قصر سيئون...تحفة معمارية عمرها 500 عام

قصر سيئون...تحفة معمارية عمرها 500 عام

22 مارس 2018
يوجد في القصر 96 غرفة (فيسبوك)
+ الخط -
يُعدُّ قصر سيئون من أبرز المعالم التاريخيّة والسياحية في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، شرقي اليمن. ويتميّز بتصميمه المعماري وجمال بنائه الفريد. الأمر الذي جعله أحد أهمّ معالم اليمن ككل، واختارته الحكومة اليمنيّة لتكون صورته واجهة العملة الأكبر، فئة الألف ريال. وبالإضافة إلى شهرته باسم قصر سيئون، فإنَّه يُعرَف أيضاً بأسماء أخرى، كـ"قصر الكثيري" أو "حصن الدويل"، كما كانت تسميته الأولى، والتي ظلت حوالي 500 سنة، وهو قصر الحكم للدولة الكثيرية التي حكمت وادي حضرموت. استغرق بناء القصر 15 عاماً. وكان السلطان، بدر أبو طويرق الكثيري، هو أوّل من اتّخذه مقرّاً لإقامته عام 1516م.

يتميَّز القصر الذي يتربع على مدينة سيئون ويتوسّطها، بشموخٍ يعبّر عن تاريخ المدينة، وتزيّنه بالأقواس البديعة والزخارف اللطيفة التي رسمت بالأخضر والأزرق والأصفر. يضمُّ القصر في طياته 45 غرفة كبيرة، والكثير من الملحقات، بالإضافة إلى ساحة وسور بُني كتحصين للقصر. ويوضح، أحمد باعلوي، وهو مرشد سياحي من أبناء المدينة لـ"العربي الجديد"، أن أبناء مدينة سيئون يفتخرون بالقصر كثيراً، كونه يعبر عن تاريخ المدينة التي كانت عاصمةً للدولة الكثيرية، ويُعدُّ مفخرة لكل أبناء اليمن، لما يتميز به من فن معماري، قلما يتواجد في تلك العصور.

يضيف باعلوي عن تاريخ القصر وتجديده وتوسعته، بأنّ السلطان غالب بن محسن الكثيري، قام بـ"تجديد بناء القصر، ثم أكمله ابنه المنصور بن غالب الكثيري، ثم قام علي بن منصور الكثيري بإتمام العمارة بالشكل الذي نراه اليوم، وكان الانتهاء من ذلك في العام 1355 هجرية (توافق 1936 بالتاريخ الميلادي)". ويضم القصر متحفاً يحتوي على العديد من المصنوعات الحرفية والأدوات التي كانت تستخدم في تلك المرحلة. ويرتاد المتحف العديد من الزوار طوال أيام العام. ويقول عبدالرحمن مطهر، أحد الزائرين لـ"العربي الجديد" إن "هذا القصر يوضّح الحقبة الجميلة لتلك العهود الماضية. وكيف كانت همة وعطاء وإنجاز اليمني القديم. كما يُعدُّ القصر تحفة معمارية فريدة".

المساحة الكلية التي بنى عليها القصر تبلغُ 5460 متراً مربعاً، ويبلغ علوه، أي ارتفاع بنائه، 34 متراً. يتألف القصرُ من ستة طوابق مبنية من الطين الناعم، ومطليَّة بالنورة (مادة بناء تستخدم في صنع أنواع من الملاط والشيد والطلاء) والقضاض (وتعني الحجر البركاني). ويوجد في القصر 96 غرفة، منها 45 غرفة كبيرة الحجم. كما يضم قصر سيئون 32 حماماً ودورة مياه، و14 مستودعاً ومخزناً، بالإضافة إلى 20 سطحا جانبيا شبيها ببناء المدرجات الزراعية. جمَعَ بناء القصر في المرحلة الأولى بين مختلف فنون العمارة، ووجدت تشكيلات في البناء، على شكل النجمة السداسية والشمعدان اليهودي والهلال. لأن الفن المعماري، يعكس التاريخ اليمني الذي وجدت فيه الديانة اليهودية ثم المسيحية ثم الديانة الإسلامية.

المساهمون