ما تحتاج معرفته لـ"رحلة سياحية دافئة" إلى شتاء إسطنبول
أما محبو الآثار، فإن زيارة الأماكن الأثرية في سلطان أحمد، كزيارة المسجد الأزرق، وكنيسة أيا صوفيا، والقصور القديمة، فرصة مناسبة جداً لهم، وبأسعار تنافسية.
والأهم من هذا وذاك هو الاستمتاع بكوب من الشاي الساخن أو السحلب مع كعكة السميت التي تشتهر بها البلاد، في المقاهي الشعبية المنتشرة في أرجاء المدينة.
ولذا فإن كنت تخطط لقضاء عطلة لمدة خمسة أيام، فإن إسطنبول خيارك الرئيسي خلال شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار.
لماذا إسطنبول؟
تتمتع مدينة إسطنبول، المعروفة تاريخياً باسم بيزنطة والقُسْطَنْطِيْنِيَّة أو الأسِتانة وإسلامبول، بمزايا عديدة تجعلها من أهم المناطق السياحية في فصل الشتاء. فالمدينة، التي تعتبر مركزاً ثقافياً، مالياً واقتصادياً أيضاً، هي من أكبر المدن في تركيا وثامن أكبر مدينة في العالم من حيث عدد السكان، ازدهرت تاريخياً لكونها عاصمة للخلافة العثمانية، كذلك كانت على مر التاريخ عاصمةً لعدد من الدول والإمبراطوريات. تشتهر المدينة بجذب السياح صيفاً وشتاء، لتنوعها الثقافي والتاريخي، ولاحتوائها على عدد كبير من الآثار المهمة، والمتاحف، إذ يقصدها السياح من مختلف دول العالم، كذلك تشتهر المدينة بمراكز التسوق، ولكن هذا ليس كل شيء. في الشتاء، رحلة أخرى تنتظركم.
تكاليف بسيطة
تعتبر زيارة إسطنبول في الشتاء من الرحلات الرخيصة نسبياً، سواء لناحية حجز تذاكر الطيران، أو حتى أسعار الفنادق. فإن كانت وجهتك من إحدى الدول العربية، فإن تكاليف رحلة الطيران تبدأ من 220 دولاراً وتصل إلى 450 دولاراً كأقصى حد. أما بالنسبة إلى أسعار حجز الفنادق، فإنها لن تزيد عن 20 دولاراً في الليلة الواحدة في فندق ذي ثلاث نجوم، ويرتفع السعر في فندق أربع نجوم، ويتراوح بين 35 و45 دولاراً، أما بالنسبة إلى الفنادق المصنفة 5 نجوم، فإن الأسعار تبدأ من 50 دولاراً وترتفع إلى نحو 120 دولاراً. وتتضمن هذه الأسعار وجبات الفطور، بالإضافة إلى خدمة الإنترنت المجاني.
وإن كنت تسأل عن إمكانية التنقل، فإن المواصلات العامة خيارك، وبأسعار بسيطة، إذ يصل سعر تذكرة المترو أو الحافلة العامة إلى 2.5 ليرات، أي 60 سنتاً. وعليه فإن تكلفة الإقامة مع حجز الطيران تراوح ما بين 300 دولار و650 دولاراً كأقصى حد. كذلك تتميّز المدينة أيضاً بوجود العديد من الفنادق أو بيوت الشباب الرخيصة نسبياً، التي تقدم خدمة المبيت مع إفطار بسيط، بسعر لا يتعدى 15 دولاراً في الليلة الواحدة.
حلبات التزلج
من يزور إسطنبول شتاء لا بد له من التمتع برياضة التزلج، خاصة أن العديد من المناطق القريبة من إسطنبول تتميّز بحلبات للتزلج بمعايير دولية.
بداية مع مدينة بورصة، التي تقع على بعد 160 كيلومتراً من مدينة إسطنبول، ويمكن الوصول إليها عن طريق البحر باستخدام عبارة، أو عن طرق استخدام النقليات العامة.
تتميّز المدينة بوجود أطول تلفريك في العالم، إذ يمتد لمسافة تسعة كيلومترات وتصل تكلفة التذاكر إلى 35 ليرة ما يقارب 9 دولارات، كذلك تتميز المدينة بوجود حلبات للتزلج، تنافس أفضل الحلبات في أوروبا. ولا تنتهي الرحلة هنا، إذ من الممكن زيارة جبل اولوداغ، الذي يعتبر من أشهر معالم مدينة بورصة حيث تقام مسابقات تزلج عالمية. كذلك يضم الجبل محمية وطنية تحتوي على نباتات نادرة.
وعلى الجانب الغربي من مدينة بورصة، تقع حمامات الينابيع الساخنة الغنية بالحديد والكبريت، وتعتبر من أهم وجهات السياح، خاصة الاستشفائية في الشتاء.
