السوري نعوم الصايغ وجمعية "سوا" إلى قمة كليمنجارو

السوري نعوم الصايغ وجمعية "سوا" إلى قمة كليمنجارو

17 مارس 2018
بدأ الشاب السوري مغامراته الرياضية بسورية (العربي الجديد)
+ الخط -
سيقف في الخامس والعشرين من هذا الشهر على قمة جبل كليمنجارو الأفريقية، نعوم الصايغ، مبرمج ومتسلق جبال وراكب دراجات سوري. تحدّث الصايغ، لـ "العربي الجديد"، عن مغامرته المقبلة والأسباب التي دفعته إليها، قائلاً: "سببان أساسيان دفعاني إلى مغامرة كليمنجارو، الأول هو حبي للرياضة والاستكشاف، والثاني هو جمع التبرعات للمساعدة في تعليم الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان".

وبدأ الشاب السوري مغامراته الرياضية في سورية، من خلال رحلات الكشافة والتخييم. واستمرت بعد انتقاله للدراسة في لبنان. "انضممت إلى جمعية polyliban التي تقوم بتشجيع وتنظيم النشاطات الرياضية الخارجية outdoor activities كركوب الدراجات والركض والتسلق. بعد قيامنا بتسلق القرنة السوداء، وهي أعلى قمة في بلاد الشام عن طريق مجموعة من النشاطات الرياضية المتتابعة، خلال أربع وعشرين ساعة، بدأت بتركيز اهتمامي على التسلق".

بعد القرنة السوداء، تسلق الشاب الثلاثيني جبل أرارات، ووصل إلى قمته، وهو الأعلى في تركيا. تطور أدائه ولياقته دفعاه للتوجه إلى أوروبا للبدء بمغامرة إلبورس، وهي أعلى قمة في جبال القفقاز وروسيا وأوروبا، إلا أن أمراً آخر بدأ يجول في خاطره. "في طريقي إلى إلبورس قررت ألا يقتصر التسلق على بناء مجد ومتعة شخصية. في ذلك الوقت، كانت أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان متأزمة، وكوني سوريا مقيما في لبنان، فالأمر يمسّني بصورة مباشرة، على فعل شيء ما".

اختار نعوم جمعية "بسمة وزيتونة" لدعمها أثناء صعوده إلى إلبورس. تفضيله لهذه الجمعية بُني على أساس دعمها للمشاريع الصغيرة المستدامة، والتي بدورها تساعد اللاجئين السوريين على تحصيل دخل وعمل مستدام وتطوير الأفكار.




قمة إلبروس التي رسا عليها بنجاح، دفعته إلى فكرة جديدة وهي تسلّق أعلى قمة في أفريقيا، جبل كليمنجارو. "بعد نجاح حملة جمع التبرعات الأولى، وتمكننا من دعم مشروع صغير لمجموعة من الأشخاص، قررت الاستمرار في تكريس شغفي بالتسلق لدعم المزيد من الأشخاص، لهذا تواصلت مع جمعية "سوا" للتنمية والإغاثة، وقررت تكريس صعودي إلى كليمنجارو لجمع التبرعات ونشر التوعية، بهدف دعم حملة لـ"سوا" تحت عنوان الحالمين dreamers، يهدفون منها بشكل أساسي إلى تعليم الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان".

صعوبات تسلق الجبال ليست اعتيادية، يشرح متسلق الجبال، لـ "العربي الجديد"، الآلية تعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية، العنصر الأول هو التمرن قبل الصعود لتهيئة الجسد بشكل صحيح، واكتساب اللياقة المطلوبة. الثاني هو التأني في الصعود والهبوط المستمر، فالمتسلق يصعد ألف متر ويهبط خمسمائة، ليتواءم الجسد مع تغيرات الضغط الجوي والهواء. والعنصر الثالث هو محاولة ضبط الحالة الجسدية والنفسية أثناء الصعود، فنقص الأوكسجين يسبب أحياناً حالة غريبة من التعب.

رحلة نعوم ستبدأ في التاسع عشر من هذا الشهر حتى الثامن والعشرين، خلال هذه المدة يحاول نعوم وجمعية "سوا" جمع التبرعات لتعليم الأطفال اللاجئين في لبنان، خصوصاً في منطقة البقاع. عملية التبرع، كما يشرح منسق قسم الإعلام والتواصل في الجمعية، عبد الله الجاجة، بسيطة جداً، "عن طريق رابط خاص بالمبادرة، يستطيع أي شخص المساهمة في تعليم طفل سنة كاملة أو شهرا كاملا، أو التبرع بأي مبلغ من دون تحديد مدة معينة. الهدف الرئيسي من الحملة هو دعم القسم التعليمي في الجمعية، والذي يقوم على تهيئة الأطفال اللاجئين الذين توقفوا عن الدراسة، ودفع أطفال آخرين إلى عدم الانقطاع عن التعليم، بالإضافة إلى التأكيد أن الأطفال اللاجئين ليسوا عبئاً على الدولة اللبنانية".

المساهمون