فضل شاكر في "استقصاء"... الإعلام قبل القضاء

فضل شاكر في "استقصاء"... الإعلام قبل القضاء

19 مارس 2018
فضل شاكر (فرانس برس)
+ الخط -
أوّل من أمس، بدأت قناة الجديد بعرض الإعلان الخاص ببرنامج "استقصاء" لمقابلة مع الفنان المعتزل، فضل شاكر. "استقصاء" هو برنامجٌ موسمي يطلُّ فيه معدّه ومقدمه، فراس حاطوم، موثقاً لأحداث خاصة يختارها، وباحثاً عن الحقيقة والسبق في آنٍ واحد. بين شاشتين، فضّل فراس حاطوم، هذه المرة، شاشة تلفزيون "الجديد"، التي تبنته في بداياته، لكنه تركها قبل سنوات، واتجه إلى مشاريع وثائقية خاصة، ثم دخل LBCI اللبنانية، وعمل فيها ولا يزال حتى اليوم.

لم تُعرَف الأسباب التي دفعت حاطوم لاختيار شاشة "الجديد" هذه المرة، عوضاً عن مكانه في المحطة اللبنانية للإرسال LBCI، وذلك لعرض حلقة حوارية خاصة مع الفنان، فضل شاكر، وما يترتَّب على ذلك من إشكالية في تناول الملف الشائك لشاكر، المطلوب من قبل القضاء اللبناني، مجدداً.

هل من جديد سيبوح به فضل شاكر لفراس حاطوم؟ ملفات فضل شاكر كلها بعهدة القضاء اللبناني. لذلك من المُرجح أن نكون أمام حلقة "استقصاء" وبحث عن "رايتنغ" تصاعدي، في الدرجة الأولى، وهذا بديهي، وليس عن حال وأحوال فضل شاكر، عشية الحديث عن صدور عفو عام في لبنان، بحق مساجين إسلاميين في لبنان، اتهموا بالإرهاب، وكان من بينهم أفراد ومحاربون مع الشيخ الموقوف أحمد الأسير الذي انتسب فضل إليه، وأعلن اعتزاله الفن ومحاربته لحزب الله اللبناني والوقوف إلى جانب المعارضة ضد النظام السوري ورئيسه بشار الأسد، من جهة.

أما من الجهة الأخرى، فتبقى مادة "المقابلة مع فضل شاكر" مادة دسمة للإعلام اللبناني والعربي حتى، والأسئلة بشأن إذا ما كان العفو سيشمل صاحب "يا غايب"، أم سيبقى أسيراً للتجاذب السياسي الحاصل في لبنان، منتظراً بوابة الفرج التي تخرجه من مخيم اللاجئين الفلسطينيين، ووضع حد لمعاناة إنسانية ومعنوية مضى عليها أكثر من أربع سنوات.
يحذر فضل شاكر من تسليم نفسه إلى القضاء، وملفه القضائي مُسيس، ويخضع للمحسوبيات ومصالح المسؤولين في لبنان. لذلك، من المؤكد أن حلم الفرج وخروج فضل شاكر إلى الحرية هو أمرٌ مرهون بقرار سياسي، قبل أن يعطي القضاء في لبنان الكلمة الفصل فيه. وهذا يبدو أنه يلزمه وقت، في انتظار الحسم، بقرار العفو أو بغيره. على الضفة نفسها، إشكالية أخرى قد يكشفها شاكر في حواره، وهو علاقته بالسيدة فيروز.



قبل أسبوعين، صرّح المحامي، نبيل حلبي، في برنامج تلفزيوني، أن السيدة فيروز تتصل بفضل شاكر، وهو سيقدم على إعادة تسجيل أغنياتها قريباً عربون وفاء لفيروز وتعبيراً عن محبته لها. لكن تصريح الحلبي سُحب من التداول، وحذف من حلقة برنامج "بلا تشفير" بناء على طلب من ريما الرحباني ابنة السيدة فيروز، واستعانتها بمحامي العائلة فوزي مطران، وتدخل مديرة الأخبار في محطة "الجديد" مريم البسام لمصلحة ريما الرحباني. ما دفع مقدم برنامج "بلا تشفير" تمام بليق إلى تقديم توضيح بعد الحلقة عن حذف المقطع الخاص بحديث الحلبي عن اتصالاته بفضل شاكر، وتحييد موقف فيروز من قضايا فضل شاكر. فيما لم تنف ريما الرحباني كلام الحلبي، وحذرت قبل أيام الفنانين من إعادة تسجيل أيّ عمل غنائي أو موسيقي له علاقة بالرحابنة، تحت طائلة المسؤولية والملاحقة القانونية.

اللافت أن برنامج "استقصاء" اعتمد في الإعلان الترويجي للمقابلة مع فضل شاكر على أغنية السيدة فيروز "احكيني" من كلمات وألحان "الأخوين رحباني" بصوت فضل شاكر الذي كان يعزفها بمفرده ويصورها عبر هاتفه الخلوي. ليأتي ذلك رداً غير مباشر على التشكيك في علاقة الصداقة التي تربط فضل شاكر والسيدة فيروز. وتأكيداً على كلام المحامي نبيل الحلبي الذي حُذف من المقابلة. بينما يؤكد بعض المقربين من شاكر أنه عازم على إعادة تسجيل أغانٍ لفيروز بصوته، وهذه ليست المرة الأولى، فموقع يوتيوب يوثق مجموعة من المقاطع الغنائية لفضل شاكر يغني فيها لفيروز.

المساهمون