دراسة جديدة: أسلاف البريطانيين كانوا سود البشرة وعيونهم زرقاء

دراسة جديدة: أسلاف البريطانيين كانوا سود البشرة وعيونهم زرقاء

07 فبراير 2018
ربما سافر أسلافهم من أفريقيا (فيسبوك)
+ الخط -
كشفت دراسة جينية جديدة أجريت على أقدم هيكل عظمي كامل عثر عليه في بريطانيا، أن البريطانيين المعاصرين الأوائل، الذين عاشوا قبل حوالى 10000 سنة، كانوا داكني اللون، ببشرة تميل إلى السواد.

واكتشف الهيكل العظمي الذي أطلق عليه اسم "شيدرمان" قبل قرن من الزمن، في كهف "غوخ" في سومرست، وتكهن العلماء حينئذ أنه عاش بعد وقت قصير من هجرة المستوطنين الجدد، الذين ينحدر منهم أصل البريطانيين البيض اليوم، من قارة أوروبا إلى بريطانيا في نهاية العصر الجليدي.

كما افترض الباحثون في البداية أن لـ "شيدرمان" بشرة شاحبة، وشعراً مسترسلاً، إلا أن تحاليل الحمض النووي وضعت تصورًا مختلفًا له، حيث أكدت الدراسة التي عرضت في فيلم وثائقي على القناة الرابعة البريطانية، أنه كان يمتلك عينين زرقاوين، شعرا مجعدا غامقا، وبشرة سمراء غامقة جدًا تميل إلى السواد، وفقًا لموقع "ذا غارديان".

وتظهر الدراسة أن جينات البشرة الفاتحة أصبحت منتشرة على نطاق واسع بين السكان الأوروبيين في وقت أحدث بكثير مما كان يعتقد سابقًا، وأن لون البشرة لم يكن متوزعًا وفقًا للمنشأ الجغرافي بالطريقة التي هو عليها اليوم، حيث قال توم بوث، عالم الآثار في متحف التاريخ الطبيعي: "من الواضح أن الفئات العرقية التي تحمل خصائص محددة، والتي نشاهدها اليوم متوزعة بحسب المناطق الجغرافية، لم تكن هكذا في الماضي، ومن المرجح أنها لم تصبح هكذا منذ وقت طويل".

كما أكد يوان ديكمان، عالم الأحياء في جامعة لندن، أن الارتباط الوثيق بين البريطانيين والبشرة البيضاء، ليس حقيقة ثابتة، إذ لم يكن موجودًا في الماضي، وقد لا يكون موجودًا في المستقبل، وهذا ما عرفوه من خلال تحليل الحمض النووي لـ "شيدرمان"، حيث حفروا ثقبًا قطره 2 مم في جمجمته، للحصول على بضعة ميليغرامات من مسحوق عظامه، وإجراء التحاليل عليها، وهكذا تمكنوا من تحديد خارطته الجينية كاملة، والتي أعطتهم تصورًا عن مظهره ونمط حياته.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن لـ "شيدرمان" أصلاً شرق أوسطي، أي أن أسلافه ربما سافروا من أفريقيا إلى الشرق الأوسط، ثم توجهوا غربًا إلى أوروبا، ومنها إلى بريطانيا، ويؤكد العلماء أن حوالى 10% من البريطانيين البيض اليوم، يمكن ربط أصولهم بهؤلاء السكان القدماء.

ويعتقد الباحثون أن السكان الذين عاشوا في أوروبا أصبحوا يمتلكون بشرة أفتح مع الوقت، بسبب حصولهم على كميات أقل من فيتامين "دي" من المصادر النباتية مع اكتشاف الزراعة، لأن الجلد الشاحب يمتص كميات أكبر من أشعة الشمس، مما يتيح لجلودهم تكوين المزيد من فيتامين "دي" بالشكل الكافي، في حين من المرجح أن "شيدرمان" عاش نمط حياة الصياد-الجامع، الذي يصطاد الحيوانات بأدوات صنعها من قرون حيوانات أخرى.

 (العربي الجديد)


 

المساهمون