب طيب أردوغان نفسه، يؤكد على دعم ومساعدة السوريين، وتسويقهم بشكل جيد وعدم الانجرار وراء حملات التشويه".


فسيفساء دقيقة
ثمة فنانون سوريون سعوا، وبشكلٍ فرديّ، للمشاركة بمعارض فنية بتركيا، أو اغتنموا بعض المناسبات والمحافل لعرض "بضاعتهم" على الجمهور التركي. من أمثال الفنانة، رشا سليمان، التي سبق أن شاركت بمعرض خلال يوم المرأة العالمي على هامش معرض للكتاب بمنطقة "أسكودار" بالشطر الآسيوي لإسطنبول. وتقول سليمان لـ"العربي الجديد": "تفاوتت مستويات المعرض، وكان للوحات الفنان أحمد كبار اهتمام خاص من رواد المعرض، وخاصة لوحته "الخلاص" وكذا لوحات الفنان عبد الحميد اسكيف. كما تميزت الأعمال الفسيفسائية بالدقة بحيث أثارت اهتمام الجمهور". وعن مشاركتها تضيف الفنانة السورية: "شاركت عبر ثلاث لوحات فقط، وكنت أتمنى المشاركة بمعظم اللوحات التي رسمتها خلال خمس سنوات، لأني متفرغة للرسم بشكل كامل ولدي مرسم ولوحات نافت على خمسين لوحة". وأشارت سليمان إلى أنها باعت العديد من لوحاتها بتركيا "ولكن بأسعار زهيدة. بعت لوحة بمائة دولار وأخرى بمائتي دولار وأغلى لوحة بعتها بتركيا بأربعمائة دولار وكانت جدارية كبيرة".

بيع الأعمال
من المنتظر أن يختتم معرض "مساحات "، يوم غد الجمعة. وفي جولة بين الأعمال شهدت "العربي الجديد" على بيع وتفاوض بين الفنانة السورية سلام معاذ وأحد الرواد الذين لفتتهم أعمالها، والتي تمتاز بكبر مساحة اللوحة وطغيان الحزن عليها. تقول معاذ لـ"العربي الجديد": "شاركت سابقاً بمعرض جماعي بولاية بورصة، وهذه مشاركتي الثانية بإسطنبول. ورغم أني لست متفرغة للرسم فقط، لأني أدرس الموسيقا بتركيا منذ وصولي عام 2013. إلا أني أحرص على المشاركة بالمعارض لأنها تفتح لنا آفاقاً جديدة، وتتيح لنا التعرف على أعمال الأتراك، فضلاً عن أنها تفتح باباً لنبيع اللوحات لنستطيع الاستمرار بالعمل والحياة، كما شاهدتَ اتفقت على بيع لوحة اليوم، وكنت قد بعت أخرى خلال اليوم الأول، واللوحة الثالثة "الطفل" مباعة أصلاً، أي مشاركتي هنا كلها بيعت".

وسبق للفنانين السوريين أن شاركوا في معارض فنية عدة، في مدن غازي عنتاب وبورصة، فضلاً عن معارض جماعية باسطنبول، كان آخرها العام الفائت، معرض" الفلسفة والإنسان" الذي رعاه بمنطقة بيليك دوزو ورعاه اتحاد الناشرين الأتراك.

المساهمون