كذلك يمكن قضاء أوقات مميزة في منطقة أويلات، إذ تضم العديد من الينابيع المعدنية والحمامات الساخنة التي تستقطب السياح بهدف الاستجمام والراحة والتمتّع بمياهها العلاجية.
أما إن كنت من محبي الصيد، فالفرصة أكثر من مناسبة، إذ تهاجر الملايين من الأسماك عبر مضيق البوسفور من برودة البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط، ويتجمع الصيادون على طول الممر المائي، أو فوق جسر غالاتا، الذي يمتد على القرن الذهبي، لصيد وجبة دسمة من الأسماك الطازجة.
شاورما.. كباب وحلويات
يتميز المطبخ التركي بتنوع الوجبات. وتعد الشاورما من أبرز الأطباق التي يمكن شراؤها من جميع المطاعم المنتشرة داخل إسطنبول. تراوح أسعار سندويش الشاورما بين 3 ليرات و12 ليرة (بين 70 سنتاً و3 دولارات)، فيما يمكن الحصول على طبق الشاورما بسعر لا يتعدى 20 ليرة (5 دولارات)، كذلك الأمر بالنسبة إلى الكباب التركي، إذ يبتكر كل مطعم في تقديمه، سواء في الفخارة أو في طبق. كذلك تتنوع مذاقات الكباب، فهناك إسكندر كباب، شيش كباب، أدنا كباب، وتقدم جميعها بطرق مختلفة.
لا تقف حدود تناول الطعام عند هذين الصنفين، فالمطاعم المتخصصة ببيع السمك تدعوك لتذوق طبق من السمك الطازج بأسعار مقبولة. ويتراوح سعر السمك المقلي أو المشوي بين 30 و50 ليرة (8 و13 دولاراً)، ومن الممكن إضافة الأطباق الجانبية.
كذلك لا يمكنك أن تفوت فرصة تناول الكعك، الذي يطلق عليه اسم سميت، حيث يباع بليرة واحدة (25 سنتاً)، كما تشتهر إسطنبول خصوصاً وتركيا عموماً بالبوريك، وهو أيضاً عجينة رقيقة متعددة الطبقات، وتكون محشوة إما باللحم المفروم أو بالسبانخ والجبن الأبيض. وهي من الأطعمة الرئيسية على المائدة التركية.
بالإضافة إلى هذه القائمة لا ننسى تناول الكستناء، والعصائر الطبيعية وغيرها. أما بالنسبة إلى الحلويات، فالقائمة طويلة، بدءاً من السكاكر التركية وصولاً إلى البقلاوة والحلويات التركية، وبأسعار مختلفة.
متعة التسوق والتراث
في فصل الشتاء، خاصة خلال شهر فبراير/ شباط، تبدأ العروضات والتخفيضات في جميع أنحاء تركيا. في إسطنبول، تتنوّع المراكز التجارية، بدءاً من منطقة تقسيم حيث المتاجر وصولاً إلى البازارات والأسواق الشعبية.
تتنوع الخيارات للتسوق، بدءاً من الألبسة، خاصة الجلدية، وصولاً إلى الأحذية والحقائب، كما لا يمكننا نسيان متعة تسوق الهدايا التذكارية، وبعض الأدوات المنزلية التي تتميز بها الأسواق الشعبية، خاصة البازار الكبير والبازار المصري الواقعين في منطقة الفاتح. ولهذين البازارين تاريخ عريق من الفن والزخرفة.
ويعتبر البازار الكبير من أقدم وأكبر الأسواق الشعبية في إسطنبول، ويحتوي السوق على أكثر من 18 شارعاً، تحتوي العديد من المحال التجارية والمقاهي الشعبية، وهو مقصد مهم لكثير من السياح.
أما عند دخولك البازار المصري، فتأخذك الأرضية الحجرية والقباب المزخرفة في رحلة عبر التاريخ. ويعد البازار المصري ثاني أكبر سوق شعبي في إسطنبول، كما أنه المركز الرئيسي لتجارة التوابل، ويحتوي البازار المصري على العديد من المحلات التجارية، مثل محلات البهارات، والأعشاب الطبية، والمكسرات، بالإضافة إلى محلات الحلويات التركية المشهورة التي تبيع الملبن والعسل وغيرهما.
وفي ظل التخفيضات خلال هذه الفترة، يمكنك شراء حذاء جلدي بسعر لا يتعدى 70 ليرة (18 دولاراً) كما يمكن شراء الحقائب الجلدية بدءاً من 50 ليرة وصولاً إلى 400 ليرة. أما بالنسبة إلى الهدايا التذكارية والتحف ذات الفن العثماني فإن متوسط أسعارها يتراوح بين 5 ليرات و25 ليرة (1.3 دولار و7 دولارات).
